الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالة خاصة
عبد الحكيم نديم
2003 / 9 / 18الادب والفن
قصة قصيرة - البطالة تعمل الفراغ والفراغ يولد تعب بلاش – فالحب أجمل من الموت الرخيص ، أحلى من العشق التافه ،
تأمل قسمات وجهه من خلال مرآة الصالة الطويلة ، فتذكر حادثة الندبة الطويلة الواقعة تحت نعومة خده الأيسر والذابل من كل حيوية ، حبذا لو كانت صدمة الحياة ندبة واحدة فاندملت ونسيناها مع مرارتها ، الحياة أراها تافهة جداً في أغلب الأحيان ، لا، لأنني لا أؤمن بفلسفة الجمال في وجودي ، ووجود الكون ، دعنا من هذه السفسطة الضبابية ، فلنبقَ في الأهم ، مواقف حرجة كثيرة اعترضتني في مسيرة حياتي المتعبة ، أسئلة وراء أسئلة تجر أذيالها، يا تُرى لماذا لا يتزوج غسان رغم تلك المقدرة المادية الجيدة ، ووسامة شكله الأوروبي ، فلا ينقصه من أمور الحياة شيء ، أيعقل هذا الرجل الوسيم لا يؤمن بالحياة الزوجية ، فملايين من هذه الأسئلة المطروحة ، أسمعها من القريب والصديق ، ومن النساء وبنات وموظفات كلية الطب ، عندما ألقي محاضرتي هناك ، يوم الاثنين والخميس ، لا أدري كيف أرد عليهم ، أعرف أنهم يسألونني عن ذلك بدافع الحب ومن باب الحرص على مستقبلي ، وحتى لو فرضت أنهم يفكرون بي أكثر مما أفكر أنا بنفسي ، أليس هذا نابع من الفراغ ! فليقولوا ما يقولون حولي وحول عدم زواجي صحيح تلك المقولة بان :
انتهى من قراءة رسالة صديقه الحميم شيروان بابتسامة عريضة مكررا مع نفسه آخر عبارة الرسالة.
ـ أنا مشتاق جدا لسماع أخبارك ـ
اليوم هو نهاية الأسبوع ، ولا أدري ماذا تعني لدينا غير البرنامج الروتيني السمج ، وصلتني منها بالأمس رسالة طويلة ، دعني أن أخبرك بآخر المفاجآت بيننا ، فأريد اخذ رأيك ومشورتك حول بعض النقاط ،فأنا قلق جدا على مستقبل حبنا العتيد ، غسان فأنت ، وما هي آخر أخبارك وهل فعلت شيئاً ملموسا ًخلال تلك الشهور، أكتب لي فأنا مشتاق جداً لسماع أخبارك .
دمت لصديقك الأبدي ... شيروان جمال ... البصرة... المعهد الفني ..
عدل غسان من وضعية هندامه ، وأختار ربطة عنقه الأرجوانية ، والتي حملت بين طياتها ذكريات لقاءهم الأول مع - جوان - ومضت أعوام طويلة على تلك اللقاء الجميل والذي انتهى بعد سنين طويلة من الحب الأفلاطوني لنتيجة محزنة مفعمة بالتراجيديا ، فتوجه نحو خزانة ملابسه القديمة فأختار قميصا ً باهت اللون ليناسب بدلته الدكناء ، لا أدري لماذا اختار من بين تلك القمصان ذلك القميص القديم ،عندما دفع باب الخزانة العلوي فسقطت صدفة صورة جوان من بين مجموعة الصور من الخزانة ، وهي جالسة على دكة خشبيّة بين أشجار المشمش الكثيفة وتقابلها ممرات فرعية تفضي إلى بوابة كلية الطب الخلفيّة , ولم يتحمل عبء سنين الذكريات وقراءة سطور الإهداء بخطها الجميل الرفيع .
- غسان . مني عطر المحبة الأبدية ، لتبقى هذه السطور ذكرى وعذاب بيننا، فمن يعلم ماذا تخبئ الأيام لهذا الحب ربما ندخل بهذا العنفوان لعامنا الثمانين ونحن بعد نعيش طعم الحب ،
- مع دفء قبلاتي – جوان -
أحكم الباب من وراءه جيداً وتمنى لو طال حلمه الجميل مع جوان ، وكان بطول الطريق غارقاً ببحر خيالها ، ففتح باب غرفته المطلة على بناية مكتبة الكلية القديمة بمفتاحه الخاص ، من بين رزم المفاتيح ،
- صباح الخير يا دكتور ، ضابط أمن الكلية ترك لك هذه الرسالة، ألم أقل لك يا دكتور في زمن الصمت ( للحيطان آذان ).
- أشكرك يا عم طاهر فلا أريد منك غير قدح من الماء البارد - ..
-
-
-
-
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة