الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصميم مقترح للعلم العراقي الجديد

مصدق الحبيب

2006 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أبناءَ شعبي في قراهِ ، وفي مدائنهِ الحبيبة‏
لاتكفروا نِعمَ العراق
خير البلادِ سكنتموها بين خضراءٍ وماءْ
الشمسُ، نورُ اللهِ، تغمُرها بصيفٍ او شتاءْ
لاتبتغوا عنها سواها
هي جنةٌ، فحذار من افعى تد بُّ على ثراها
بدر شاكر السياب
‏__________________________________________________________________‏
‏ ‏
الدلالات والمبررات :‏

‏ نظرا للتعقيد الشائك الذي يكتنف ظروف العراق السياسية الحالية، ونظرا لخصوصية البلد في تأريخه ‏وتعددية شعبه ، ونظرا للعواطف الجياشة التي غمرت القلوب والحساسية المفرطة التي اجتاحت الضمائر ‏خلال السنوات الثلاث الماضية منذ سقوط دكتاتورية البعث ومانجم عن ذلك من تناحر وتأخر وتدمير.. تلك ‏السنوات التي كان من المفروض ان تكون كافية لكي نشهد فيها ولادة علم جديد لفجر جديد ، تحملنا خفقاته ‏بعيدا عن التأريخ الدموي المؤلم، ويجمعنا ظله بجسد وعقل واحد واذرع كثيرة تشرع بتعمير واعادة بناء ‏ماحطمه الماضي المجحف الظالم. كان من اللازم ، بل يتوجب الان، ان نتبنى علما يعبر عن روح المرحلة ‏القادمة فيكون رمزا صميما لتربة الوطن وكرامته وعزته .. علما يخفق فوق الصراعات ويتعالى عن ‏المصالح والحصص..علما نستطيع ان نتطلع اليه بمعزل عن الاحداث الآنية والمراحل الاستثنائية والازمات ‏المتفجرة والآراء الشخصية والاهواءات الفردية. علما غير مرتبط بخصوصية الاقاليم وحجم المصالح ‏السياسية او توجهات الميول القومية او الدينية او الطائفية.. علما يستطيع ان يشمخ كرمز مقدس للاجيال ‏الحاضرة والقادمة، يعتز به كل مواطن عراقي: العربي والكردي والتركماني والآثوري والكلداني والشبكي ‏، المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي والايزيدي ، المتعلم والامي، المستقل والمتحزب ، العلماني ‏والمتدين، الكبير والصغير ، الغني والفقير ، التقدمي والرجعي ، والمتحرر والمتعصب . ‏

ومن هنا، فلابد للعلم الجديد ان يرضي الجميع ويكون منصفا لمشاعر كل عراقي . ولهذا السبب غير ‏اليسير، اجد من الضروري والممكن ان يتحقق ذلك بتصميم يبتعد عن كل الدلالات والرموز التقليدية ‏المتوارثة والمعروفة والمتداولة ، كما وينأى بنفسه عن الاشارة الى اي اقليم او قومية او دين او تاريخ ‏محدد ، ويقطع الصلة باشكال الاعلام العراقية السابقة واعلام المنطقة التي اتخذت في ظروف ماضية ‏ولاسباب مختلفة تماما عن الظرف والاسباب الراهنة وما ستؤول اليه من مستقبل. وكل ذلك يتطلب ‏الاتيان بتصميم ابتكاري جديد غير مألوف يضع الجميع على حد المساواة ويحقق الانصاف الممكن ‏المعقول، وذلك بالاعتماد على فكرة بسيطة ومعبرة ولها دلالات جميلة وواضحة لكنها حيادية مقبولة يرتبط ‏بها، ويقترن معها، ويستجيب اليها الجميع. ‏

العلم المقترح، كما تشير الصورة ادناه، عبارة عن صفحة بيضاء صافية نقية ترمز الى الولادة الجديدة والفجر الجديد متمثلا بالفضاء ‏الرحب ورامزا للمستقبل المنير الذي يطوي صفحة الماضي، ويشرع ابوابه ويفتح قلبه لجميع العراقيين ‏على حد سواء ، حيث تبزغ شمس الحرية والعدل والمساواة والمحبة والتآخي لتغمر ارض الوطن ‏بعسجدها المتفجر بالخير والعطاء. ولاشك فإن مثل هذه الرموز هي رموز غير منحازة ولا مقترنة ‏بجغرافية معينة أو زمن محدد ، ولاتشير الى أي قومية او دين او مذهب او حزب او عشيرة او اتجاه ‏سياسي او عقائدي. ‏

الجانب الفني:‏
‏ ‏
‏ ينطوي هذا المقترح على تصميم بسيط ومعاصر، فيه من الجمالية والسهولة مايقتضيه المعنى المذكور ‏اعلاه وما تفرضه الحاجات العملية للعلم التي تراعى بموجبها حقيقة انه سيستنسخ ويطبع بوسائل متعددة ‏واحجام متباينة ويصنع من مواد مختلفة مثل الورق والقماش والخشب والحديد والآجر وغيرها ، وبامكان ‏اي شخص استنساخه وتنفيذه بما في ذلك تلاميذ المدارس. كما يحرص التصميم ايضا على ان يكون ‏متفردا ومتميزا ويشكل بادرة معاصرة لم تألفها تقاليد التصميم المحلية في المنطقة رغم انها تكسب قبولا ‏عالميا.‏

آمل ان يكسب هذا الشكل وهذه الدلالات الرائعة النقية رضا الشعب العراقي بكل قومياته واديانه وطوائفه ‏والوانه واطيافه واتجاهاته ومعتقداته.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م