الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيتو الأميركي من أجل سلام عادل، ضد دَجَل الإرهاب

عدنان فارس

2003 / 9 / 18
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



سارعت الولايات المتحدة الأميركية إلى انتقاد قرار الحكومة الإسرائيلية، المبدأي، بطرد ياسر عرفات من الأراضي الفلسطينية ودعت اسرائيل الى الغاء قرارها هذا. ورغم أن الإدارة الأميركية هي نفسها من حرّض على عدم التعامل مع عرفات فيما يخص تطبيق "خارطة الطريق" الدولية لترسيم السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، إلاّ أنّها بنفس الوقت وبنفس الحجم من الضغط حرصت أميركا على أن يكون للفلسطينيين سلطة سياسية فاعلة ومسؤولة في وضع حدّ للفعاليات الإرهابية المُنظمة التي تنفّذها عصابات "حماس والجهاد" والتي لا تؤدّي إلاّ إلى إطالة أمد معاناة الشعب الفلسطيني وتوفّر الحجّة بيد المتطرفين الإسرائيليين غير التوّاقين للسلام. ولكن وبفعل سيادة ثقافة الكراهية الدينية والقومية في أوساط فلسطينية واسعة إضافةً إلى "قدسية وأبدية" مبدأ المزايدة الذي يحكم مواقف بعض الأنظمة العربية بخصوص القضية الفلسطينية التي خنقت روح المسؤولية في الموقفين الفلسطيني والعربي أزاء الجهود والمبادرات العالمية النزيهة والصادقة لتأسيس السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطسنية بشروط الديموقراطية، بفعل ذلك كله إضطرّت الولايات المتحدة الأميركية أن تلجأ الى استخدام حق النقض الفيتو ضدّ مشروع قرار يُبيح لياسر عرفات رعاية ومُباركة عصابات "حماس والجهاد" العيث فساداً في مقدّرات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وجرّ المنطقة الى الغوص أكثر فأكثر في مُستنقع الإرهاب.

الفيتو الأميركي جاء رفضاً لعدم "التوازن الموضوعي في الموقف" الذي كان سيفترضه مشروع القرار حيث الإدانة والرفض لإبعاد ياسر عرفات وغضّ النظر عن الجرائم ضدّ خطط ومشاريع السلام وترويع المدنيين الأبرياء. لو قُدّر النجاح لمشروع القرار لكان ذلك يعني فقط إقرار لمبدأ "تيتي تيتي مثل مارحتِ جيتي" وهذا هو ديدان سياسة الكثير من الأنظمة العربية أزاء القضية الفلسطينية منذ خمسة وخمسين سنة! هذه السياسة البغيضة والتي إنهاءها ووضع حدٍ لها هي من أبرز التوجّهات بعد الإنتصار التاريخي للعالم الحر الديموقراطي في الحرب الباردة!

من دلالات الفيتو الأميركي أنّ نظام البعث السوري الذي يستعبد السوريين والذي انتصر لنظام بعث صدام والذي حرّم على الفلسطينيين، حتى المولودين في الخارج! ولكن أصلهم من غزّة ولأن عرفات من غزّة، الدخول الى سوريا"العروبة"! شحده مابده هسه حبيتو عرفات؟ هذا النظام لا يُمكن ان يكون صادقا ونزيهاً في نواياه من طرح مشروع القرار وتأيّده.

الولايات المتحدة الأميركية لم تعترض على إدانة ورفض القرار الإسرائيلي بإبعاد ياسر عرفات وانّما اعترضت على عدم التوازن والإختلال في مشروع القرار الذي كان ينبغي أن يتكامل بالمطالبة بإدانة الجريمة المنظمة وتفكيك تنظيمات الإرهاب المتمثلة بعصابات "حماس والجهاد والأقصى والأدنى" أعداء السلام.

شعوب البلدان الناطقة بالعربية تطالب الإدارة الأميركية وحلفائها من أحرار العالم وديموقراطييه بالعمل في كل الأصعدة وعلى كل المستويات، بالنجدة ضدّ أنظمة وتنظيمات ورموز الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. لا تأخذكم في الحق لوْمَة لائم!


عدنان فارس

[email protected]

17 -9- 2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان