الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام في غيبوبة وإرهاب منتعش

ابراهيم سبتي

2007 / 6 / 21
الصحافة والاعلام


في وقت تثابر فيه بعض الفضائيات وتنتعش ، لتقدم على طبق شهي ، كل جديد ومثير ومؤثر في أحداث العراق ، تغط بعض وسائل الإعلام في نومة ثقيلة وهي على تماس مباشر مع الوضع العراقي بل تسقط في غيبوبة مفرطة أحيانا ..
ومن المضحك ، ان نجد ان فضائيات تهمل عن عمد او بغيره ! الأحداث الساخنة اليومية او العاجلة وتنفق وقتها في عرض المسلسلات العربية الساذجة وافلام المغامرات الهابطة ونقل اخبار زواج الكركدن في احدى المحميات !
بينما يتقافز مراسلو الفضائيات الاخرى بخفة مطلقة للحاق بكل ما هو ساخن وكأنهم يتسابقون في ميدان للركض . ينقلون ما شاء لهم من اخبار محمصة وطازجة ومطعمة بالمقبلات والمشهيات ، لتدخل معلبة أنيقة الى رأس المواطن المثقل بالكوابيس والمآزق والانكسارات . فتبدو كأنها اعدت في مطبخ متكامل على ايدي اساتذة محترفين يجيدون فن التلاعب بالأذواق والعقول وبالتالي فهم يجيدون فن الوقيعة !
هنا تروح الفضائيات المعاكسة ـ فضائيات اهل الدار ـ في غيبوبة وكأن الأمر لايعنيها البتة . في وقت تجند قنوات مهمتها اثارة الفوضى الإعلامية ، وتستنفر كل طاقاتها من تدليس ورياء وابتسامات يابسة فجة وأموال لاحساب ولا عد لها ومراسلين يجيدون فن التلاعب بالأجوبة ، لأجل إضاعة فرصة النجاة من صدمة الاخبار والتحليلات والآراء المشاغبة المستفزة للأغلبية في الشارع العراقي . فتطلق الصدمة والرعب والدهشة بصياغة قنبلة في كل مرة يريد العراقيون التوصل الى فهم وتقبل الإطراف لبعضها لنزع فتيل البارود المستعر ..
حتى إنها باتت لاتعرف الخطوط الحمر في التعامل مع الحدث العراقي ولا تعي خطورة ما تفعل ، بل انها تزيد الآخر تعصبا وتزيد المواطن استفزازا وقهرا .. وتعمل على اثارة مشاعر الملايين بمساسها برموزها الدينية والسياسية دون ان نرى رادعا إعلاميا من قنواتنا الرسمية و البعض غير الرسمية والتي تنحصر مهمتها في تتناول ردود أفعال المواطنين والمنظمات والمسؤولين ، دون ان يكون لها رأيا مستقلا معبرا عن وجهة نظرها الإعلامية والتي هي بالضرورة الوجهة الشعبية لكل الرأي العام .. وتفتح بعضها خطوط الاتصال المباشر مع المشاهد ليقول رأيه وكأنها تنأى بنفسها عن إبداء الرأي في قضية هي خطيرة وربما في حسابات التخطيط الستراتيجي لإثارة الفوضى في العراق ، هي اخطر من الإرهاب الفكري والطائفي والثقافي .. فإثارة حفيظة الملايين من العراقيين عبر تحليلات مدروسة ومعدة بعناية ومطروحة داخل خطاب إعلامي مروع من قبل قناة تهدف الى بلوغ الفتك الذهني للعراقيين وإيقاف الهم الوطني ، قد ينتج عنها الردود العفوية والعنيفة ردا للاعتبار فتكون رسالة القناة التي أثارت الزوبعة قد بلغت اهدافها في إدامة زخم الطائفية وإضعاف الروح الوطنية وفتح جبهات اخرى لم تكن موجودة .
هذا هو حال الإعلام الكاسد الذي للأسف يسمى عراقيا او وطنيا .. فقناة تبث من الداخل العراقي تدافع بقوة وبصوت لا ينقطع عن رأي الأغلبية التي انتهكت حرمتها الدينية وجندت ساعات بثها للدفاع والتصدي وقناة عراقية أصيلة أخرى كان همها الوطني معروفا وكانت تبث من الخارج ، دفعت ثمن موقفها فأجبرت على النزوح من بيوت الأشقاء الكرماء ! إلى ارض البلاد العامرة غير مأسوف على ترحليها بل كانت أكثر شجاعة من غيرها ممن حسبت نفسها عراقية ووطنية والتي ننتظر منها ان تتخذ موقفا او تبدي رأيا في اخطر طعنة توجه للوطنية العراقية بقصد سافر يراد به شحن جسد الإرهاب بحقنة منعشة وإدامة حياته الظلامية للقتل والترويع وصناعة مخيمات جديدة للمهجرين و جمعيات اخرى للأرامل ودورا للأيتام تضاف الى الدور الموجودة جراء الحروب التي انتصرنا فيها جميعا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا