الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعر..للاطفال الذين حولهم الاحتلال والفقر الى شحادين..

زياد محاميد

2007 / 6 / 23
الادب والفن


"عصافير المفارق"

إلى الطفلة الفلسطينية الجميلة " أمال أبو جاموسه,,ابنه المخيم..
وأصدقائها الأطفال..الذين يضطرون لجمع الشواقل في المفارق..متحدين قسوة الحياة...أحبكم...
******
عصافير..
وما إدراك ما العصافير..
وثوب الروح.. ظل أجنحتها ..
وصدى زقزقتها ..جنون الأعاصير
****
كالقدر تغلي.. أقدارهم
وأحلامهم كالبركان تثور
زمن ملعون
وملعونة هي المقادير
لا جدار..يرحم
و لا حواجز ترحم
ولا إسفلت ساخن ولا مسامير..
****
عصافير ...ليست ككل العصافير..
في رحم البؤس تبني أعشاشها
وحلمها..الكبير صار صغير
شدو للحرية حين تطير..
ومداعبة للفضاء والأثير
******
للطفولة طعم آخر...
حين يخون طفولتهم المصير..
وفي تخشيبة اهتزت أوتادها في المخيم..

يشيخ الأطفال...بعمر السرير
في حناجرهم...ينحبس الصراخ والزئير
من الأزقة الرطبة. إلى المفارق ,يبدأ المسير
فيصيرون في لحظة. في المفارق عصافير..

******

مع طلوع الفجر يطلعون..
من جحور الأرض يطلعون..
لا مسحه ماء!!
لا رشفه شاي!!..
ولا رحيق صابون…
متوحشة هي اللهفه..للمفارق
للإشارات الضوئية..
للمركبات..للسيارات..
لا فارق …
في المغارب
هي أم في المشارق..
إلى الضوء الأحمر…
كل صباح يطلعون..
حدود فرحتهم هنا..ولو لدقائق
*****
محاصرون ..
بين دخان السيارات..
والإسفلت الحارق

يتراكضون
بين سحق الفرامل والزوامير
أنوفهم تخزن رائحة المطاط
ومن شباك لشباك يطيرون
الأخضر..جاء
ابتسامة حزينة
تضع بصماتها على زجاج السيارة..
نظرات طفل يتسابق مع الدقائق…
تخترق صدر السائق..
تمتد يده لجيبه..هنا شاقل…



الشاقل في عيونهم صار أيقونه..
بسرعة البرق يقفز ألى سرداب الجيب..
يستدفئ بها..يستقر..
يفرح القلب.. فترقص الساقان
اخ...متى يعود الأحمر..
أضيء يا احمر…
أهلا يا احمر..
آه..كم نحبك يا احمر..
*****
يكرهون الأخضر..لكنهم..
بالأحمر..مغرمون..
يكرهون "دعسة البنزين"
يعشقون صوت الفرامل..
لا وقت للوقوف..
لا وقت للصمت والهدوء..
وهل..تهدأ عند هبوب الريح السنابل
احمر ..احمر..
سائق يحيي سائق..
هذه لحظتكم…
فانتشري
يا عصافير المفارق
*****
الكف.. تخترق شباك السيارة..
العيون..تلعن الحضارة..
القلب..يثور تارة..ويهدا تارة
والأقدام تروح وتجيء
على إيقاع الإشارة..
احمر ..اصفر..اخضر
****
احمر أصفر اخضر..
لا تهمتي الإشارة...
تمتد الأنامل بخجل..لكن بحرارة
والشفاه تحيي..بجدارة
دعاء..أمنيه..رجاء...!
وكان على الجبين كلمات..
لا باس إن لم تعطيني..
"هذه ليست خسارة.."
فانا لست بغاضب..
يا سائق السيارة
سأنتظر..الأحمر التالي..
تبدلي يا إشارة..
****

احمر أصفر اخضر..
"الشمس تحرق لحمهم"
كم جميلة هي سمرتهم
حبات العرق الساخن
تحرق عيونهم
رويدا رويدا ..
تنسكب كالقناة..
لتداعب الإسفلت الساخن..
آو تختفي طعما
مالحا بين الشفاه...
يبدل مرارة الحياة..

******

بهدوء..
ينتظرون الأحمر..بلا كلل
السيقان..يسكنها التعب
والنعاس يحتل المقل..
فالسرير رهبه بيت مهجور..
والو ساه حجر مبتور
عليها أدمنت حلم "أضواء الإشارة

موسيقاه ..فرامل السيارة..
وشاقل يغوص في سرداب جيبي..
بكفي ألاطفه..
أتحسسه...
أداعبه
اقبض عليه..
ليعود معي
إلى..
ساحة الدار ..
وأخوتي الصغار..
في المخيم..
إلى تخشيبة..
ترقد في عتمه الحارة.
****
(ام الفحم)*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه