الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة موجزة في افكار اقطاب الحبهة الوطنية الايرانية ، ورجاوند نموذجا

جابر احمد

2007 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أخيرا خلص الموت الشعوب الايرانية من شخص عرف بعدائه وعنصريته لهم، حيث كان هذا الشخص احد رموز ما يسمى بالجبهة الوطنية الايرانية وناطقها الرسمي الذي يمثل نموذجا صارخا للمناداة بصهر القوميات الايرانية في بوتقة القومية الفارسية مهما كلف الثمن و لتحقيق هذا الهدف سخر نفسه وطوال حياته وجعلها في خدمة اشد الأنظمة رجعية لكي يتسنى له محاربة الشعوب وهذا الشخص ماهو الا برويز ورجاوند الذي أراحنا الموت من تنظيره يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي 14 | 6| 2007.
ان هذا الشخص ومن لف لفيفه لا ينكرون على القوميات غير الفارسية حقوقها وحسب وانما ينكرون وجودها أيضا وهم في هذا المجال لا يساورهم الخجل او الحرج اذا ما صرحوا علنا بان ليس هناك في ايران شعب غير الشعب الفارسي الآري.
ولعل من بين المناقب التي قام بها هذا الشخص باسمه او بالنيابة عن أقرانه من القوميين العنصريين الفرس هو إرساله عام 2001 مذكرته سرية الى محمد خاتمي رئيس جمهورية ايران الأسبق تسريت نسخة منها الى الصحافة الآذرية طالبا منه عدم التعاطي بأي شكل من الأشكال مع المادتين 15 و 19 من الدستور الايراني مدعيا ان تطبيقهم سوف يؤدي الى تقسيم ايران وقد طالب في هذه المذكرة علنا بعدم السماح للقوميات غير الفارسية بنشر صحفها، خاصة تلك الصحف التي يشرف على إصدارها طلاب الجامعات من غير الفرس وكان يشجع باستمرار سلطة الجمهورية الاسلامية على اتخاذ اشد التدبير لمنع القوميات من النهوض والمطالبة بحقوقها كما " يتهمها بتشجيع النزعات القومية الانفصالية المتطرفة لدى الأتراك والعرب " كما قدم في مذكرته مقترحات لم يقدم عليها لا النازيين الجدد و لا القدامى واستنادا الى تلك الوثيقة طالب ورجاوند من خاتمي العمل الجاد والمدروس من اجل تغير النسيج السكاني للشعوب غير الفارسية مركزا على الأتراك والعرب طالبا من خاتمي حمل الأتراك الى الهجرة الى اقليم الاهواز والمناطق الفارسية الاخرى مثل اصفهان وغيرها و نقل العرب الى مناطق اخرى من ايران وإذا اقتضى الأمر فصل الأطفال العرب والأتراك عند السن التي تخولهم فيها الدخول الى المدارس الابتدائية عن أسرهم وتحويلهم الى اسر فارسية.
و هنا يحق لنا ان نسأل أدعياء اليسار وحتى بعض نشطاء حقوق الإنسان الذين ارسل برقيات بوفاة هذا الشخص ما هو الفرق بين هذه الأساليب التي نادى بها المقبور برويز ورجاوند والأساليب التي نادى بها الحزب النازي الألماني من قبل? .
وفي ندوة ضمت كل من السيد هجري الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني والباحث الآذري المعروف السيد صدر أشرافي وبرويز ورجاوند وصف السيد هجري ورجاوند "كطائر النعام الذي يدفن رأسه في التراب اذا ما داهمه الخطر فهو ينكر على القوميات حقوقها كما انه يتجاهل الدور النضالي لهذه الشعوب اثناء فترة حكم الشاه او الجمهورية الاسلامية وينسى أيضا ان الثورات والانتفاضات التي حدثت شمالا وجنوبا هي ذات طابع قومي " ويضيف هجري "في الوقت الذي يسعى فيه التيار الملكي وعناصر الجبهة الوطنية الى تدويل الصراع مع ايران والمراهنة على التدخل الخارجي للإطاحة بالنظام الاسلامي ما برحا يكيلان التهم للقوى القومية بالاستقواء بالعدو الخارجي لزعزعة الامن والاستقرار في ايران " وقد جاء هذا الرد من قبل السيد هجري ردا على ورجاوند الذي يعتقد " ان ظاهرة القوميات لم تكن مطروحا قبيل تعاظم دور القوى الأجنبية في ايران " وان " الشعب الايراني هو شعب واحد متحد وليس شعوب " .
لقد أثار موت هذا الرجل ردود أفعال متباينة بين مختلف أوساط السياسيين، فالقوميين الفرس اعتبروا موته خسارة قومية لا تعوض بينما الشعوب الايرانية انطلاقا من مقولة لا " تجوز أللعنة على الميت " استقبلت موته بفتور لا بل رحبوا به على امل ان يكون موته موتا للجبهة الوطنية الايرانية و زوالا لأفكارها العنصرية التي كانت السبب في منع الشعوب الايرانية من الحصول على حقوقها القومية بما فيها حقها في تقرير مصيرها بنفسها أما القوى القومية العنصرية الايرانية وحلفاءها حاولت ان تستغل موته لإثبات وجودها على الساحة الايرانية فطبلت وزمرت له واعتبرت الذين شاركوا فرديا وإنسانيا في تشيع الجنازة على انه تأيدا لنهجم وهذا ما نجد صداه في موقع وكالة أنباء ايلنا المؤرخ يوم الأربعاء 22| 3 | 86 الموافق 15 | 6 | 2007 وكذلك في جريدة اعتماد التي نشرت في اليوم التالي 23 | 3 | 86 خبرا فبركه قسم العلاقات العامة في حزب الشعب الايراني مفاده ان طيفا واسعا من مختلف القوى السياسية يشمل اتحاد الكتاب الإيرانيين وجبهة المشاركة الاسلامية ونشطاء اليسار ومكتب تدعيم الوحدة والحزب الديمقراطي الايراني وعناصر بارزة من القوميين الفرس قد شاركا في هذا التشيع في حين اننا لم نشاهد اي برقية او رسالة مرسلة باسم اي من هذه التنظيمات الى قيادة الجبهة وما حدث ما هي الا لعبة مكشوفة من أنصار هذا العنصري من اجل استثمارها سياسيا ومن حسن الحض ان اتحاد الكتاب الإيرانيين قد كذب ادعاءات القوميين الفرس وذلك بعد ان نشر بيانا رسميا يوضح عدم مشاركته لا من قريب ولا من بعيد في مراسم التشيع.
لقد كان مصدقا أنسانا وطنيا ومناضلا صلبا ضد سياسات الغربية الا ان جبهته الوطنية انطلاقا من بناءها الفكري وخطابها الأيدلوجي والسياسي المستند على العرق الآري وقفت موقفا مناهضا ومعاديا للمسألة القومية وقد تجلى هذا الموقف عندما أراد رزم أراء عام 1950 العمل " بفدرلة "ايران حيث عارضه مصدق بشدة ويقال انه اخذ يذرف الدموع و ان تلك القوى العنصرية استطاعت فيما بعد اغتيال رزم أراء باطلاق النار عليه كما ان مصدق ونتيجة لطبيعية القومية المتزمتة وقف بالضد من برامج اليسار التي طرحت عام 1952 والمتمثلة بالإطاحة الفورية بالملكية وانشاء جمهورية ديمقراطية شعبية والقيام بإصلاح زراعي وحل المسالة القومية حلا ديمقراطيا عبر مبدأ حق تقرير المصير.
لقد ترك مصدق إرثا تقيلا لا يزال تدفع القوميات غير الفارسية ثمنه فقد صرح بعض من أقطاب هؤلاء العنصريين بعد قيام الثورة في ايران رد على رغبة القوميات غير الفارسية في نيل حقوقها فقد قال بني صدر في تصريح لوكالة بارس الايرانية بتاريخ 7| 3| 1979 ان " ايران لايمكن منح اي من مناطقها حكما ذاتيا لان ذلك بعني ببساطة تفكيك الأمة " أما مهدي بازركان فقد تنصل هو الأخر من الوعود التي قطعها لوفد الشعب العربي الاهوازي عندما صرح بتاريخ 5 | 4 | 1979 " ان الحكم الذاتي هو بمثابة انفصال يهدد الوحدة الوطنية" أما المقبور مدني وهو احد أقطاب الجبهة الوطنية القومية الايرانية فقد صرح هو الأخر وذلك بعد شن حربه على المنظمة السياسية والمراكز الثقافية الاهوازية قائلا " لو لا حضوري في الوقت المناسب وقمعهم وقتلهم بصورة جماعية لاستطاعت عناصر الثورة المضادة من العرب ان تفصل خوزستان عن ايران " وقال أيضا " ان العرب يثيرون الشغب وسأشرب من دماءهم اذا استمروا بالضغط من اجل تحقيق مطالبهم " وهذا الخطاب نجد صداه لدى التيار الديني الحاكم القريب من الفكر القومي والذي عبر عنه أية الله خلخالي في مذكرته التي نشرت قسما منها جريدة همشهري العدد 10 السنة الاولى كانون الأول 2001 حينما قال " لقد قتلت الكثير من الشعب الكردي والعربي وبقايا النظام ولكنني لست نادما ولا يعذبني ضميري " كما ان الوثيقة الصادرة عن مدير مكتب ابطحي بشان خفض السكان العرب الى الثلث وتغير نسيجهم السكاني نماذج صارخا لهذا الخطاب العنصري. لمزيد من الإطلاع راجع الرابط التالي:
http://www.ahwazstudies.org/main/index.php?option=com_content&task=view&id=1988&Itemid=49&lang=EN
اننا على ثقة تامة ان هذه الأفكار وغيرها لن تقف حجر عثرة إمام حركة الشعوب التواقة الى التحرر و الانعتاق، فبالأمس سجن أمير عباس انتظام و قبل فترة مات مدني جلاد الشعب العربي الاهوازي في منفاه واليوم ذهب غير مأسوف عليه برويز ورجا وند ، الا ان الشعوب باقية ما بقى الدهر ولكن يبقى السؤال الأهم لدينا هل زوال أفكار هؤلاء أهم أم زوال أشخاصها ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن