الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستشهد المعارضة اللبنانية شرخاُ جديداً؟

محمد مصطفى علوش

2006 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ما جاء في بيان النائب يكن أحد أقطاب المعارضة اليوم يحمل دلالات خطيرة حول ما يمكن أن تقوم به المعارضة من تحرك خلال الأيام القادمة في حال عدم نجاح المبادرة العربية وما في جعبة عمرو موسى من حلول ، هذا التحرك قد يبدأ بعد يوم الخميس ، حيث ان إرهاصاته بدات تلوح، بدأً من سلسلة التصريحات التي أطلقتها المعارضة في ساحة رياض الصلح في الحشد سواء كان من قبل الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله او من قبل الجنرال عون.

فقد حذر رئيس جبهة المعل الإسلامي وعضو اللقاء الوطني المعارض الدكتور فتحي يكن في بيان له صدر اليوم الثلاثاء من ثلاثة أمور قد تجري على الساحة اللبنانية داعياً المعارضة الى عدم القيام بأي تصرف غير مدروس من قبل طرف من أطرافها من شأنه ينعكس سلبا على مشروعها. وقد تركز بيانه على ثلاثة نقاط وكان مما جاء فيه:

1- لا يحق لأي فريق من أفرقاء المعارضة الإنفراد بإتخاذ مواقف أو قرارات تتعلق بالوضع العام، ولا بد من التشاور وتمحيص الأمور جماعيا قبل صدور القرار، وذلك حفاظا على وحدة المعارضة وضمانا لسلامة مواقفها وتوجهاتها.
2- احتلال السراي خط أحمر لما يترتب عليه من مفاسد وتداعيات تفوق الحصر والتوقع، من شأنها تدويل المواجهة، وتقديم ذريعة لتطوير مهمات قوات اليونيفيل.

3- التشبث بمبدأ تشكيل حكومة إتحاد وطني (واحدة) وليس تشكيل "حكومة ثانية" مضادة، وملاحظة أن مؤدى ذلك الوقوع في شراك المشاريع العدوة التقسيمية والتفتيتية".

اذا دققنا قليلاً في النقاط الثلاثة التي تطرق إليها يكن في آخر بيان له ،وبالتزامن مع وصول عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية حاملاً معه آخر المبادرات طرحاً ، بحيث إذا لم ينجح عمرو موسى بأي حلحلة للأزمة اللبنانية يعني أن الأمور سوف تعود الى المربع الأول. ومما لا شك فيه ان المعارضة اللبنانية المتمثلة بحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر إضافة الى جبهة العمل الإسلامي التي يتزعمها يكن، قد تدارست جميع الإحتمالات المتوقعة ابتداءأ من حل للأزمة وانتهاءا بالتصعيد .
وفي هذه الحالة يبقى السؤال كيف سيكون توجه المعارضة في حال انعدمت الحلول كلية وباءت محاولات عمرو موسى بالفشل؟ وخصوصاً ان الإستمرار بالإعتصام بالشارع لن يجدي نفعاً في اسقاط الحكومة بعد ان حصلت على الدعم الدولي إضافة الى دعم شبه كامل من قبل الطائفة السنية في لبنان .أضف الى ذلك وعد السيد حسن نصر الله انصاره بتحقيق مطالبهم في خطاب له كان قد ختمه بالقول "كما كنت أعدكم بالنصر دائما ، ها أنا أعدكم به مجدداً" ونصر الله كما يعلم الجميع يريد ان يحرص على سمعته ومصداقيته وبالتالي كلما تأخر الوقت لم يكن ذلك في صالح المعارضة كما انه لن يكون في صالح الحكومة ، ولذلك كان لا بد للمعارضة من سلسلة تحركات نوعية وخاطفة في تحقيق مطالبها .
وإذا عدنا ً الى بيان الشيخ يكن وخصوصاً انه أحد أقطاب المعارضة ومن المفترض انه على تنسيق تام معهم في كل تحرك ، فإننا نفهم من توقيت بيانه ومضمونه جملة أمور.
1. إما ان المعارضة لا تتوقع نجاحاً لمبادرة عمرو موسى وإلا لماذا يستبق يكن مبادرة موسى بهذا البيان؟
2. أن المعارضة قد ناقشت واتفقت على سلسلة خطوات تصعيدية قادمة ربما تتعارض مع نهج وتوجهات يكن فبادر الى التحذير منها.
3. أن يكن يكشف عن شرخ حاصل داخل صفوف المعارضة عندما حذر من أن يتخذ اي طرف من المعارضة أي خطوة أو قرار دون تنسيق مع سائر الفرقاء داخل المعارضة، وهذا بدوره إما يدلل على فرضية ان حزب الله يسيطر على القرار الحقيقي للمعارضة وان بقية الأطراف أمثال الجنرال عون أو اللقاء الوطني او جبهة العمل ليست إلا واجهة او غطاء لتوجهات حزب الله ،وإما أن يكون حقيقة ان المعارضة بدأت تتفكك خصوصاً مع عدم نجاح محاولاتها حتى الآن في اسقاط الحكومة مما دفع ببعضها على التوجه نحو اتخاذ خطوات أكثر خطورة
4. ان يقيناً مما ناقشته المعارضة ووضعته على جدول خياراتها هو اقتحام السراي وإلا لماذا يحذر يكن من ذلك ويقول بأنه خط أحمر؟ هل يعني أنه بدأ يشعر ان ذلك تهديد للوجود السني كما يريد البعض ان يوحي أو أنه يخشى من ان يتحول ذلك الى فتنة طائفية لا يقدر إلا الله على إطفائها.
5. لعل يكن يريد ان يفوت الفرصة على المشروع الأمريكي كما يسميه، فهو باعتقاده أن هذا المشروع يحتاج الى ذريعة للتدخل في الوضع اللبناني وذلك عبر ايجاد صدمة تدفع الى تدخله فوراً، فقد تكون برأيه تخطط الولايات المتحدة الى دفع المعارضة بشكل غير مباشر الى اقتحام السراي في الوقت الذي تؤكد فيه مرارا للسنيورة على دعمها المطلق لحكومته، ما يستدعي تدخلاً فورياً من قبل مجلس الأمن الذي سيصدر بدوره قراراً على عجل بوضع القوات الدولية المتواجدة على الأرض اللبنانية تحت البند السابع.
6. بل إن أخطر ما جاء في بيانه النقطة الثالثة والتي جاءت بالنص:" التشبث بمبدأ تشكيل حكومة إتحاد وطني (واحدة) وليس تشكيل "حكومة ثانية" مضادة، وملاحظة أن مؤدى ذلك الوقوع في شراك المشاريع العدوة التقسيمية والتفتيتية". فهل يتخوف يكن وهو من داخل البيت في المعارضة من توجه المعارضة في حال لم تحل الأزمة الى تشكيل حكومة ثانية من خلال دعوة الرئيس لحود النواب الى جلسات استشارية بشأن تشكيل حكومة ثانية طالما انه لا يقر بوجود شرعية هذه الحكومة، وبالرغم من أن لحود أكّد اليوم أنه لن يسمح بتشكيل حكومة ثانية إلا ان تغير الظروف وتبدل الأحوال قد تضعه تحت هذا الخيار وخصوصاً اننا نرى ان كثير من الأمور تتحكم بحركة الشارع في لبنان وقد شهدنا مؤخراً كيف ان اغتيال بيار جميل زاد من تأزم الأمور، ففي رأي لا سمح الله ان اغتيال رجل من قوى 8 آذار هذه المرة-إذا سلمنا جدلاً بوجود أيد خارجية خلف هذه الإغتيالات – قد يدفع بالرئيس لحود الى هذا الخيار كما دفع اغتيال جبران تويني الحكومة الى الموافقة على اقرار المحكمة الدولية بغياب الوزراء الشيعة.
هذه النقطة الأخيرة خطيرة للغاية وخصوصاً إذا كان يكن يتخوف من حدوث هكذا أمر، نحن نعلم ان الجنرال عون أحد أقطاب المعارضة قد حذر من تشكيل حكومة انتقالية دون ان يحدد آليات تشكيلها بل ذهب أبعد من ذلك حين كشف عن جملة تدابير ستتخذ في حال بقيت الحكومة على تعنتها من مطالبهم فقد أمهل حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بضعة أيام لتقديم استقالتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ملوحاً بعدم القبول بعد ذلك إلا بالانتخابات المبكرة.
وكان عون قد استشهد بتجربتي صربيا وأوكرانيا في إسقاط حكومتيهما عامي 2000 و2005على التوالي وما يتيحه الدستور الأميركي لإسقاط ما يعتبرها حكومات غير كفوءة. وقال إن الحكم الذي لم ينتج إلا الدين لا يستحق أن يبقى ساعة بعد الآن. معتبراً ان الحكومة فاسدة بكل المقاييس بسبب "التلاعب والهدر"، ومؤكدا أن الفريق الحاكم يخاف من الإصلاح لأنه يكشف الفساد داخل الحكومة.
عندما يطلق عون مثل هذه التصريحات ويذكر بتجربتي أوكرانيا وصربيا وهو نفسه الذي شكل حكومة عسكرية في ظل حكومة شرعية حتى أُزيح عنها عام 1990م ثم يأتي بعد ذلك الشيخ يكن ليحذر تلميحاً من هكذا فعل يعني أن الأمور حقيقة تتجه نحو المجهول إذا كانت هناك إرادة دولية وعربية بذلك.

ويبقى أن نسأل هل يمكن ان تكون المعارضة قد شرعت في خطتها التي لمح لها يكن وخصوصاً انه نُقل عن مصدر في لجنة التنسيق المشتركة للمعارضة يوم الأحد الفائت وأثناء الإعتصام الحاشد ان يوم الاثنين قاصداً به الإثنين الفائت "سيكون يوما جديدا، يتم فيه تعطيل كل المؤسسات ويتوقف العمل في المرافق الحكومية وخصوصا المطار والمرفأ والإدارات العامة". وذكر أن خطة التحرك "ستشمل إغلاق طرق رئيسية" لم تحددها.
هل يعني أن ما هددت به المعارضة قبل أيام سوف تشرع به عقب إعلان فشل مبادرة عمرو موسى يوم الخميس أم أن هناك تنسيق بين أقطاب المعارضة وما تصريح يكن إلاّ فخ لتخويف الحكومة من خلال إظهاره بأنه معارض لشيء عظيم قد أعدت المعارضة نفسها له....هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في