الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجود التنظيمي للقاعدة في لبنان

محمد مصطفى علوش

2006 / 10 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


عقب أحداث 5-2-2006 التي حدثت في لبنان على إثر المظاهرات المنددة بالرسوم الكاريكاترية المسيئة للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام فقد بدأت تتعالى أصوات كثيرة تحذر من وجود القاعدة في لبنان وخصوصا مع العائدين من العراق مستغلين التدهور الأمني في البلد سيما ان مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي كان قد حذر في وقت سابق من خطورة "العائدين من العراق"، وأنهم سيحلون مكان الأفغان العرب، وذكر في تقرير خاص أن العراق بات "أرضا للتدريب ومنطقة للتجنيد وفرصة لتحسين الخبرات التكنيكية".وتشير التقارير الى أن أكثر من 100 شخص من البقاع والشمال والمخيمات الفلسطينية وأبرزهم من عصبة الأنصار، كانوا قد توجهوا إلى العراق قبيل وعقب الغزو الأمريكي للعراق ، وما يلفت بهذا الصدد أن "عصبة الأنصار" ليست تنظيماً سلفياً كما تقول منظمة فتح في مخيم عين الحلوة حيث ينشط هذا التنظيم ، وأن مؤسسها هشام شريدي كان قد تأثر بأفكار حزب التحرير الإسلامي .

إلا أن الكلام عن وجود القاعدة في لبنان ليس جديدا فبعد ساعتين أو أكثر من تفجير موكب الحريري عرضت الجزيرة شريطا لشخص يدعى أبو عدس فلسطيني الأصل متحدثا باسم" جند الشام " يتبنى إغتيال الحريري ، حينها ذهب الكثير من المحللين أن المنفذ أو المنفذين هم من التيار القريب من تنظيم القاعدة أو انهم استخدموا من قبل اجهزة الاستخبارات المتقدمة على قاعدة تضليلهم بأن الهدف الذي عليهم تصفيته هو رئيس وزراء العراق السابق د. إياد علاوي، صديق رفيق الحريري ولم تمض أيام على الحادث حتى اتهمت الحكومة اللبنانية آنذاك مجموعة من الأستراليين من أصل لبناني وبالتحديد من بلدة المنيا في شمال لبنان كانوا قد عادوا لتوهم من لبنان الى أستراليا عقب الحادث مباشرة ، والاشتباه بهم أرجعه الكثيرون من المراقبين لمنظر هؤلاء في الطائرة حيث أن سمت التدين كان يظهر على وجوههم ولباسهم ، في حين ذهب آخرون ومنهم وليد جنبلاط الزعيم الدرزي الى ان هذه العملية فبركة سورية بطريقة أو بأخرى أرادت من خلالها سوريا تبرئت نفسها من قتل الحريري انتقاما من صدور القرار الدولي 1559 .

منذ ذلك الوقت والحديث يزداد عن وجود القاعدة في لبنان وأصبح كل شخص ذهب إلى العراق للقتال هناك أشبه بالأفغان العرب ، ولعل السفارة الأمريكية النشطة جدا في لبنان دور في حث الحكومة اللبنانية على ملاحقة كل من تسول له نفسه التطوع للجهاد في العراق تحت تهمة الانتماء للقاعدة والعمل على زعزعت الأمن في لبنان فلقد تم اعتقال مجموعة من الشباب الملتزم في البقاع وقضى أحد المتهمين بالقاعدة وهو إسماعيل الخطيب تحت التعذيب في قضية أبناء قرية مجدل عنجر؛ إلا أن معارف الخطيب لا ينكرون أنه كان قد ذهب إلى العراق، وربما شكل خط إمداد للمقاتلين من لبنان، لكنه اعتقل مع آخرين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، واتهموا باستهداف عشرين هدفا من بينها السفارة الإيطالية. وبعد أن قضى تحت التعذيب، يؤكد الإيطاليون أنفسهم أن القصة كانت مفبركة، والسؤال : هل صفي الخطيب لطمس معلومات لا يراد لها أن تظهر، أم قتل بالخطأ من جراء التعذيب لإجباره على تبني أمرا لم يفعله؟

وقبل الحرب على لبنان بشهر تقريبا فقد ألقت الدولة اللبنانية على شبكة ادعت وزارة الداخلية انها مرتبطة بتنظيم القاعدة وان مؤسسها الدكتور عصام حمود- أستاذ جامعي في الجامعة الأمريكية في بيروت – كان قد درس في جامعات كندا ولولايات المتحدة وانه قبل القبض عليه في الوقت الذي كان فيه على وشك السفر الى باكستان لملاقاة زعمائه من القاعدة في إطار التخطيط لتفجير مواقع حيوية في الولايات الأمريكية وقالت مصادر أمنية لبنانية إن التحقيقات المتواصلة مع الموقوفين الـ13 من عناصر تنظيم "القاعدة " في لبنان، أفضت إلى الكشف عن محاولة جدية لإنشاء بنى تحتية مادية وعسكرية وبشرية هي الأولى من نوعها لهذا التنظيم في لبنان، وهي على ارتباط مباشر بأبي مصعب الزرقاوي في العراق.وكان في عام 2003م احبطت محاولات تفجير لسلسلة مطاعم ماكدونالدز وفي عام 2005 أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل من جنوب لبنان، في بيان نشر على الانترنت حيث يقول البيان: " انطلقت ثلة من ليوث التوحيد ابناء تنظيم القاعدة.. وبعد فترة من التخطيط والاستطلاع، بغزوة جديدة على دولة اليهود حيث قام اسد باطلاق 10 صواريخ من طراز غراد من ارض المسلمين في لبنان على اهداف في شمال دولة اليهود".

ثم أثناء الحرب اللبنانية الأخيرة تم القبض على مجموعة من الطلبة اللبنانيين من منطقة الشمال بتهمة المحاولة لتفجير قطارات في ألمانيا أثناء دراستهم هناك وأشار وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت أن أحدهم وهو جهاد حمد (21عام) متأثر إلى حد بعيد بفكر القاعدة لكن لم يتأكد بعد إذا كان من تنظيم القاعدة أم لا . ويمضي بعض المراقبين بالقول :" التساؤل عن وجود القاعدة في لبنان من عدمه لم يعد مجديا، فهناك من يوجد في لبنان من الناس الذين يفكرون مثل القاعدة ويعملون كما تعمل تماما". فالإنقسام السياسي الحاد والحالة الإقتصادية الصعبة وغياب الدولة الراعية وتبادل التهم بين الكتل السياسية وانتشار السلاح لا سيما في المخيمات الفلسطينية والتحريض الطائفي المشحون والذي تقف وراءه زعامات سياسية داخلية وسهولة الإتصالات والتحويلات البنكية وغياب الرقابة عنها وطبيعة لبنان المنفتحة على كل شيء تشكل أرضا خصبة لإنتشار كل أنواع الإيديولوجيات بما فيها الفكر القاعدي .
وكان المكتب الإعلامي لوزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت نفى عبر مكتبه الإعلامي بتاريخ 13شبط 2006 ما نقلته بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن صحيفة "الليبيراسيون" الفرنسية أن فتفت قال للصحيفة إن هناك مراكز تدريب لتنظيم للقاعدة في لبنان بعد أن كانت الصحيفة نشرت على لسانه هذا التأكيد
إلا أنه في حوار معه لجريدة النهار في 7تشرين الأول أكد على وجود القاعدة في لبنان بدليل وجود اربع مجموعات موقوفة تنتمي إليه الأولى تضم 13 شخصا قسم منهم تدرب في سوريا والثانية مجموعة لبنانية فلسطينية كانت ترمي قنابل امام ثكنات الجيش اللبناني والثالثة الشخص الذي كان يخطط عبر الإنترنت لتفجير في نيويورك والرابعة المجموعة التي كانت تخطط لتفجير في ألمانيا .

وفي الوقت الذي صدر تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حول القاعدة من أن تنظيم لا يزال قائماً كشبكة متشعبة ومؤثرة وأن الحرب على العراق أعطته دفعة إلى الأمام . ونقلا عن جهات استخبارية غربية فإن التقرير يؤكد أن التنظيم موجود الآن في أكثر من 60 دولة، ويضم نحو 1800 شخص طليق... ترد أنباء عن حصول لقاء بين كل قيادة القاعدة في بلد ما في منطقة الشرق الأوسط يعتقد انه تركيا وإن لم نكن جازمين بذلك كما ان هناك بعض المؤشرات من أن القاعدة كانت قد جمدت أعمالها في لبنان قبل الحرب الأخيرة على لبنان نتيجة الملاحقة والرصد لها من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية واللبنانية إلا أن دعوة الظواهري مؤخرا وبشكل صريح ودون شفرة مبطنة لأتباعه أن يتجهوا الى لبنان يجعلنا أمام عدة سيناريوهات محتملة تلتقي جميعا حول عمل ما تنوي القاعدة القيام به في لبنان خصوصا مع وصول القوات الدولية الى لبنان.

مؤسس التنظيم في لبنان

يظن بعض الخبراء المتابعين لنشاط القاعدة في بلاد الشام أن المؤسس لتنظيم القاعدة في لبنان شخص يلقب بأبي الرشد ألميقاتي لبناني الأصل كان منخرط في الجماعة الإسلامية كبرى الحركات الإسلامية السنية في لبنان قبل أن ينفصل عنها وبعد رحلة علمية قصيرة له إلى باكستان عام 2000م حيث تم تجنيده هناك عاد ليؤسس خلايا تنظيمية تابعة لجماعة قاعدة الجهاد عام 2001م ,حيث شرع بتجنيد وتنظيم خلايا جهادية عادت لتوها من العراق . وان الإستراتجية التي يعمل لها هي تأسيس خلايا جهادية مهمتها العمل خارج الأراضي اللبنانية أي تصديرها إلى الدول العربية المجاورة وخصوصا العراق حيث تمركز قاعدة الجهاد في بلاد الشام والرافدين هذا وقد بلغ عدد الخلايا التي استطاع تجنيدها عام 2003م ، 13 خلية ، يقول أحد الخبراء ان الدولة اللبنانية فككت ستة من تلك الخلايا النائمة في لبنان.
ويعرف عن أبي رشد الميقاتي أنه متأثر ببعض الشخصيات الفلسطينية في المخيمات وأنه كان يموه شخصيته فتارة يظهر بلحية وتارة بغير لحية وأنه كان يتنقل ببطاقات مزورة وبأسماء مختلفة وأنه حاول تفجير سلسلة مطاعم " لماكدونالد" وهو الآن يقضي عقوبة السجن بتهمة تزوير جواز سفر في سجن رومية في بيروت بعد أن أسقطت عنه التهم الملصقة به مع من أفرج عنهم في أحداث الضنية إلا أن معارف الميقاتي يستبعدون أن يكون الميقاتي بهذه القدرة على تجنيد خلايا تابعة لتنظيم القاعدة أو أنه أحد المؤسسين ويشكون بما إذا كان له علاقة بالقاعدة وإن كانوا يقرون بأنه ممن جاهد في أفغانستان.
وهناك بعض المراقبين يقول بأن اللقاءات بين أفراد القاعدة يتم عن طريق اناس لبنانيين يعيشون في أوروبا حيث يترددون على لبنان من الفينة والأخرى وينقلون أثناء تواجدهم في لبنان رسائل القايادة والأوامر الى خلايا التنظيم النائمة في لبنان.
على كل ، مما لا شك فيه أن في لبنان من يحمل أو يتفق مع تفكير ومنهج القاعدة سواء في بيروت أو طرابلس أو البقاع أو عكار ولكن ليس بالضرورة أن يكون على إطلاع بوضع القاعدة أو على تنسيق معها وذلك يعود لحالة التذمر التي يعيشها الكثير من الملتزمين من الشباب من حالة التردي التي وصل اليها المجتمع سواء في لبنان أو في العالم العربي والإسلامي. وبناء عليه لم يعرف بشكل دقيق مؤسس القاعدة في لبنان وبالتالي ما إذا كان لديها خلايا قادرة على المناورة أو التأثير على الوضع الأمني للبلد. وف كل الأحوال تبقى منظمة القاعدة المظلة الإيديولوجية والإستراتجية للجهاديين أينما وجدوا!

تهمة القاعدة أصبحت سلاحا.
في الوقت التي بدأت الولايات المتحدة الامريكية تروج ان القاعدة تحول الى تنظيم غير هرمي وأن عناصره تعمل على شكل خلايا مستقلة تنظيميا عن بعضها البعض ودون تنسيق فيما بينها يخشى أن تتحول "القاعدة" سلاحا في يد اصحاب القرار سيما أنه يمكن لك وفق هذا التصنيف للقاعدة ان تتهم أي شخص بأنه من القاعدة ودون أي دليل ملموس يؤكد إرتباطه بأي جسم من تنظيم القاعدة . وسواء كانت هذه المجموعات الأربعة من القاعدة أم لا، يبقى أن كل من يحمل فكرا ضد الهيمنة الأمريكية في لبنان أو غيره من الإسلاميين قد يتهم بــ"القاعدة" على قاعدة أن خلايا التنظيم بعيدة عن بعضها البعض فكريا وسياسيا وإجتماعيا وبالتالي أي شخص يلتقي مع القاعدة فكريا ولو في قضية تحرير فلسطين فقط قد يتهم بالقاعدة وفق هذا المنظور وهو حكم صائب لا ريب إذا سلمنا بصحة تصنيف "القاعدة" على هذا الأساس فماذا ينتظر الإسلاميين إذا علمنا أن هناك تنسيق لبناني عربي وتعاون استخباراتي حول "القاعدة" كما يخبر الوزير فتفت محاوره في نفس الصحيفة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا