الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواكب الحرية فى لبنان الصمود

عبد المجيد راشد

2006 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


" الشعوب تصنع أوطانها "
أكتب ما شئت عن العصيان المدنى السلمى ، عن المعارضة عندما يلتف الشعب حولها ،عن القوى الوطنية فى أى مكان على وجه البسيطة عندما تخلص لوطنها و شعبها و امتها ،عن القدر الذى لا بد أن يستجيب لإرادة الشعب المصر على الحياة ، عن المقاومة وحدها التى تسطر حروف كلمات كتاب الصدق ، عن سيد المقاومة قائدا مقاوما ذائقا طعم التضحية فى ولده الشهيد ، و عن رجال الله الذين صدقوا ما عاهدوه عليه ، وعن القوى الوطنية العابرة للحزبية الضيقة ، و للمذهبية البغيضة ، و للتعصب الطائفى المتعفن ، المنتصرة للوطن و للأمة فى سنوات مظلمة سوداء كئيبة من تاريخها ، و المقاومة بالسياسة لمخطط الأعداء الأمريكان و الصهاينة و عملائهما المفضوحين فى سماوات الدنيا و أرضها ، الملعونين فى كل كتاب و ملة و مذهب و دين و فكرة .
إرسم بقلمك صورة لمشهد الوطن الوطن ، تتشابك فيه الأيادى الممتلئة من فيض وحدته الوطنية ، المنصهرة فى بوتقة العيش المشترك مواطنين لا رعايا ، العابرين للطائف بمخاصصته للوطن كقيمة عظمى مجردة من المذهبية و الطائفية ، لتصعد قيمة الكفاءة بديلا عن التمثيل الطائفى ، لتصعد قيمة الوطن فوق قيمة القبيلة و العصبية والمذهبية .
و لا ياخذك النسيان فلا ترفق بصورتك مشهد العملاء الأذلاء و هم يستقوون بالعدو و يقبلون الفاجرة الشيطانة ، قاتلة الأطفال الذين لا تعرف طعم الأمومة فيهم ، ويتناولون معها الطعام الملطخ بدم الأبرياء ، و المسماة كونداليزا رايس .
و إذا اردت ان تفتح صفحة سوداء من صفحات التاريخ بذاكرته الحية ، فستجد ألاف الأسطر الممتلئة بالعمالة و الفجر و الزيف و البهتان ، من تجارة الدم إلى تجارة الوطن ، الى العبث بأمن الأمة .
أحفر بقلمك على صفحات الزمن كل آيات الأنبهار و الإعجاب و الدهشة و العظمة للشعب العربى فى لبنان الصمود ، لبنان المقاومة ، لبنان العروبة ، لبنان الدرس الأكبر فى الحياة و الموت ، فى العدل و الظلم ، فى الخير و الشر ، فى الإيمان و الكفر ، فى المقاومة و الإستسلام ، فى الحب و الكره ، فى الحرية و القمع ، فى المشاركة و الإستئثار ، فى الممانعة و التسليم ، فى المقاومين و المتاجرين ، فى الشهداء و العملاء ، فى الكبار الكبار و الصغار الصغار ، فى الوطن للجميع و الوطن للوضيع ، فى النصر الذى أتى و سيأتى و الهزيمة التى قبرت و ستنتهى ، فى المشروع الوطنى الجامع و المشروع الطائفى الفاسد ، فى معنى أن يكون وطنك فى قلبك ومعنى ان يكون وطنك فى جيبك ، فى العائشين فى الحقيقة و المتعايشين مع الأوهام ، فى النور الطالع مع فجرالمقاومة و الظلام الدامس فى ليل الأمة الموحش المهزوم المستسلم ، فى مواكب النور الزاحفة لتقبض على أشعة شمس الحرية و جمع العراه الزاحف نحو البيت الأبيض من الخارج و الأشد سواد من الداخل .
أيها الحرار فى شرق الدنيا و غربها ، شمالها و جنوبها ، قفوا بإحترام و خشوع و هيبة و طمأنينة و ثقة وإرادة و رغبة و تمنى و إصرار ، أمام مشاهد مواكب الحرية فى لبنان الصمود ، لبنان المقاومة ، لبنان العروبة ، فانتم أمام شعب يصنع وطنه الذى يحلم به و يتمناه و يريده .
و يا كل شعوب الدنيا الباحثة عن وطنها ، هذا درس لبنان العظيم ن جاءكم فى موعده مع القدر، ليعلن لكم من ساحة الشهداء ، أن الشعوب تصنع اوطانها من دماء شهدائها ، و إرادة قواها الحية و صمود الباحثين عن الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو