الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيف الله ام سيف الجريمة ؟

فيليب عطية

2007 / 6 / 23
كتابات ساخرة


طالعتنا وكالات الانباء بأن مجموعة من الاسطوات قد اخترعت لقبا جديدا هو"سيف الله"،وقد صنع خصيصا لاهدائه الي "بن لادن" ردا علي علي منح الانجلوساكسون لقب فارس او سير للمارق الكافر سلمان رشدي صاحب الآيات الشيطانية ،ورغم ان الامر بمجمله يشبه ردح النسوان الاانه يستحق وقفة
سلمان رشدي كتب الآيات الشيطانية ليقول ان الكتاب المقدس لدي المسلمين ليس بالكتاب المنزل او الموحي به وهي فكرة ليست بالجديدة ،ويمكن لمن شاء ان ينقدها ان يتقدم بأسانيده من العقل والمنطق لا ان يجعلها سبوبة لتهييج الجماهير من اندونيسيا الي ماليزيا،ومن الرأس الاخضر الي مدغشقر وهي بلاد لاتوجد علي الخريطة العالمية الا سد خانة فهذه البلاد التي دمرها التخلف والبؤس لاتفهم من حكاية الله هذه الا ما يساعدها علي سد رمقها وطرد برازها ،وهم يتمادون في سلب تلك الجماهير ان لم يكن بالسلاح فبكتاب الله المبين،ولامانع من تبشير المؤمنين بجنات تجري من تحتها الانهار ومن فوقها الحوريات والسمار مادام الخليفة يجلس علي كرسي السلطنة وبجواره اهل الفتوي ومنبع البلوي
عندما يطالع المرء تاريخ تلك الشعوب ،ومن بينها شعوب كانت مهدا للحضارات واصبحت تستجدي الاحسان والمعونات فلابد ان يشعر بالمرارة والسخط علي رعاع سلبوا الانسان حقه في التفكير والارادة والحياة
عندما كتب "رينان"كتابه الشهير "حياة يسوع"ينقض فيه الكثير مما ورد في الاناجيل المقدسة لم يهدروا دمه ولم يسحلوه في الشوارع ولم يخرج الاوربيون وهم يهزون اردافهم ليطالبوا بصلبه وعاش الكتاب لمن يريد ان يفكر وعاشت المسيحية لمن اراد ان يشبع له الدين استقراره النفسي لا ان يتحول الي وسيلة للتعبير عن عقده النفسية وانتهي المفكرون والحكماء الي حق كل انسان في الايمان بما يشاء مادام هذا لايشكل ضررا بغيره ،والي ضرورة فصل الدين عن الدولة وهو المبدأ الذي مازال اصحاب الذقون في دول العالم المتخلف يزرطون ويمرطون عند ذكره
اما" بن لادن" الذي قامت من بعده فلول من العصبجية اشبه ماتكون بعصابات شيكاغو الشهيرة فانتسبت اليه وسمت نفسها باسم حركته فهو مجرم ،ومجرم من الطراز الاول ولايدري المرء اية قاعدة يقصدها هذا المأفون الهارب :اهي القاعدة التي يتلقي منها الاوامر ام هي القاعدة التي يتبرز منها ويحمد الله ويتمني ستره ورضاه
يعرف كل من لديه ذرة من المعرفة والاطلاع ان امريكا بلدا امبرياليا وان الامبريالية هي ذروة الاستعمار وان معظم ثروات العالم تصب في امريكا ،لكنه يعرف ايضا ان امريكا هي القوة العسكرية الاولي في العالم ولايمكن لشخص مأفون ان يدمر امريكا بمجرد الاستيلاء علي طائرة وتدمير مركز التجارة العالمي ،فأي سيف لله هذا السيف واية عبقرية الاوية تلك البلطجة......يكاد المرء يشفق علي هذا الاله الذي تحول علي ايدي الرعاع الي مسخرة
لم يدرك هذا المجرم ان بلده يضع كل مايملكه من الثروات والدولارات في بنوك امريكا ،وفي استطاعة امريكا بجرة قلم لا بالطائرات والمدرعات ان تعيد بلده واهله الي رعي الابل من جديد فهؤلاء الرعاة البلهاء لايملكون ذرة من التفكير السليم وكانوا حتي عهد قريب يعيشون علي صدقات الحجيج وينظرون الي مايتسرب من النفط الاسود علي انه براز الشيطان الذي يريد ان يلوث كعبتهم لكنهم بمجرد ان تحول النفط الي دولارات اصبح بركة من بركات الله التي يجب حفظها بعناية في الخزائن الامريكية الي ان يقضي الله امرا كان مفعولا
عندما تقرر انجلترا منح لقب فارس او سير الي شخص ما فانها تفعل ذلك وفقا لتقاليدها العريقة التي ترجع الي منتصف القرن الثالث عشر الميلادي وهي لاتفعل هذا اعتباطا فقد حمل هذا اللقب عمالقة الفكر الانساني ويكفي ان نذكر السير اسحق نيوتن
اما ان يخرج علينا الاسطوات بلقب جديد ويهدونه الي مجرم فهذا تقليد جديد قد يكون نذيرا بتقاليع امر وانكي ......مارأيكم ان نضرب جائزة نوبل بجائزة افخم واعظم ولنسمها جائزة الفساء والخراء النبيلان وهذا لعمري اوقع من نوبل واحد بلا فساء او خراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي