الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدعة الغامض لفرات إسبر :أحزان معتقة ومصفاة

فرات إسبر

2007 / 6 / 21
الادب والفن


خدعة الغامض لفرات إسبر
بيروت -رويترز جورج جحا

تطل الشاعرة "المهجرية" السورية فرات اسبر في مجموعتها الجديدة "خدعة الغامض" بمزيد
من النضج الفني والفكري وبعمق متزايد في التجربة والتعبير عنها يبدو جليا في قصائد المجموعة كافة.
واذا كان فعل الزمن في البشر أجسادا وتقاطيع وقسمات يتجلى في تقهقر وضعف وهبوط ففعله في العمل الفني لا يتوقف عاجزا عن التأثير كما نفهم من اسطورة بيجماليون. بل نجد هذا الفعل أحيانا يتجسد في مزيد من "الصحة" والاشراق. وهو ما يفسر غالبا بانه ابن تنامي التعمق في الخبرة والمهارة في "الصنعة" الضرورية.
وعلى رغم ان الفترة الزمنية كانت قصيرة جدا بين قصائد فرات السالفة والتي جاءت في مجموعتها الجديدة فقد سجلت الاخيرة امتلاء وتألقا فنيا فاق ما سبقها وان لم تكن جديدة تماما عن مشاغل سالفاتها فكريا ونفسيا.
فالاحزان والرهافة الشعورية التي امتدت مثل نسغ حياة في اجمال نتاج الشاعرة السالف أصبحت في قصائدها الحالية معتقة ومصفاة ومعمقة أكثر مما بدا
في النتاج السابق. كما بدا أن تجسدها الفني يجري بخبرة وسهولة وفنية متزايدة.
تبدو المشاغل والاحزان التي تفيض بها قصائد المجموعة كأنها تسير بهدوء مؤثر نفاذ يضفي عليها جدية تجعلها تتحرك في جلال بعيدا عن الصخب والضوضاء اللذين يتحولان احيانا الى تفجرات يصبح الشعر فيها اقرب الى "تظاهرة" كلامية قد لا تكون شديدة النفاذ الى النفس.
استطاعت الشاعرة في نتاجها عامة ان تتخلص من ضجة الهدير لتصبح أقرب الى ما يشبه النبض الخافت الذي يتخلله دفق غنائي يسيل حزنا مموسقا.
المجموعة الشعرية الجديدة لفرات اسبر الشاعرة السورية التي تعيش في نيوزيلندا اشتملت على 27 قصيدة نثر توزعت على 96 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار التكوين للطباعة والنشر في دمشق وبلوحة غلاف للشاعر الاسباني جارسيا لوركا. تبدأ الشاعرة بقصيدة "مغارات الضوء" فتبدو صاحبة مهمة "شهرزادية" وتتحدث بصيغة المتكلم.
في قصيدة "الغربة تنام في قميصي" نقرأ مع الشاعرة ما ينطوي على تجارب "سيزيفية" دائمة الالم المتجدد المعلق بين فكر مثالي وواقع يشد بالانسان من اعلى الى الارض مع الصخرة المعلقة في عنقه.
أما قصيدة "شيء يشبه البكاء " ففيها نسيج متداخل من المشاعرالدافئة الحزينة والمجردات التي تعطيها صورا حسية موحية يتحول فيها الانسان ومظاهر الطبيعة الى الوان ترسم حالة شعورية مركبة وهادئة كنسيم يشبه نشيجا شبه هامس. الشاعرة التي تمتليء بالغربة حتى دون أن تعيش تلك الغربة الفعلية في مهجر بعيد عن الوطن تصور حالات ربما تداخل فيها الواقع والذاكرة ليرسما لوحات نفسية متعددة الصور التفصيلية. الغربة فيها حزن ووحشة وكابة. والذكريات على البعد حلوة في الغالب. لكنهاعند التفحص وبعد مرور سحب الحنين قد تكون مجبولة بحرقات وحسرات وظلم .. تمتد من اقاصي التاريخ الى حاضر لم يغادر الذاكرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح