الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامات انهيار مرتقب....

فواز فرحان

2007 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


اخيرا قررت الولايات المتحده الامريكيه الكشف عن مئات الوثائق السريه التابعه لجهاز مخابراتها سي اي اي والتي تتحدث عن أعمال قذرة وغير قانونيه قامت بها الوكاله على مدار ربع قرن من الزمن وتتضمن محاولات أغتيال وقتل وأختطاف وأختراق للجماعات اليساريه والاحزاب الشيوعيه على الساحه الدوليه منذ مطلع الخمسينات وحتى نهاية السبعينات, لا سيما أثناء حرب فيتنام وفقا لما اعلن عنه مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات الامريكيه, هذا الخبر تناولته الواشنطن بوست في يوم الجمعه الماضيه كمقدمه ودعايه في نفس الوقت لقضيه ستشغل الرأي العام الامريكي عن تصاعد اعداد القتلى في صفوف جنوده في العراق في الشهرين الماضيين وتتضمن هذه المعلومات الكشف عن وثائق للمرة الاولى تتحدث عن اعمال سرقه وتنصت على الهواتف وفتح البريد الخاص من والى الصين والاتحاد السوفيتي في تلك الحقبه ومراقبة الصحفيين والتنصت عليهم واجراء تجارب على مواطنيين امريكيين بما في ذلك تجريب انواع العقاقير بهم..
ان معظم هذه الوثائق كما يقول هايدن لا تدعو للفخر غير انها جزء من تاريخ الوكاله والافراج عن هذه الوثائق وفي هذه المرحله بالتحديد لا يأتي تحت حجة قانون حرية المعلومات في الولايات المتحده بل لاسباب اخرى مختلفه تماما وربما يتبادر الى أذهاننا الكثير من الأسئله في هذه اللحظه وتتمحور جميعها حول نقطه مركزيه واحده وهي ما الذي يدفع الوكالة لنشر المعلومات في هذا الوقت بالتحديد؟؟ واخرون ربما يقولوا الا تستحق هذه الخطوة الثناء لانها تكشف الحقائق الغائبه للناس؟ والسؤالين لا يدخلان اطار الهدف الذي تنوي من خلاله الوكاله نشر هذه الوثائق والافصاح عنها بعد ان تكتمل عملية التشذيب والتلطيف للمعلومات الموجوده في هذه الوثائق كي لا يتعرض احدا من اعضاءها للملاحقه القانونيه الدوليه او مطالبة احدى الدول به , وكذلك فأن في مقدمة الاسباب التي تدفعهم لنشر المعلومات في هذا الوقت يأتي على الاغلب بسبب الضعف العام الذي تعاني منه الوكاله ونقص معلوماتها وتضاربها وكذلك الاختراقات العديده التي حصلت في صفوفها والتي تدخل في خانة العماله المزدوجه.. وايضا للتغطيه على الفشل المستمر الذي تتعرض له الولايات المتحده في العراق ومحاولتها تجاوز الشعور بالضعف بعد تعرضها للاختراق من قبل اكثر من طرف كما اسلفت.لا سيما بعض الدول الامريكيه اللاتينيه حتى اصبحت كل من كوبا وفنزويلا على دراية تامه بأغلب خطط الوكاله للمنطقه على المديين القريب والمتوسط وتحاول تلافي عواقب هذه المخططات والتصدي لها..
وهناك سببا ربما لا يعرفه الا الذين يدركون طبيعة عمل المؤسسات الامريكيه والعالم الغربي وهو ان هناك الكثير من المؤسسات الصحفيه والاعلاميه ترغب في تحقيق خبطه صحفيه من العيار الثقيل وتدرك الوكاله ذلك جيدا لذلك تحاول بيع هذا النوع من المعلومات بعد ان اصبحت متقادمه بحكم الزمن وعادة ما يتراوح سعر هذه المعلومات بين خمسمئة مليون دولار وبين ملياري دولار وذلك طبعا يتوقف على طبيعة المعلومات وقوتها, لقد واجهت وكالة المخابرات المركزيه الامريكيه سلسلة من الاخفاقات بدأت بفضيحة ابوغريب ومرت بالتبول على القران في محاوله لانتزاع الاعترافات من المعتقلين ولم تنته لحد هذه اللحظه لان مسألة السجون السريه للوكاله على الاراضي الاوربيه لا تزال حديث الاوساط الاعلاميه في القاره لاسيما بعد ان كشف الصحفي الامريكي سيمور هيرش نقل هذه المعتقلات في الشهر الماضي الى موريتانيا جاء ذلك في المقاله التي نشرهاالاسبوع الماضي في النيويوركر قال فيها ان الوكاله تدير سجنا سريا في موريتانيا يقبع فيه عددا من اهم الشخصيات المتهمه بالارهاب وهذا الصحفي للتذكير هو الذي كشف للعالم فضيحة تعذيب السجناء في ابوغريب .اما حقيقة السجن الموجود في موريتانيا فهي تقوم على نقل الولايات المتحده للمساجين في اسرع وقت من الاراضي الاوربيه عبر رحلات ليليه الى نواكشوط بالتعاون مع المخابرات الموريتانيه التي تعمل تحت امرة الوكاله خوفا من اللجان التي تتابع هذا الموضوع في دول الاتحاد وتكشف تواطئ بعض حكومات اوربا مع الوكاله الامريكيه للمخابرات واعتقال الافراد دون تهمه او تبرير ومنظمات حقوق الانسان عاجزه عن الكشف عن مواقع تلك السجون او تقفي اثرها..
ومع ان هيرش يعترف بانه لا يملك المعلومات المحدده والدقيقه عن المعتقل الا انه يجزم بحدوث الرحلات الليليه التي تقوم بها السي اي اي وتنظيمها لنقل السجناء عبر العالم من مكان الى اخر وملف هذه الجرائم لا يتوقف عند هذا الحد طالما ان الدوله في امريكا تعتمد على هذا الجهاز في رفدها بالمعلومات وكذلك بالاموال وبلا ادنى شك سيتجنب القائمون على كشف هذه الوثائق الكشف عن اية معلومات تخص تجارة المخدرات التي ادارتها الوكاله والتي اشرفت عليها من كولومبيا الى افغانستان وهذه التجارة وفرت للميزانيه العسكريه الامريكيه مئات المليارات من الدولارات طوال الخمسين سنه الماضيه..
الكشف عن هذه المعلومات يأتي بالدرجه الاولى للتغطية على الخسائر العدديه الكبيرة في صفوف الجيش الامريكي والتي بدأت الصحافه الامريكيه تأخذها على محمل الجد وكذلك للتغطية على الفشل في المعلومات الخاطئه والمتضاربه التي راحت الوكاله تجمعها, وكل ذلك يصب في خانة الانهيار التدريجي لهذه الوكاله التي اصبحت للمرة الاولى في تاريخها مهترئه وهزيله واصبحت تقترب تدريجيا من مرحله الانهيار الذي يعصف بأغلب المؤسسات التابعه للاوليغاركيه الماليه الحاكمه التي لن تستطيع تجاوز عواقب الهزيمه في العراق حتى بعد سنوات طويله لان الموضوع ايضا سيضاف الى سلسلة الهزائم والفضائح الاخرى التي تتعرض لها الادارة الامريكيه..ان ممارسات الجيش الامريكي والوكاله المركزيه للمخابرات في العراق تقشعر لها الابدان وتجعل المرء امام فصل صعب من انتهاكات حقوق الانسان على الصعيد العالمي ومهمة الوطنيين والاحرار في العراق تعريه هذه الممارسات وطرد المحتلين من البلاد باي ثمن وذيولهم في وطننا الذي تعرض لحمله ابادة مبرمجه قلما تعرض لها شعب على وجه الارض.ان مهمتنا تكمن في تعريف شعوب العالم بالممارسات الشاذه لهذه الدوله في العراق ونحن نعلم جميعا ان معظم عمليات القتل والاغتيال بحق علماء العراق واساتذته جرت على يد الوكاله المركزيه الامريكيه ومعظم التفجيرات تتحمل مسؤوليتها قوات الاحتلال وتعريف العالم بذلك يشكل الخطوة الاولى لجعل الرأي العام العالمي يطلع على الحقائق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجددًا.. خيول عسكرية تعدو طليقة بشوارع لندن بعد فزع أحدها وف


.. إعادة قضية حصانة ترامب لمحكمة أدنى من -العليا- | #أميركا_الي




.. حرب غزة.. انقسامات الداخل الإسرائيلي | #غرفة_الأخبار


.. قفز من رافعة لدعوة الناخبين للتصويت لحزبه | #سوشال_سكاي




.. عائلة بايدن تدعمه للاستمرار في سباق الرئاسة | #أميركا_اليوم