الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعر والبعوض والاحتلال

حامد الحمراني

2007 / 6 / 24
كتابات ساخرة


اربعة اشياء العراقيون خبراء بها ويعرفونها حق المعرفة ، الشعر والفقر والطواغيت والاحتلال ، فهم شعراء بالفطرة لان الحب سجيتهم ، وهم فقراء بالقوة رغم الثروات العظيمة التي يمتلكونها ، ومبتلين بالطواغيت منذ تاسيس دولتهم التي لم تتاسس بعد ، والان هم واقعون تحت الاحتلال وكانوا كذلك وسيبقون الى ان يمن الله عليهم بسياسيين يحبون ( وط ن هـ م )، ولقد اخذ هذا المربع المميت بما فيه الشعر قدرا كبيرا في لغتهم وعلاقاتهم ورؤاهم وكيفية ربطهم للاشياء ، وللاحتلال الوطني والاجنبي مساحة واسعة في طريقة طرحهم ، فهم يظهرون علاقات غريبة بين بعض الاحداث ، وبمناسبة قدوم الصيف وارتفاع الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وكثرة البعوض ، قال لي احدهم ، وطلب عدم الكشف عن اسمه ، هناك علاقة قوية بين السيارات المفخخة والنفط والغباء ، ولكن ساتحدث الان عن علاقة البعوض بالاحتلال ، فان البعوض يمارس عمليات همجية سخيفة مماثلة لما تقوم به قوات الاحتلال الامريكية في العراق !!
واردف قائلا : ان البعوضة ‏مزودة ‏بجهاز ‏تخدير ‏موضعي ‏يساعدها ‏على ‏غرز ‏إبرتها ‏دون أن يشعر الشخص، قبل ان تمتص دم الانسان حتى لا يشعر المجني عليه بعملية سرقة الدم ، ولها ‏ستة ‏سكاكين ‏في ‏خرطومها ‏ولكل ‏واحدة ‏وظيفته وهو ما يجعل الانسان يصاب بحكه بجلده على اثر افراز تلك المادة ، وهذا ما لا يعرفه البعوض المتغطرس اللئيم ، والميزة الوحيدة للبعوضة انها ‏مزودة ‏بجهاز ‏تحليل ‏دم ‏فهي ‏لا ‏تستسيغ ‏كل ‏الدماء ، والشعب المحتل اذا ادرك مبكرا افرازات القوات الامريكية المخدرة ومارس ( الحك ) وشعر ان تلك القوات جاءت لتمتص دمه وماله وانها غير مزودة كما البعوضة بجهاز تحليل ، وانها تستسيغ جميع دماء البشر يستطيع بذلك منعها ان تحتله او يخرجها اذا ما قدمت اليه .
والمشكلة التي تحيرني " والكلام لاحدهم " ان البعوض من الكائنات المتناقضة فبينما تراه يتكاثر حول المواد شديدة الحلاوة تراه يتكاثر حول المواد شديدة القذارة ، ولو كان له ناطق صحفي لعرفنا لماذا هذه الازدواجية في هذا السلوك ،
ولكن الاحتلال عكس البعوض فانه يتكالب على الدول شديدة الامتلاك للنفط والطاقة والثروات ويبتعد عن الدول الفقيرة .
طبعا المجتمعات ترفض الاحتلال ما يضطره للانسحاب وهو خائب ، مثل البعوض فانه خائب حتى وهو يمتص الدم ، فانت ترى من خلال منظره المقزز ، ومن خلال حجمه الوضيع ، انه لو امتص دماء الخلق اجمعين فلا يغير من شكله شىء ومن المستحيل ان يتحول الى كائن اخر( حسب نظرية داروين)، ولا يزيده من الانسان الا كراهية ومقت ، لانه يتغذى على دم مغتصب دون ان يستاذن من صاحب الدم .
ممكن التخلص من البعوض باستخدام مواد سامه ، مثلما ممكن التخلص من الاحتلال باستخدام فكر صحيح ومجتمع سليم يحترم بعضه بعض ويحرص على عرضه وماله وارضه ووجود سياسيين ينتخبهم الشعب..
ويسئل نفسه :هل هناك بصيص امل في جلاء المحتل ؟ ويجيب: لنرى كيف نتخلص من البعوض اولا ولنا مع الامريكان جولات وجولات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريا العاني .. حكاية الإبداع والمثابرة والبصمة الفنية المعمار


.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم تسجيلي يوضح أحدث أجهزة الشرطة لمواج




.. فيلم التدريب..فى إطار إحتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة ال


.. لقاء خاص مع الفنان مدحت صالح أثناء احتفالية عيد الشرطة الـ 7




.. صباح العربية | جدل واسع حول منح بطاقة -فنان- للتيكوتوكر الجز