الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الواحدة و العشرين لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية - رسالة الى الرفاق جورج و الياس و نديم و فاروق و غيرهم

جان الشيخ

2003 / 9 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في فجر السادس عشر من أيلول 1982, و من خضم ليالي النكسة و الأحباط اللذين خيّما على جميع الصامدين الشرفاء, و بعد سقوط عاصمتنا الأبية بيروت بعد حصار دام حوالي ثلاثة اشهر, و من ألام الانسانية المحتضرة أمام خناجر أعداء اليشرية في مجازر صبرا و شاتيلا, وأمام صمت العالم المتواطىء , دوّا, و بزغ نور جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
مقاومة اطلقها الشيوعيين اللبنانيين, و لم تكن فقط شيوعية, رفعت شعار الوطنية و سارت تحته سنوات. فأغنت معاني الوطنية أيات من التنوع في الانتماء المناطقي و الطائفي, فخنقت العدو في خوفه منها. و كانت مدرسة للتضحيات و الوطنية.
مقاومة تمتد جذورها عميقا" في هذه الارض السمراء, شربت من عنفوان الحرس الشعبي في السبعينات, و تربت على أيدي الفدائيين في المقاومة الفلسطينية, و ترعرعت في اصرار الحركة الوطنية اللبنانية, و أنبتت لشعبها و من صلب ألامه و طموحاته, خبزا" و مقاومين.
مقاومين عشقوا الحرية و ساروا على درب التضحيات الصعبة, في الحياة و في الشهادة و في الأسر.
فمن شعبنا وله, خرجوا يواجهون المحتل و عملائه و من ورائهم, في كل قرية, في كل شارع و على كل مفترق من طرقات الوطن, في جباله ووديانه, انتظروا العدو و دباباته. فكانوا له الهاجس و المرض و الاضطراب, جبلت أيامهم بالعار و الخسائر,  و أوقدت نيران خوفهم و جبنهم على مدى التاريخ.
فمن جمال ساطي و يسار مروة الى لولا عبود و وفاء نور الدين و سناء محيدلي, و غيرهم الكثير من الرفاق القدوة. أبطال عشقوا الحرية حياة" أسمى من الموت, في شهادة الاهيّة بعثت من روح حب الأرض و الانسان .
مقاومة انتصرت في دحر المحتل من بيروت, ثم من الجبل, ثم من صيدا و صور و النبطية, في أقل من ثلاث سنوات فقط, و استمرت بعدها, و تنوعت و أغتنت, مقاومين و شهداء من كل الأحزاب و الانتماءات حتى انسحاب ايار 2000.
اين هم اليوم من اذاعوا البيان الأول الشهير؟؟؟
محسن ابراهيم لا أدري! اين غييب أو اختفى؟
 أما جورج حاوي؟ لم يحرمنا أبدا" من طلته, و حيويته, و ذكائه, و ديناميكيته, و حنكته السياسية المتميزة, و الكاريزمة  القيادية التي يتميز بها, و التي نفتقدها, في حياتنا السياسية اليومية, في الحزب و في القيادة و في الشارع.
ماذا يقول ابو أنيس اليوم, في هذه الذكرى العظيمة؟ ماذا يقول الى من يريد تغيير اسم الحزب؟و عسا ان لا يكون منهم! ماذا و كيف سيخاطب أهالي شهداء حزبنا و أسراه؟ و ماذا عساه ان يقول لهم اليوم؟ أو ربما ماذا سيقولون له هم؟
هل سيبشرهم بالمصالحة الطائفية؟ التي تنتحل صفة الوطنية؟ و لحسن الحظ بمبادرة فردية.
المصالحة الوطنية الفعلية تكون فقط, و تنبع من القاعدة, من الشعب, من الجيل الشاب المهمش, المدفوع الى الهجرة و الهرب من وطن مبني على قياسات زعامات الاقطاع السياسي و الطائفي, و ليس على حجم طموحاته و قدراته. حزبنا رفض و سيرفض دوما" أطالة حياة تلك الزعامات و تبرير وجودها و تشريعه.و الا سيسقط في النسيان. و التاريخ لا يرحم يا رفاق.
المصالحة تكون بالسعي الى قانون انتخابات عادل,يعتمد النسبية, و اللا طائفية, و الدائرة الواحدة...
المصالحة تكون بحق المواطن بالمواطنية و الانتماء الى الوطن و ليس الى الزعيم الطائفي أو الحزبي أو المناطقي...
المصالحة تكون بتخفيض سن الاقتراع, و بالزواج المدني, و حق الشباب بالتعلم و العمل في وطنهم, و في جامعاتهم الوطنية حيث يجب ان يكون الحوار و التحاور, و ليس التمترس خلف جدران الطائفية و سمومها, بحقنا بالطبابة المجانية, و بحقوق المرأة, و بطرح البديل الديمقراطي لهذه المزرعة, غيرها الكثير...
هل من انتقد التجربة السوفياتية اليوم و تبرأ منها, سقط و تحول مع سقوطها كونه كان تابع لها, رغم نفيه و انكاره لذلك؟ انه الدليل الأكيد لذلك نعم.
نحن الجيل الجديد في هذا الحزب, نريد أن نكمل الطريق,عبر نقد ذاتي جدّي بنّاء, طريق رسمها لنا فكر ايديولجيتنا المادية العلمية, و سطرها رفاقنا الشهداء بدماء أطهر من القداسة, فدعونا نكمل الدرب, و ابتعدوا من أمامنا.
لسنا نحن من أوصل الحزب الى ما ال اليه, و لم نكن مسوؤلين عن ذلك أبدا". نقرّ و نعترف بأن هناك الكثير من المشاكل و المصاعب المختلفة,  الخارجية و الداخلية, و لكن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على القيادات, سابقة (اليوم معارضة) و حالية. قيادات ربما نجحت في مواقفها السياسية الماضية, و لكنها فشلت في بناء حياة حزبية مستقبلية, في بناء الكادرات الوسطية الشابة و تحضيرها, و بالأخص و الأهم فشلت في بناء مؤسسات حزبية منتجة و خلق أسباب الاستمرارية لها,  و الاكتفاء الذاتي, لا تعتمد على الخارج, فأن سقط استمرت بدونه و لم تفلس (النجدة الشعبية, الأذاعة, الجريدة, التعاونيات, النقابات, المؤسسات الاجتماعية, النوادي...)
ماذا قدمنا أو على الأقل حاولنا ان تقدم الى رفاقنا الأسرى, الى أهالي و اطفال رفاقنا الشهداء؟ الى حزبنا؟
- - تغيير المسار و الهوية السياسية؟
- التظاهر مع القوى و التيارات اليمينية المتطرفة, و علمنا الأحمر مع أعلامهم الفاشية؟-
- دعوات للمصالحة الطائفية, و تناسينا المصالحة الوطنية الصحيحة؟
حسابات انتخابية ضيقة المصالح الشخصية؟-
- نقد لاذع و مؤلم الى الحزب و قيادته التعبة و الضعيفة, الا يكفيها المحاربة من الخارج و من مختلف القوى التى تريدون التحالف معها و تدعو الى معاشرتها؟
- تضييع و تشويه و تهميش و تقسيم الجيل الشبابي الجديد و احباط حماسه و الاكتفاء بالقول له: ولك شو بدك من هالشغلة؟؟؟؟ وين بعدك؟
- الدعوة الى مقاطعة المؤتمرات الحزبية الكثيرة الديمقراطية الى حد الضعف و الاسترخاء باتخاذ القرارات؟.
- جدل الحروب الاعلامية على كل الصفحات؟
أيها الرفاق الأعزاء, اعرف ان كلامي هذا لن يعجبكم, و لكن نريدكم معنا, مع حزبنا, مع شعبنا, ان تعبتم فندعوكم الى الراحة, تستحقونها فعلا".ففي هذه الذكرى المجيدة من تاريخنا المعاصر نجدد وعدنا بالاستمرار و المقاومة, حتى التغيير و العدالة و الحرية.
, نحن شباب الحزب الشيوعي اللبناني, نحن مستقبل الحزب, و قوته, سنحارب التدمير و التقسيم و الالغاء, و سنصمد بالتأكيد, و سننتزع حزبنا من بنادقكم و سنعلن وقتنا حيث تنطفئون, و صوتنا حيث تصمتون, و حزبنا حيث تنهدمون , و مقاومتنا حيث تفاوضون.
و سنرقص في عرس تشييع الطائفية المحتضرة و أسيادها, و سنزغرد لفجر أت لا محالة.
جمول اصبح عمرها احدى و عشرين سنة,و يحق لها الانتخاب, بحسب قوانينكم. و ستكتب بخطها  السياسي الذي سطره شهداؤها دماء و تضحيات, في الماضي, و ستصوّت ضدكم, و ستكتب على ورقتها الانتخابية:
مقاومة, مقاومة, مقاومة..

المجد لشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية
المجد لشهداء الحزب الشيوعي اللبناني
الحرية لأسرى الحرية

                         .د.جان الشيخ ايطاليا

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقف الاستثمارات مع إسرائيل.. أبرز مطالب طلاب الجامعات الأمري


.. مصدر في حماس عن المقترح المصري: أرسلناه إلى السنوار ونتتظر ر




.. وزير الخارجية الإسرائيلي: من الممكن تأجيل عملية رفح البرية إ


.. -فتح-: الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر جراء طول أمد المفاوض




.. بيان الاجتماع التشاوري: ندعم كل الجهود الرامية للاعتراف الدو