الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية ام الديمقراطية ؟

عبد الجبار خضير عباس

2007 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مقالته ..(هل تنكفيء الموجة الديمقراطية الثالثة؟) المنشورة في صفحة اراء جريدة الصباح العدد (1120)كتب،الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط( النائب الكردي الصريح والجريء محمود عثمان قال: هناك الكثير من الحرية لكنها ليست ديمقراطية ، بالنسبة لمحمود عثمان الذي عاش فترة ليست بالقصيرة في بلد ديمقراطي غربي ، فان مايجري في العراق لايشبه الديمقراطية بالنسبة لاي كان، باستثناء بعض الاشخاص في الحكومة العراقية والادارة الاميركية، لكنه ليس كذلك بالنسبة لمعظم الناس)
لاتوجد ديمقراطية في العالم تشبه ديمقراطية اخرى، حتى في الدول الديمقراطية اللبرالية، فمثلا ايطاليا تعد من الدول الديمقراطية اللبرالية، الا انها تعاني من خلل تدخل المافيات في القضاء، كذلك في بيرطانيا ، اذ وجود المشكلة الايرلدنية،وموقف الفرنسيين من المهاجرين،كذلك تعد تركيا من الديمقراطيات الانتخابية،على الرغم من انتهاكات حقوق الانسان فضلا عن اللامساواة والفساد الاداري،كذلك الحال في روسيا والبرازيل،سيريلانكا ،كل هذه الدول التي تحسب على الديمقراطيات الانتخابية تعاني من انتهاكات لحقوق الانسان،فمثلا في سيريلانكا هناك التعذيب والخطف،وفي الهند التي تعد من اكبر الديمقراطيات الانتخابية في العالم والاكثر تحررا وانفتاحا،وبتقاليدها العريقة في حترام استقلالية القضاء،مازالت تمارس انتهاكات حقوق الانسان في كشمير.
فالقاسم المشترك للديمقراطيات،وجود نظام انتخابي وقضاء مستقل،او السعي ليكون مستقلا،سلطة تشريعية منتخبة،وسلطة تنفيذية مراقبة من قبل نواب الشعب ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني التي تراقب اداء مؤسسات الدولة جميعها،فضلا عن التداول السلمي للسلطة،ووجود دستور.
وعلى وفق هذه المقاييس يعد العراق دولة ديمقراطية انتخابية،اذ جرت فيه انتخابات اكتسبت الشرعية من خلال المشاركة الشعبية الواسعة فيها وماحصلت عليه من تاييد دولي.
اذن العراق في طريقه لتاسيس ديمقراطيته التي تكتسب خصوصيتها العراقية، فعلى سبيل المثال ،لايوجد ثمة تشابه بين ديمقراطية العراق وايران على الرغم من التشابه في الاليات،الا ان مايميز برلمان ايران وجود مجلس صيانة الدستور،وثمة مؤسسة اخرى اعلى منه هي مجلس تشخيص مصلحة النظام ،وهي بذلك لها خصوصيتها التي تميزها عن غيرها,
اذن في العراق توجد ديمقراطية ولكن لاتوجد حرية على الرغم من ان الدستور العراقي قد اشار اليها في (المادة 37 الى المادة46 )الا ان مايجري على الارض يتقاطع مع الحرية،اذ سيطرت المليشيات على الشارع ،وتعددت مراكز القوى، فصودرت حرية الفرد في ظل غياب قوة القانون
وهذا لاينسجم مع توجه الحكومة،اذ تستطيع ان تشتم حكومة المالكي او رئاسة الجمهورية او البرلمان،من دون الخوف من مساءلة،الا انك لاتستطيع ان تتعرض لدولة من دول الجوار،اذ سيغتالك من تموله هذه الدولة او تلك من دول الجوار،او المساس باي رمز من رموز هذه المليشيات.
وماتمنحه القوانين والتشريعات من حريه ،تسلبه المليشيات ،وبذلك نستطيع القول:توجد ديمقراطية انتخابية في العراق ولكن لاتوجد حرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير