الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على قدمي عشتار

نمر سعدي

2007 / 6 / 25
الادب والفن



قريباً قريباً سآتي
من رمادِ الجهاتِ
من دخان الأساطير والأغنياتِ
من ندى نرجسيٍّ يصليّ لعشتارَ
مستسلماً لهديل الصباحاتِ
في القلبِ.....
من أبدِ المستحيل ِ وحيفا
سوفَ آتي وأخلعُ عني سلاحي
كما كانَ يفعلُ فارسها
في الرجوع ِ الأخيرِ من الصيدِ
أو مثلما كان يفعلُ عاشقها
وأطوفُ بها شارعاً شارعاً
وأقبّلها حجراً حجراً
السحابُ حليبٌ على يومها
يابسٌ يابسٌ
والقصيدةُ دمعٌ على خدّها
لا أقلَّ ولا أكثرا
للحمام ِ نصيبان ِ من صيفها
المتأرجحِ في ظلِّ ليمونةٍ
ونصيبي منامُ الغريبِ على صدرها
وكلامٌ جميلٌ يراقُ على حبرها
لا يُرى
سآتي وقد خرمشتني عصافيرُ
مائيّةٌ في مساءِ القصيدة
والبلادُ البعيدة
تزوّجني زرقةً كلّما جئتها
كشتاتِ النبيّين فيها شتاتي
كلُّ ما في الحياةِ
يعبّئني بعذابِ السنابلْ
كلُّ ما الحياةِ يعبّئني ...
وأنا لستُ من نسلِ روما
ونسلِ القبائلْ
كلُّ ما الحياةِ حنينٌ
يشدُّ كبوصلةٍ لصهيل الجداولْ
قريباً قريباً سآتي
من تفاصيلِ أياميَ الماضياتِ
وتفاصيلِ أحلاميَ المقبلاتِ
وأسندُ رأسي الثقيلَ
بنارِ السنين ِ إليكِ
أنا من رأى نجمَ كيتسٍ
يسافرُ في مقلتيكِ
وغزالةَ لوركا تنامُ على راحتيكِ
أتركيني على قدميكِ لكي أستريحْ
ولو لحظةً من عذابِ القرون الوسيطة
فإني بنيتُ قلاع َ برابرةٍ
ليسَ يأتونَ ......روحي خريطة
لأمجادِ تلك َ العصورِ ....
ألم تبصري الأقحوانَ الجريحَ
ينازعُ في نظراتي؟
ألم تبصريني على كلِّ طاحونةٍ
شنقتني جدائلُ ريحْ؟
ألم تبصريني؟....أتركيني
على قدميكِ لكي أستريحْ
أتركيني
قديماً سآتي
من مساءٍ بعيدٍ لصيد النجومْ
من سماءٍ تربّي حرير الهمومْ
من مراثي إرميا ....
مع الغجرِ الطيبيّن
أن أحبّكِ يعني التشّرد َ في مطرٍ أزرقَ
في صباحِ ربيعٍ حزينْ
أن أحّبكِ يعني الرحيلَ الى
جبلٍ من أنينْ
أن أحّبكِ يعني الدخولَ
الى محنة المرسلينْ
والخروجَ المبّللَ بالنرجسِ الأنثوّي ِ
على عتباتِ الشجونْ
أن أحبكِ يعني أعتناقَ النبوة ِ
في غرف المشركينْ
سآتي......
وقد قطفتني جنازيرُ دبّابةٍ
عن حنانِ الغصونْ
في الطريقِ المؤدّي لعينيكِ
من جانبِ الطور ِ.....
لا شأنَ لي بأمرئ القيسِ
أو قيصر ٍ تاجهُ من رمالٍ
تهبُّ على الشمس ِ
لا شأن َ لي بضفافِ السنينْ..
ولا شأن لي بالرخام ِ المراق ِ
على قدميكِ ....
لكنعانَ أن يتوّضأَ بالدمِ
عند إنتصافِ النهارِ
ولا شأنَ لي بنجوم ِ البحار ِ
وخيول ِ التتار ِ
ولا شأنَ لي بنبوءات ِ عرّافةِ الليل ِ
لا شأنَ لي بالملاكِ السجينْ
سآتي ولو قتلتني أغاني السرابْ
فراشةُ روحكِ عمري
الذي نقطّتهُ دموعُ الذئابْ
سآتي ......
من رمادِ الجهاتِ
من دخان ِ الأساطيرِ والأغنياتِ

نيسان 2002








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح