الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غابة الطبع الأخضر

نور الدين بدران

2007 / 6 / 21
الادب والفن



إلى من لم يهجروا الروح.

ليس الوقت ملائماً للإقلاع عن اليأس
المستشفيات والمساجد والسجون تغص بالناس كالنمل
المقابر طبقات تعلو طبقات
فردية وجماعية مشبوبة بحمى التناسل والاتساع
في عيون المارة سيرة ذاتية واحدة تتجه إلى حبل بالمجان
لا تختلف البرلمانات العربية عن شعوبها
قبائل تتزاحم عن الماء إلى الرمل
كمجلس إدارة موحد
أكثر من دين وإله وشيطان
بيان مشترك عن فوائد القتل ومضار الكلام
هلال يقضم أظافره حتى اللحم
صليب ينعقف من الجهات الأربع
شيع مهملة لصغرها وكثرة مساطرها
مشتقات من الوباء الأم
أنثى تلتهم رأس الشريك كما بعض الحشرات
زوج يغسل خنجر السأم بدم القرينة
بطون أطفال منتفخة كما الجثث تلوح لكاميرات إعلام شبق
شوارع تنهشها أنياب الغبار كساحات الإعدام
التواضع هنا يقود إلى الوضاعة هناك
الغرور يدفع إلى الانتحار
العقل / الاعتدال / الاتزان يفضون إلى الجنون
كل الطرق تصب في طاحونة الموت
ليس الوقت ولا المكان مناسبين للإقلاع
والكتابة التي تفيض دون إنذار طعنة نجلاء
أحتاج إلى قلب بحجم وصبر الأرض
لأكمل هذا النص الذي دهمني كزلزال.

أشهد أن الآلهة لا تحصى
من رأس المال إلى الحزام الناسف إلى عينيكِ
من المستبد إلى الديمقراطي إلى زعيم العصابة إلى يديكِ
من تألق الرعشة إلى اندحار الكليات والمطلقات
لست وثنياً بما يكفي لأؤمن بكل ما أراه
لست مؤمناً صرفاً لأنفي أدياناً تفخخ الأطفال
ولا ملحداً محضاً لأعمى عن رماح الأنبياء
لست سواي لأمحو الوطن والحب والإنسان.

تتوزع فيّ عناصر القتل كالغزاة
تلتهم غابة الطبع الأخضر حرائق بفعل الأخوة والشقيقات
لا وقت لأفكر بيوم آخر
بالكاد أفي يومي هذا بعض النزيف
كذلك الدمع يجف والعمر ينحسر أمام الظلال.

لم يكن هذا الصباح متفرداً في نعيبه
دحرجت عن صدري زحل وطائفة أخرى من الاختناق
أخذت حماماً ساخناً من لسان الحبيبة
حقنت شراييني بأصوات أصدقاء لم يهجروا الروح
لم أعد كما ولدت
بقي على جدران الفؤاد كثير من الملصقات
من غزة الشهيدة المحررة
إلى عراق ميت بإفراط الحرية والمقاومة
إلى لبنان راقص ككرة المضرب
بين مافيا واغتيال
إلى سوريا ساهمة كنرجسة حالكة السواد.

هذا المساء وتلك العشية
أشهد أن الآلهة لا تحصى
تتجول بين السرير والتلفزيون
عبر صفحات القلب والسجون
بين مواقع النت المحجوبة واضطراب نظم والدتي المعلن
بين نرفزة ابني وراء البحار وغبائي الأبوي
آلهة في مصر كهبة
كأقمار بلا عنوان
ليس الوقت ملائماً للإقلاع عن اليأس
لذلك سأشعل سيجارة وأخرق جميع المعاهدات.
نور الدين بدران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب