الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القهر والاعتباط في الواقع العراقي/حكايات من الواقع في زمن الدكتاتور

وليد الحيالي

2003 / 9 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                      أ.د.وليد الحيالي
   
     شئ جميل أن يعترف المرء بالذي يجيده والذي لا يجيده، لذلك قررت أن أعترف بعدم اجادتي للخطاب المفعل بالعبارات النارية المؤثرة على مشاعر المخاطب بهدف مصادره العقل ومن ثم تغيبه. كما أنني أكره وبشده عبارات القدح والردح التي تستخدم في الخطاب السياسي السلطوي الذي اعتدنا عليه من قبل حكامنا وأبواقهم ردحاً من الزمن حتى أصبح ارثاً مشترك لجميع الانظمة الشمولية ومن يعيش على موائد سلاطينها، فأصبحت الكلمة في هذا الزمن تجارة رابحة لها مؤسساتها وادارتها ورجالها من مشرق الوطن العربي حتى مغربة يتهافتون على الظالم لجعله مظلوماً، ويقلبون الحقائق ويديرون ظهورهم للمظلومين مؤهمين الاخرين بأنهم دعاءات حرية وغيارى الوطنية والقومية.
لهؤلاء أكتب ما عشته ولمسته سبع سنوات ونيف في احدى البلدان العربية التي ساقتني اليه رحلة الاسفار المتعددة في الزمن العراقي المر، وكنت خلال هذا الزمن اتابع عن كثب وأسجل في احيان كثيرة ما اراه من افعال مشينة بحق العراقي وما اقرأه وأسمعه من عبارات التضامن مع قضيته. واليوم قررت أن اكتب عن بعض المحن العراقية في هذا الزمن الردئ، لان من يعيش المحنة ليس كمن يسمعها او يقررها. نعم المحن الجسام التي حلت بشعب عريق الحضارة والتاريخ التي عمدت ثلهًً اعتلت القمة في غفلةً من الزمن في وطن جميل لتحول أرضه ونخله وشعبه رهينةً لرهان جنون العظمة. المحن التي يعيشها العراقي داخل امبراطورية الخوف كبيرة لكنها لا يمكن أن تنسينى المعاناه والظلم التي يتعرض لها العراقي في بلدان الجوار العربية الذين يصح عليهم القول - جيوبهم مع النظام وخناجرهم في قلوب الشعب - . الذي ترك الكثير من أفراده أرضه واحلامه الى أبناء عمومتهم طلباً للجيرة، أغراهم في ذلك العبارات المعسولة التي يتشدقون بها كل صباح ومساء في اعلامهم وتصريحات رجالهم. هؤلاء الذين ينعمون بالنفط المجاني والهبات الصدامية وتعويضات حروبه المجنونة، المزور منها يفوق بكثير الحقيقي، يتغنون بالاصالة والقيم العربية ويقرأون في فناجين قهوتهم الحرية كل صباح.
نعم 300 ألف عراقي يعيشون في الاردن تجاوز الكثير منهم المدة القانونية للاقامة في هذا البلد وهم مهددون بالترحيل الاجباري الى العراق حينما يقع احدهم بيد رجال الاقامة والحدود أو أي شخص يستخدم هذا الموضوع لمأرب بنفسه. وأن كان هذا من الناحية القانونية حق من حقوق البلد المضيف، الا ان الجانب الانساني والاخلاقي يتطلب عدم المبالغة والاسفاف به، وبخاصة طريقة الترحيل التي تأخذ في أغلب الاحيان أساليب غاية القصوى و منافية لأدمية الانسان. أقول هذا بعد أن رصدت حالات ترحيل العراقيين كانوا للأمس القريب أصحاب نعمة من ذوي الأصول الاجتماعية العريقة. حالات ترحيل يصعب وصفها او شرحها لما تخللها من مساومات لا أخلاقية وبخاصة مع النساء حيث خيرت البعض منهم البقاء في الاردن او الترحيل والثمن أعز ما تملك. والكثيرات اللواتي يرفضن ذلك يختم على جوازات سفرهن تهمة الدعارة لكي تواجه مصير قاس . يالعراق الذي يجمع بين ظلم النظام وقسوة العادات الاجتماعية. اما الكثير من العاملين في مجال البناء أو الزراعة أو الحراسة الذي يقضي العديد منهم أشهر في العمل حتى تنتهي فترة الاقامة القانونية واصحاب العمل يوعدوهم بدفع المستحقات التي بذمتهم عند انتهاء فترة الاْقامه، لكن الكثير منهم يفاجئ بأن أصحاب العمل يوشون بهم لدى رجال الامن لترحيلهم الى بلدهم إما بتهم ملفقة او لانهم تجاوزوا الفترة القانونية والهدف هو التخلص من دفع التزاماتهم المالية لهؤلاء العاملين. هذا قليل ردت به تنبيه جمعيات حقوق الانسان العراقية والعربية ومن يعنيهم الامر بالالتفاف الى ابناء شعبنا اين ما وجدوا لمد يد المساعدة وانقاذ ما يمكن انقاذه. هل من مجيب؟!!     








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة