الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى الله

فاطمة الشيدي

2007 / 6 / 20
الادب والفن


يالله : أحبك ، يداك تفيضان بالوله الممض ، أغترف من حنانك العجيب ما يشعلني ،، رأيتك أقسم ،، كنت توزع الفرح في كاسات الموتى ،، تمسح على شعر اليتيم ،، تضع يدك في وجه الآلات الحربية ، وتبصق على أولئك الذين يضعونك تحت وسائدهم حين ينامون ..وينفضونك عند الفجر .
يداك الممتلئتان دائما ما تلمستني بحنان مسرف وها أشهق كالغياب عند قدميك ، أتشبث ببلك ، بهواء رحمتك ، هب دمعي قيامة أخرى دون الجفاف ، دعني أغتسل بما خطت يداك قريب قريب (أجيب دعوة الداعي) ..
استجب ،، هيا هب لي يديك لأمشي معها ،، لأمنع سقوطي حين تشاء ، هب لي يديك لانزع شوكة تبارك وجعي.. لانتزع سويدائي ،، فقد أرهقتني السماوات والأرض وأرهقني الحنين ..
هبني يديك لأسجد ، هبني وجهك وطنا مستحيلا ، أرهقني الفراغ عدت إليك، وجهي سراب بلله الموت والظمأ ، وحزني سحاب عريض يبلل ريق الوجود
يارب الفتنة الرافعة حواجبها في دعاء طويل ، الأعمار مترهلة، والمسافات تنهش الخطى لتبخّر العابرين بروائح الدماء وسيماء الوهن ، والحكايات تلعق ساقها بامتداد الغواية ، والخيانات مشدودة الوجه تعطر القلوب بالخزامى ، والنهار استدار ..
وها أفقأ بصر الحقيقة وأعلقك على قلبي آية أو سراج ليطمئن ، وحين الآيلون للنفاد يكونوا كثر سأبتل بك .. سأخلع مسامير نعشي وأغرز دهشة البلاغة في أفق المعرفة لتثمر شجرة حسناء ملونة بالدعاء ..
سأشرح لك موتي فاصلة فاصلة ،، وسأجيء مأخوذة بفتنة اليباس ، صالحة لحك ظهور الميتين اللزجة ، ولجعل الصدى يرتعش في الحناجر الواسعة، ويقذف شبق الغناء على خصر النايات ويصّدر فتيل البهجة الميتة في أحداق العتمة ..
سأعترف لك بي .
أحبك والروح احتياج يستنفر صمتي ،، وثمة بوح يلزمني بك ..أصابعي الزرقاء منحنية من شدة الوجع على الضوء كقامة الأنبياء.. تلملم أسمالي في ليل الخوف لتلقيها في يمك ..
حمقي يلاحقني ، وأنا بما تبقى مني ألحظك في عينيّ قدري ، في كل قصة فارغة من حنينها ، أدشن صوتك بين جناحيها ، لأستمع لها حين أموت وأنت ترقبني من خلف نوافذ روحي لتسألني عني ..!
هذه أنا فقط وكل الأشياء تتنفسك .. روحي نتنة لاتجيد فنون البكاء، قيدتها زمنا بفنون الكذب الأبيض ، و غسلتها بدموع الليل حين أشتاق عناق الوجوه وحين تقرضني لحظات الحنين المبكر ..وحين يطرقني خوف لذيذ ..
أرفع شراعي الخفي وأشد انتباهي إليك .. فأنت الوحيد الوحيد الذي أهرع إليه حين البكاء ، وحين انزوائي وذاتي وحين لغة البوح لا تسعفني.. ولا روحيّ المرهقة ، وحين ترياقي كأسك المترعة ..
يا إلهي:
كل هذا الكفاف يحاصر دروبي المحاطة بــ ( قف )
ياسيد الرحمة كفكف ماتبقى من تشرذم صالح للبقاء
كل هذا التيه يعمد خطواتي اليابسة ، فطريها بشيء من لعاب الحقيقة الأعلى
كل هذا الجفاف يخنق لهاتي بالصمت ،فلينها بشيء من ماء اليقين
أمنحني سرداقات الحفظ كي لاتسلبني العتمة ماتبقى من حثيث الضوء
فلا إلا يدك تقبض على آخر ماخلفته رياح الشؤم في العمر المتسرب من فتحة مزمار أخرس..
ولا إلا وجهك يشد على آخر ماتبقى من هرْم يحفر بعمق أخاديد تغري الروح بهبوط أمرد..
ولا إلا علوك يسعف كل هذه الشلالات المتجهة بعيدا نحو الأسفل ،،
رمم هذا اليتم الموجع بخدر ملعون ، كي ينشق هواء حيا يطرد كل بخار الحزن خارج بركان الروح المتيقظ ،،
اشحذ هذا السكين الصدأ الـ يسافر في مد الوعي المتماوت كي يحفر ماتبقى من غمامات السفه الأخرق ،،
مدد هذا التخثر في مسامات الصرخة حتى تتوسع كزاوية منفرجة لترفس كائنات الموت خارج جنون يتشهى انفلاتا بحجم الكون..
افتح نوافذك في هذا الجرح كي يشرق بأجنحة الرؤيا بلا شفتين ازرقّت من طول الانتظار..
انفث هوائك في هذا الوجد كي يتحول فقاعات لاتصلح للعيش في بيوت ملغمة بروائح الموتى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد سامى بدوى مدير عام لجنة مصر للأفلام: أسعار تصوير الأفلا


.. فيلم الحريفة 2 يحصد 3.4 مليون جنيه فى أول أيام عرضه بالسينما




.. أحمد سامى بدوى مدير عام لجنة مصر للأفلام :سهلنا دخول كونتينر


.. مهرجان مراكش السينمائي يكرم الراحلة نعيمة المشرقي بحضور نجوم




.. 276 حول الحالة الثقافية والعلمية بإلمنيا/ حكايات وذكريات الس