الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية

أحمد زكارنه

2007 / 6 / 18
القضية الفلسطينية


ربما يستغرب البعض هذا العنوان جراء ربطنا المشروع الامريكي بالراية الإسلامية، إلا أنهم حينما يتتبعوا التفاصيل ستتضح لهم الحقيقة المرة ولو كره الكارهون أو مكر الماكرون.. فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد المطروح أمريكيا يقضي بمفهومه المبسط وربما المعمق إلى تقسيم المُقسَّم من دول المنطقة إلى دويلات أو إن شئنا فلنقل: "إمارات" إما طائفية أو دينية أو حزبية وعلى الأغلب هي الأولى والثانية، ما بين سنة وشيعة، مسلمين ومسحيين وهكذا دواليك.

أما في حالة وضعنا الفلسطيني سيطرح البعض التساؤل التالي كيف لحركة ترفع راية الإسلام شعارا كحركة حماس تتفق مع رؤى وتطلعات مشروع "صهيو أمريكي" صرف؟؟؟.. سؤال وجيه يستوجب الرد بالتفصيل، فإن نظرنا إلى علوم السياسة المخابراتية سنلقى تفسيرا عمليا لعبارة " العميل السلبي" أي "العميل غير المباشر" وهو بحسب ذلك التفسير الطرف الذي يلتقي والآخر في رؤية يتوافقان عليها دون ارتباط فعلي، فيعمل الأقوى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على تهيئة الظرف والمناخ والبيئة لوصول الآخر إلى الهدف المشترك في الزمان والمكان.

فإن المخطط "الصهيو أمريكي" وضع العديد من السيناريوهات لوصول هذه المنطقة من العالم إلى مشهد التقطيع إما ذاتيا أو خارجيا والاثنين بفعل فاعل.. ولما كان الفشل العسكري مصاحبا لغرس بذور هذا المشروع في كل من العراق ولبنان، بدا التوجه أكثر نحو التدمير الذاتي كنتاج منطقي لحالة ترهل أنظمة الحكم العلمانية القائمة في منطقة الشرق الأوسط، وضعف مد التيار القومي بين صفوف الجماهير، وغياب إرادة الإصلاح والتغيير الذاتي والموضوعي وتنامي صوت التيارات المتشددة عوضا عن تطبيق مفاهيم وتعاليم الديمقراطية التي أُتخذت مطية لخوارج هذا العصر وصولا إلى سدة الحكم في إطار مشروع إيديولوجي قناعه الخارجي إسلامي معتدل والداخلي حزبي فئوي مقيت.

أما وقد تملكت شهوة السلطة من حركة حماس على حساب الدم الفلسطيني وأُعلن عن قيام "إمارة غزة الإسلامية" بشكل ضمني غير رسمي.. فعلى العرب والمسلمين اليوم تفحص الحالة ودراستها لإمكانية استيعاب أضرارها الوطنية والثقافية حفاظا على تراثنا العربي وعقيدتنا الدينية الراسخة بمفاهيم وتعاليم القرآن الكريم الذي يؤكد أن ديننا الإسلامي دين وسطٌ حنيف، دين رحيم ودعوي لا يأخذ من سفك الدماء الذي حرم الله إلا بالحق عنوان له.. دين عادل ومتسامح منفتح صاحب مشروع هداية، لا يجبر أحد بحد السيف ولا يستغل الكتب السماوية لغايات دنياوية.. دين نصيحة وعلم ومعرفة، لا دين تخلف وجاهلية.. دين محبة وأخوة وتواضع، لا دين كره وحقد واستباحة لحرمات المسلم، فكما قال الرسول: - صلوات الله عليه - "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" على العرب والمسلمين اليوم من رأس الهرم المرجعي إلى القاعدة الجماهير من الشيخ الفاضل "يوسف القرضاوي" إلى أصغر عالم أو خطيب في هذه الأمة، إما أن يقولوا كلمة الحق لوقف تشويه هذا الدين الحنيف تطبيقا لنصيحة رسولنا الكريم – صلوات الله عليه - "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" والحديث واضح خاصة مع تفسير الحبيب كلمة "ظالم" برد أو منع الأخ المسلم عن ظلمه ففي ذلك نصرة له.. وإما أن يقولوا لتلك الفئة الباغية الخوارج "لكم دينكم ولنا دين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح