الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤولية تكليف أم تشريف؟

عبد العزيز وسو

2020 / 7 / 20
حقوق الانسان


كثيرا ما رأينا الناس يهنؤون بعضهم عند حصوله على منصب مسؤولية كبير أو صغير لكن الحقيقة لا يجب تهنئته فقط بل يجب عليهم تحذيره من التكاسل أو الإخلال بالمسؤولية و تشجيعه على الإجتهاد ما أمكن لبسط العدالة. إن المسؤولية تحتاج الى الكثير من العمل و الإجتهاد قدر الإمكان للحفاظ على مصالح العباد و إرساء أسس العدالة بين المعهود إلينا رعايتهم (العدالة ليست دائما المساواة فقد تكون المساواة ظلما حينما تنعدم نفس شروط تكافؤ الفرص إذ لا يمكننا أن نطلب من السمكة و الغزالة أن يدخلوا في سباق في نفس الحلبة للفصل في من الأسرع من بينهم ). المسؤولية تعني أن الشخص مسؤول و لا يجب عليه أن يخاف سؤال البشر الذين كلفوا بتقييم ادائه بل يجب عليه أن يخاف من سؤال رب البشر الذي يملك أمره و أمر مسؤوليه و أن يدرك المسؤول أن عمره قصير جدا و يمنكه النظر الى الأيام الخوالي من حياته كيف مرت ليدرك ذلك . إن المسؤولية التي نفرح بها عند تقلدها هي نفسها المسؤولية التي كان يتهرب منها خير البشر بعد الأنبياء صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم رضوان الله عليهم جميعا... كيف يتهرب خير البشر من المسؤولية و يتقرب منها بل و يسعى إليها البشر العاديون... إنها حكمة الله سبحانه و تعالى. و لا يمكننا أن نخوض في الحديث أكثر في ذلك... النصيحة العظيمة التي يقدمها لنا الحكماء ذوي النظر الثاقب و الرؤيا الحكيمة هي أن نسهر على القيام بالمنوط بنا على أحسن وجه و بل أكثر من ذلك الإجتهاد للحصول على الحقائق و الإطلاع على الوقائع و الإنصات لمن هم تحت مسؤوليتنا و خدمتهم و التذكر دائما أن "سيد الناس خادمهم" و أن مسؤولية المسؤول تكمن في تحقيق راحة من عهد اليه رعايتهم و البث في شؤونهم ... و ليست المسؤوليه هي التسلط على الناس و الإجهاز على مصالحهم و الترفع عن الإنصات الى مشاكلهم بل و أحيانا هناك من يسلب الناس، حقوقهم و يظلمهم و هكذا تنقلب الأمور على رؤوسها و ينتشر الظلم و الفساد الذي لا يؤدي الا الى المزيد من الظلم و الفساد.... أيها المسؤول ايا ما كانت نوعية مسؤوليتك تذكر جيدا أن الحياة تمضي بسرعة الى الأمام و تسوقك عقارب الساعة التي لا تتوقف الى قدرك المحتوم و نهايتك المؤكدة تسوقك الى ربك الذي سيسألك عن إستخلافك في الأرض و عن ماذافعلت بعباده و هل كنت تخاف من الله ام من عبيد مثلك لا حول و لا قوة لهم و لا يملكون من أقدارهم شيئا.. إن الله سبحانه و تعالى و هبنا الكثير من النعم حتى أن بعضنا يملك منها الكثير و لن ينقصه منها شيء إن قررأن يحسن كما أحسن الله اليه.. و ينجح في الإختبار الذي وضع فيه... المسؤولية كلمة ترعب ألحكماء و تسر الجهلاء لأن شقائها يفوق لذتها بل و حسابها عسير إن لم نكن على قدرها و نقدم كل ما بوسعنا للنجاح في الإختبار الذي كان قدرا لنا.... يظن الحكيم أن إعفاءه من المسؤولية حظ، سعيد و راحة بال و يظن الجاهل أن عدم تمكنه من تقلد المسؤولية حظ، عاثر و قدر سيء... كل ينظر من زاويته لكن هنا تختلف الزوايا فهناك زوايا ضيقة يكون النظر من خلالها غير واضح المعالم بينما هناك زوايا تمكنك من نظرة شمولية و تبدي لك كل ما يحيط بالشيء من كل جوانبه الجميلة و السيئة. يقول خير البشر اننا جميعا نعد مسؤولين و كلنا مسؤولون عن رعايانا بما فيها أنفسنا لذلك يجب علينا الحرص على الإعتناء جيدا بأنفسنا و الآخرين و أن نحارب الظلم و الفساد ليكون لنا شرف ذلك...و من كل هذا نستنتج أن المسؤولية تكليف لا تشريف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية