الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجير جديد في سامراء

عبدالرزاق الصافي

2007 / 6 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا أحسب ان ردود الفعل الغاضبة المستهجنة للجريمة النكراء، جريمة التفجير الثاني لمرقد الامامين العسكريين في سامراء، قد توقفت عند ظهور هذا المقال، رغم حدوث جريمتين أُخريين، يمكن ان تستأثرا بالاهتمام من قبل الرأي العام العربي والعالمي، على حد سواء، الى هذه الدرجة او تلك. واقصد بهما جريمة اغتيال النائب اللبناني وليد عيدو من كتلة تيار المستقبل، والوضع الكارثي في مخيم نهر البارد بسبب جرائم زمرة »فتح الاسلام« المسعورة، هذه الجريمة، التي تدلل على مدى المخاطر المحيقة بلبنان الشقيق من القوى المعادية لأمنه واستقراره. وجريمة الاقتتال الفلسطيني الاحمق بين فتح وحماس. وما اعقبها من إقالة حكومة السيد إسماعيل هنية وإعلان حالة الطوارئ في كل مناطق السلطة الفلسطينية، والتداعيات الخطيرة لهذه الاحداث المحزنة.
لقد قوبلت جريمة التفجير الجديد لمرقد الامامين وتهديم المنارتين إضافة الى القبة التي دمـّرها تفجير العام الماضي، باستنكار واسع داخلياً وعربياً وعالمياً. غير ان ما يـُلفت النظر حقاً هو ان بعض الجهات التي »استنكرت« الجريمة، في الظاهر، شيعية وسنية، سعت عبر بياناتها وتصريحات بعض ممثليها عبر وسائل الاعلام والفضائيات التي تحترف إثارة الفتنة، الى التغطية على من ارتكبوا الجريمة، ورمي التهمة على جهات اخرى.
فمن المعروف ان تنظيم القاعدة و»دولته الاسلامية« المزعومة يجهر بمعاداته للشيعة، ويكفـرهم ويبيح قتلهم، ويستهدف، علناً، إثارة الفتنة الطائفية والاقتتال بين السنة والشيعة، تنفيذاً لبيان المقبور ابو مصعب الزرقاوي. كما يزدري هذا التنظيم،الغريب عن العراق،السنة العراقيين المشاركين في العملية السياسية الجارية في العراق، وينعتهم بالمتخاذلين. وتبنى علناً استهداف عناصر قيادية فيهم لاغتيالهم.
وكذا الحال بالنسبة لايتام النظام الدكتاتوري المنهار، الذين لا يزالون يحلمون باستعادة فردوسهم المفقود، ويرفعون شعار »المقاومة«لتغطية هدفهم الحقيقي بالتحكم بمصير الشعب العراقي وإعادة حكم الاضطهاد الدموي لكل الشعب العراقي والحروب العبثية والمقابر الجماعية. وهاتان الجهتان هما اول من يتبادر الى الذهن وقوفهما وراء هذه الجريمة النكراء. وجريمة الاعتداء على مرقد الشيخ الجليل عبد القادر الكيلاني.
فلصالح من تجري هذه التغطية وخلط الاوراق؟
لقد فشلت جريمة التفجير الاولى في إثارة الحرب الطائفية رغم ما سببته من أعمال غوغائية، وقتل على الهوية، وتهجير قسري لالوف العوائل من اماكن سكناها. وستفشل جريمة التفجير الثانية في إثارة حرب طائفية، رغم ما أعقبها من أعمال غوغائية اقل مما جرى في العام الماضي. وذلك بفضل المواقف التي اتخذتها المراجع السياسية والدينية الحريصة على الامن والاستقرار وحقن دماء ابناء الشعب، وتفويت الفرصة على من يريدون استمرار الفلتان الامني، وإثارة الصراعات الطائفية. وبفضل الموقف الحازم الذي اتخذته الحكومة بإعلان منع التجول في العديد من المدن والمناطق لدرء الاعمال الغوغائية التي يـُمكن ان تلجأ اليه العناصر عديمة الوعي او المغرضة المدفوعة من الجهات المعادية لمصالح الشعب العراقي ومطامحه النبيلة في الامن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة في عراق ديمقراطي اتحادي مستقل موحد.
ولا يغيب عن البال ان القوى، التي تقف وراء هذه الجرائم، تستهدف من وراء جرائمها هذه ليس فقط إثارة الفتنة الطائفية والحرب الاهلية المكشوفة، وهو ما سبق ان فشلت في تحقيقه في كل جرائمها السابقة، وانما إثارة الرعب بين صفوف ابناء الشعب وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن حماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم ومقدساتهم من جوامع وحسينيات ومراقد مقدسة، وبنى تحتية من طرق وجسور ومحطات كهرباء وماء وغيرها من المرافق التي يحتاجها الشعب في حياته اليومية.
ان المعركة ستطول لتخليص الوطن والشعب من مرتكبي هذه الجرائم. وهو امر لا يتم ما لم تتوحد كل القوى ذات المصلحة في ذلك، عبر مصالحة وطنية حقيقية، وبناء وحدة وطنية متينة. فالامر اولاً واخيراً رهن بإرادة العراقيين وقواهم السياسية ومدى وعيهم للمخاطر الناجمة عن استمرار الاوضاع الحالية، التي تـُمكـّن المجرمين من الاستمرار في ارتكاب جرائمهم البشعة ضد الشعب والوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات