الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أوسخنا ونكابر

عادل بن حمزة

2007 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ما أوسخنا ونكابر...
أعترف الآن أمام الصحراء
بأني مبتذل وبذيء وحزين
كهزيمتكم يا شرفاء مهزومين
ويا حكاما مهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما أوسخنا …ما أوسخنا … ما أوسخنا
ونكابر
ما أوسخنا
لا أستثني أحدا
مظفر النواب
****

لا أدري حجم الفجيعة التي أسعفت الشاعر الكبير مظفر النواب كي يدير السكين جيدا في جرحنا الجماعي، ولكي يذكرنا بوساختنا بداية من نفسه، ما أشد هذه القسوة وما أنبلها عندما تملك جرأة القول وتتمرد على السائد والنمطية البليدة التي تفقأ عينها كل يوم كي لا ترى الحقيقة.
مناسبة هذا القول هو الإخراج الهزيل لتراجيديا الاستفتاء الرئاسي الذي أجرته سوريا ليختار شعبها بين بشار "الأسد" وبين الفراغ الذي يعد بحق الأسد الحقيقي...إنه أبشع ابتذال للقيم والآليات التي قامت عليها الديمقراطية لكن المضحك هو ما سعت إليه الأجهزة من دعاية جمعت بين التقاليد الستالينية العتيقة وبين ميكانيزمات الدعاية العصرية للفوطات الصحية والملابس الداخلية ،لا حرج عند الرفاق في العبث "عفوا" في البعث السوري.
ومع ذلك يحدثونك عن الامبريالية الأمريكية وعن الهمجية الصهيونية التي تحتل أراضي واسعة من القطر السوري الشقيق دون أدنى مقاومة أوعمل مسلح ،هل بمثل هذه الأنظمة التي تخير شعوبها بين تأبيد الرئيس أو الفراغ يمكن أن نواجه أمريكا أو حتى إسرائيل ،الصورة في الواقع رغم قسوتها تكشف عن جزء مر من واقعنا حيث كل الأنظمة البوليسية والديكتاتورية تحاول القضاء على كافة خصومها ومعارضيها إلى أن تبقى وجها لوجه مع الفراغ ورغم أنها تنتصر عليه بعض الوقت فإنه في النهاية هو الذي يحسم المعركة وبشكل تراجيدي، لعل التجربة العراقية تعبر عن هذا الأسلوب بشكل يوفر علينا جهد الجدال..ولعل مشهد تمثال صدام وهو يضرب بأعقاب الأحذية لا يمكن أن يغيب عن الكثير من الحكام العرب ويقدم دروسا مجانية لمن يحتاجون إلى دروس في الكيفية المثلى التي تكره بها الشعوب زعاماتها الدموية، فالحرية هي الغاية وإن طال السفر...المليء بالمعتقلات والجلادين وأصحاب البذل الأنيقة الموغلة أيديهم في دماء الشرفاء ،كان الحسن الثاني يقول لو لم تكن لدي معارضة لصنعتها بيدي ما أجمل القول وما أعند الواقع التاريخي لهذا البلد إذ لم يتردد النظام في تقويض المعارضة والمعارضين مستعملا كل الأساليب الممكن منها والمستحيل فأين هي المعارضة اليوم ؟ خارج الخطاب التكفيري العدمي لا نسمع سوى أصوات مبحوحة بهويات إيديولوجية صدئة وبلا عمق جماهيري .
الكثير من الأنظمة تعيد إنتاج الهزائم كل يوم ،وشعوب مهزومة بالفقر والأمية والجوع والقمع تنتظر الجندي الأمريكي أو أين كان ليأتي على ظهر سيارة الهامر ويجرجر تمثال الزعيم في وسط العاصمة ليكتشفوا فيما تأخر أن العملية في العمق ليست سوى عملية دبلجة وعصرنة للقمع والاستغلال والتجويع ...فما أوسخنا ونكابر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف