الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم ...أم كابوس

ليلي عادل

2006 / 9 / 12
حقوق الانسان


كان لنا حلم ...حين كنا سجناء الوطن ..سجناء صدام ..ان تحدث المعجزة و نعيش لنرى اليوم الذي يسقط فيه النظام الصدامي و نتحرر من سجننا الكبير و يتحول العراق الى وطن حقيقي ..وطن يشبه باقي الأوطان ..و ان نكون شعب حر, شعب حي يعيش الحياة كما يجب ان تعاش ..كنا نحلم كيف سيعود السياسي الحقيقي و الأداري الحضاري و الفنان العبقري ...وكل سيرتفع بمستوانا و يبني البلد و ينتشلة من الأنحطاط و الفساد و الدمار الذي استشرى في كل أوصاله ..ينتشلنا من التخلف الذي فرض علينا و حوصرت به عقولنا ...كنا ننتظر العالم و الأستاذ الذي سيعود و يحول جامعاتنا التي غطاها تراب القرون ..الى مؤسسات علمية عالمية ..كنا نرى في حلمنا كيف سيمنح القادمون من الجانب المتحضر من الكرة الأرضية ...شبابنا و فتياتنا مستقبل مليء بالحداثة و التكنلوجيا و الأرتقاء بمستويات حياتهم الأجتماعية و النفسية و المادية ...كنا نحلم لأطفالنا بمدارس متفرعة في كل الكون ..مناهج حديثة و ملاعب يستعيدون فيها طفولتهم المسلوبة ...بقينا نحلم و نحلم و نحلم ..و على ماذا صحونا ؟؟؟؟...
نعم جاءت المعجزة على الدبابة و عاد الينا من قضى حياته في بلاد التقدم و التحضر ..هل من الممكن ان يتحقق الحلم ..
لا في الواقع ..الحلم لا يتحقق و يبقى امنية معلقة على شماعة التفاؤل و الأنتظار...و عندما ينتهي وقود التفاؤل و يتحول الى سذاجة و حمق ..يظهر الواقع على حقيقته و يتحول الى كابوس نعيشه كل يوم ..كل ساعة ..كل دقيقة ...
صحونا من كابوسنا لنرى السياسي االعائد من ما وراء البحار ..حاملا شعارات خدمة الوطن و الشعب ..لا يشغله سوى مليء جيوبه و التسابق مع زملاءه في من( يلغف) أكثر و من صاحب الرصيد الأكبر ...
أما العلماء فلم نرى سوى الملالي و اللواطيم ممن يطلقون على انفسهم اسم علماء ..و أصبح كل عاطل عن العمل و ممن لم يحصل على الشهادة المتوسطة ..عالم و أستاذ في الفقة و الشريعة و سيد مطاع الأمر ..
و تحولت المؤسسات الثقافية و الأعلامية من مروّجة لنظام صدام الى أفواه للملالي و مؤسسات لترويج اللطم ..وزرع التفرقة و الطائفية و تحولت الى مجموعة أبواق لمجموعة الصداديم الجدد ...
و لن اتحدث عن مناهج التعليم الحديثة التي وعدنا بها من قبل ثلاث سنوات ..حين روج الأعلام كثيرا عن لجان من البروفيسورية في الغرب,من عراقيين و أجانب يعملون على وضع منهج على أعلى مستوى لأطفال العراق المساكين ..و ها هي طفلتي تدرس المناهج ذاتها التي درستها أنا منذ 30 سنة مضت ..لن أطيل ..فقط سأقول ان ربع العراقيين قد فروا من العراق هربا من نظام صدام و جوره و اليوم فر و يفر كل يوم الثلاث أرباع الباقية ..لماذا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة