الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة زيارات ...حكومة وفيات

ليلي عادل

2006 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



أبارك لحكومة المالكي إنجازها الجبار في إكتشاف طريقة مبتكرة فريدة لحماية أرواح العراقيين من الزائرين للمراقد في مناسبات اللطم الحزين و اللطم السعيد ..فبعد ان قامت بكل واجباتها تجاه العراقي ..المواطن الذي وصلت حياته الى منتهى الكمال و راحة البال لم يبق امامه سوى ان يملأ فراغ وقته بسياحة الزيارات و ممارسة فن اللطم و إبتكار المناسبات التي تخرج لها المسيرات المليونية كي يرفه عن نفسه و يتمتع بترف الحياة التي وفرتها له حكومتنا العزيزة ...حيث أكتشفت هذه الحكومة أسلوب فرض منع التجوال ..والتي تنطوي عنها فوائد كثيرة أنعكست على سيرة حياة الفرد العراقي... فمنع التجول يعني ان لا عمل في ذلك اليوم مما يعني ان الموظفون سيأخذون راحة من الجهد الكبير الذي يبذلوه في الأيام الأعتيادية خدمة للمواطن ..ثم ان السيارات لن تخرج من المنازل مما يساهم في الحفاظ على البيئة من الثلوث الناتج عن دخان السيارات ...مما ينتج عنه توفير بعض لترات البنزين لوقت الضيق مع ان المواطن لم و لن يمر بمثل هذا الوقت بفضل حكوماتنا الصنديدة ...أيضا ستوفر ما في جيبك ..اذا ماكان هناك شيء ..حيث لا تسوق في مثل هذا اليوم و سيتم الأعتماد على الخزين الستراتيجي المنزلي ..الحرس و الأمريكان و أعضاء الحكومة سيتنقلون براس بارد في شوارع بغداد المبلطة و الجميلة و النظيفة و السالكة و الخالية من الطسات و الحفر ...وأنت ببقائك في المنزل مع عائلتك ستتعرف اليهم و تقترب منهم أكثر مما يقوى الأواصر العائلية ..
كل هذه الأفكار تزاحمت في رأسي و انا ارقب وجوه حالكة لشباب يقفون على امتداد الطرق و الأرصفة المهدمةالمليئة بالأزبال في بغداد ..يرتدون في أعناقهم باجات تحمل صور اسيادهم من الصدور ...وال............وال...
ارقبهم و انا امر ببطء في ذاك الشارع بسبب المعابر المنتشرة كل عشرة امتار ...معبر ورة معبر ورة معبر ..أتعس من معابر إسرائيل...تساءلت مع ان المنظر مكرر فتلك الوجوه و الهيئات أصبحت العلامة الفارقة للشوارع و الدوائر و الوزارات ووو..لن تهرب منها ..قد تتبعك الى منزلك ...ما دور هؤلاء ..توفير امن ام تشكيل خطر ..حماية روح ام سلب ارواح ..و قد اثبتت لي و للجميع الأيام انهم كانوا و ما زالوا سالبي مال و روح و امان و كل ما يمكن سلبه ...حوسموا بعد ان خدموا عند طاغيتهم ..ثم سلبوا ..قتلوا ...خطفوا ...أحرقوا ...البلد الساقط يزداد سقوطا و الزيارة الشعبانية فوق كل شيء و تبا للمستحيل و للأمان..تبا للحياة ..عاشت الزيارات و الوفيات ..عاش الموت ..
كل يوم كان يعدنا رئيس وزرائنا بحل المليشيات و ها هو البلد قد خلى من ناسه و بقيت المليشيات فشكرا سيادة الرئيس و هنيئا للمليشيات عراقها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا