الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2007 / 6 / 25
القضية الفلسطينية


بغض النظر عما سيتمخض عنه الاستقطاب المتفاعل في غزة، فلا يوجد في نهاية المطاف منتصر بعد أن تطور الصراع بين الحركتين من مرحلة تبادل الاتهامات، إلى مرحلة الخطف، ومن ثم انتهى بمرحلة القتل الجاري. والأسوأ من هذا كله، وصول الحرب الدائرة في غزة إلى مستو خطير، هي أولى مستويات الحرب الأهلية (الغير مبررة)، وهي في حقيقة الأمر ليست حرباً على الحكم والقيادة فحسب، لا بل هي حرب حول هوية الدولة الفلسطينية المستقلة المقررة إقامتها.
فحركة الفتح المدعومة غربياً على وجه العموم واسرائيلياً، وكذلك من الدول العربية القربية من توجهاتها، تريد إقامة دولة ذات هوية وطنية، تحمل في ثناياها مضامين سمات دولة علمانية، في حين تنحصر سعي حركة الحماس إلى إقامة دولة تتدثر بهوية اسلامية، تحكمها الشريعة، وتعاليم القرآن. وهذا التباين في الآديولوجيتين، في الواقع خلف تطوراً خطيراً في نسيج المجتمع الفلسطيني، بالاختلاف الديني والاقتصادي والسياسي بين الجزئين المنفصلين من الأراضي الفلسطينية، (حماسستان و فتحلاند). بعد أن أصبح الآن العدو من الداخل، وتم نسيان وتجاهل العدو الأول الخارجي..
باختصار هي حرب بين قيم الغرب العلماني، وأخرى الاسلام الرديكالي. ومادة الاختبار هي بالطبع المؤسسات الديمقراطية التي تباهينا بها، والتي كانت نتاج الانتخابات الديمقراطية الأولى كمنوذج تحتذى في المنطقة،من جهة ومن الأخرى سكان (قطاع البؤس) غزة البالغ عددهم مليون ونصف مليون نسمة، حيث يفتك بهم الفقر والعوز، لأنّ ثمة في هذه المنطقة المنفجرة سكانياً، جيل كامل، أغلبيته الكاسحة بين أواخر عقدهم الثاني وأوائل الثالث، حيث تربي بلا مستقبل، وهذا الجيل لا يثق إلا في بندقيته، التي هي مصدر رزقه ومعيشته.
وبالتالي هناك مخاوف حادة ليس فقط من سيطرة حماس على غزة كلها، وإنما أيضا من احتمال أن تنتشر الفوضى، والتي من شأنها أن تهيئ أرض خصبة لدخول أفكار جهادية (على الطريقة العراقية) التي تأكل الأخضر واليابس.. سيما وأنّ حركة الحماس الإسلامية تمتلك القوة بمقومات الجيش النظامي الحديث، فعلى سبيل المثال تعداده يناهز (15) ألف مسلح، مكون من (4) ألوية، وكل منها مُقسمة إلى (3) كتائب التي تتفرع منها سرايا وفصائل وصفوف، على التوالي.
والأفظع من ذلك، أنّ لهذا الجيش الصغير وحدات كثيرة ومنظمة، بين المراقبة، والراجمات، والصواريخ والدوريات، وأخرى للمتفجرات، ووحدات مضادة للدبابات، وحتى أن له وحدات اعلامية وتوثيقية في الميدان، تعمل جميعها في غاية من التنظيم والتناسق. فضلاً عن أمتلاكه لسيارات حديثة، وأجهزة اتصالات عصرية، ومناظير وأجهزة رؤية ليلية، وستر واقية وأحزمة، لا بل وأكثر من ذلك أنهم مزودون أيضاً بحواسيب نقالة مع قوائم تحمل أسماء مطلوبين من أنصار غريمهم الفتح..
طبعاً كل هذا بفضل الأموال المتدفقة إليها من ايران وسوريا، فلو صرفت (الحماس) هذه الأموال التي تنفق على الاسلحة وتمنح للمسلحين المؤجرين، على لموظفين البسطاء لانتفت معاناتهم على الأقل، ولبحبحت معيشتهم، (الذين لطالما انتخبوها ليكونوا على الأقل حالهم على حال مما عليهم اخوانهم في الضفة). ولا يمكننا في عين الوقت وبأي حال، نفي الآثار العكسية للعقوبات الدولية عليها، بمنع التدفق الأموال والمساعدات إليها، والتي أتت بعواقب بغير ما أريد منها، حيث أدت إلى شلل ما تبقى من مؤسسات السلطة الفلسطينية الديمقراطية، وإلى معاقبة وتهميش الغير مقصودين بها، وهم السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني، وهم للأسف، تحملوا القسط الأكبر من تبعات تلك العقوبات الجائرة، من قبل الدول الغربية والعربية على حد سواء..
وأخيراً يبدو أن لا مؤشرات حسب معطيات الواقع، تشير إلى إمكانية إنهاء الاقتتال الداخلي الفلسطيني في وقت قريب، وإنه رغم انتصار (حماس) في معركة غزة، فمستقبلاً سيثبت بأنه عديم الأهمية والقيمة، نظراً لما يشكل اعتماد (سكان القطاع) وبشكل كبير جداً على المساعدات الخارجية التي تأتي من بعض الدول المانحة، والتي يرفضون في عين الوقت أي اتصال بحماس. سيما وأنها باتت تسيطر على الحدود مع إسرائيل التي رفضت الاعتراف بوجودها، لهذا من الصعب أن ترضى اسرائيل بوجود حماستان على بوابتها الخلفية مقابل حزب الله على بوابتها الأمامية.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة