الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نجروء؟ الأردن كدولة إعتراض

ناهض حتر

2007 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


فصّلتُ ، في أربعة مقالات اضافية سابقة ، معلوماتي ورؤيتي للسياقات السياسية في الإقليم . ولا أريد ، اليوم ، تكرارها ، لكنني أوجز فأقول اننا في سنة التسويات . وهي تبدأ من محور السياسة الأميركية في المنطقة ، أي من العراق، حيث توصلت واشنطن الى أن مفتاح الحل ، هنا ، هو في يد ايران و التيار الصدري و المقاومة . وهي على شفا الإستنتاج بأن مفتاح الحل للمأزقين اللبناني و الاسرائيلي ـ الفلسطيني هو في يد سورية.

اسرائيل ـ التي تلقت تهنئة الكونغرس الأميركي بذكرى احتلال القدس ـ مهتمة باغلاق الجبهة الشمالية ، وحشر حماس في غزة تحت الضمانات الأمنية المصرية، وحشر الفلسطينيين وراء الجدار، وترحيل "دولتهم" الى الأردن.

وتحاول عمان درء هذا الخطر من خلال دبلوماسية الإقناع الودي للرأي العام الأميركي والإسرائيلي. وهو نهج غير واقعي ، وبالتالي غير مثمر . فالإنجازات السياسية تعتمد على موازين القوى وليس على الآراء الصحيحة والنوايا الطيبة ومخاطبة " الضمائر".

أنا أعرف ، بالطبع، حجم الأردن وقدراته. وليس في نيتي أن أقترح ما يتجاوز ذلك الحجم وتلك القدرات. وأعرف، أيضا، أن الأولويات الفعلية الرسمية ، تتركز في وهم التحول الى" نمراقتصادي". وبغض النظر عن الموقف الاجتماعي من هذه الأولويات، فهل من العقلانية أن نربح" الأبراج" ونخسر الوطن؟ وأعرف ، أخيرا، أن ثقة السياسة الأردنية بالدعم الأميركي ، بلا حدود . ولن أشكك في هذه الثقة، ولكنني أنبه الى أن واشنطن في مأزق . وربما تضطر للتخلي عن دعم الأردن أو حتى الموافقة على ازاحة الكيان، في سياق اعادة تركيب المنطقة.

الرهانات الأردنية المعتمدة ، اقليميا ، حتى الآن ، هي ، كما يبدو ، رهانات خاسرة: "1" فقد أصبح مؤكدا ان اياد علاوي ومجموعته ، هي أضعف من أن تكون بديلا ستراتيجيا في العراق. البديل الآن ، وفق موازين القوى على الأرض ، يتمثل في التيار الصدري في اطار صيغة تستوعب المقاومة في المناطق الغربية، وتستثني كل القوى التي جاءت على ظهر الدبابة الأميركية ، بما في ذلك ، الأحزاب العنصرية الكردية.
"2" وهيمنة " فتح" على السلطة الفلسطينية ، أـصبحت من الماضي.
في غزة حسم الحماسيون الصراع مع "فتح". هل سيؤدي ذلك الى اقامة دولة غزة الاسلامية، المرتبطة بالإدارة المصرية، أم انه سوف يفتح الباب أمام الحسم السياسي في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ اسرائيل نفسها تقول ان الرئيس محمود عباس ، قد " مات" سياسيا. ولن يتمكن قادة الأجهزة الأمنية ، المفضلون لدى تل أبيب، من احياء الدور الفتحاوي ، إذ تنقصهم الشرعية الوطنية ، كما أن اسرائيل لن تعطيهم انجازات سياسية.

" 3" قوى 14 شباط في لبنان ، تلفظ أنفاسها الأخيرة ، على ايقاع التسوية الأميركية ـ الإيرانية في العراق ، والإسرائيلية ـ السورية، في الجولان ولبنان.

" 4" مصر في حالة جمود شاملة ، وعجز عن أي مبادرة خارجية، في حين أن دول الخليج سوف تكون مرهونة ، في النهاية، للصفقة الأميركية ـ الإيرانية.



وباعتقادي ، أن الوقت أمامنا يضيق ، لكي نقفز من السفينة الغارقة.
ان كياننا الوطني مهدد بأن يذهب" فرق عملة" للتسويات الاقليمية الممكنة، بحيث أنه لم يعد أمامنا سوى الجراءة على الإنتقال الى موقع الإعتراض.
ـ ومثلما أن المجلس الأعلى للأمن الوطني في إيران ، قد اتخذ قرارا ، الآن ، بالحوار مع ودعم منظمات وعشائر العرب السُنة في العراق، يمكننا أن نبادر الى البدء بحوار جدي وتقديم الدعم للمنظمات الشيعية الوطنية ـ وأهمها التيار الصدري ـ بغض النظر عن أخطاء وخطايا الماضي. والأهم هو دعم التيارات الوطنية والعلمانية في جنوب ووسط العراق، والسعي الى ترتيب لقاءات اجماع وطني بين العراقيين تساهم في حل الأزمة العراقية. ينبغي أن نوفر بديلا لهذه القوى عن الحليف الوحيد المتاح ، أي إيران.
ـ بصراحة ، علينا أن نبرهن ، سريعا ، للأميركيين والقوى الإقليمية ، أن لدينا ما نفعله في العراق ، لكي يأخذ الجميع مطالباتنا على المسار الفلسطيني على محمل الجد.
ـ وقد آن الأوان لإنهاء القطيعة السياسية مع " حماس" والإنتقال الى مرحلة التعاون والتنسيق السياسي معها. وتوفير بديل أمامها في حالة التسوية السورية ـ الإسرائيلية.
ـ كذلك، ينبغي لعمان إنهاء حالة القطيعة مع حزب الله والمعارضة اللبنانية، واتباع سياسة متوازنة وتصالحية في ذلك البلد.
ــ لا غنى عن التنسيق الثنائي مع سورية ، وتقوية موقعها السياسي ، سواء أفي مواجهة واشنطن أم تل أبيب أم طهران.
ـــ بدء حوار متعدد المستويات مع ايران.

ويمكن البدء بهذه الإنعطافة بوساطة البلوماسية الشعبية ، كالتي تمارسها مجموعة د. عبد السلام المجالي مع الإسرائيليين.
هدفنا الاستراتيجي واضح. وهو الحفاظ على الكيان الأردني وأمنه ودوره. وعلينا أن نقوم بكل يمكننا لتحقيق هذا الهدف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. .اشتباكاتٌ عنيفةٌ بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في قطا


.. انعقاد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في المنامة |




.. لقاء خاص مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام ز


.. أوكرانيا تقول إنها دمرت 18 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا | #رادا




.. تقارير عن عودة الدبلوماسيين الإسرائيليين لتركيا.. فما هي أسس