الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهافت الامريكي

ابو الفضل علي

2007 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


اعتادت الولايات المتحدة الامريكية حينما تريد توجيه ضربة عسكرية ما تجاه دولة ما ان تقوم بعدة فعاليات في ان واحد وبحركة متوازية وعلى عدة محاور بغية الحصول على نتائج مرضية تصب في صالح طموحاتها في المنطقة مما يساعدها في اختيار اي المحاور التي لا تجعل الولايات المتحدة تسير في طريق مكلف او يؤدي بها الى الوصول الى طريق مغلق يمكن ان تتقاذفه الاحتمالات يمينا او شمالا.
الا ان المتتبعين للسياسة الامريكية ادركوا ان هذه السياسة اصبحت مكشوفة سيما وان المضاف الجديد هو الدور العربي والذي عادة ما يسمى بمحور الاعتدال المتمثل في السعودية والاردن ومصر والذي بات هو الاخر مكشوفا في انه يمثل الظل الامريكي في المنطقة والذي يسهل عملية تحرير السياسة الامريكية وذهب بعض الباحثين ان هذه الدول في خانة اسرائيل ايضا مضافا اليها بعض الدول التي ربطت شرعيتها بالخارج واللهاث وراء ارضاء السياسة الغربية في المنطقة ومثل هكذا ممارسات تقوم بها بعض الانظمة المحسوبة على العرب والاسلام تعتبر في نظر الشعوب الحرة اسلوبا رخيصا يدل على رخص المتعامل به.
على ان الطموح الامريكي ادرك انه يعاني وان هذه المعاناة ترتبت عليها اثار من قبل بعض الدول المجاورة للعراق رغم ما تقوم به ما يسمى دول الاعتدال العربي في مساعدة الثور الامريكي بالخروج من المستنقع العراقي الا انها تواجه سياسة مضادة من قبل الدول المستفيدة من ابقاء الوضع العراقي على ما هو عليه والمتتبع السياسي يرى بوضوح ما يجري من متغيرات على الساحة العراقية سيما على الصعيد السياسي والعسكري في التحالفات السياسية العراقية العربية ومحاولة ربط مصالح هذه القوى بما يسمى دول الاعتدال العربي تجري على قدم وساق هذا من جهة وتسليح العشائر في المناطق السنية وغض البصر الامريكي عن ما يسمى بالمقاومة العراقية المتمثلة بالجيش الاسلامي وطرد القاعدة هي استراتيجة اخرى يتم التعامل بها من اجل بعض السياسيين العراقيين الذين نالوا دعم من بعض الانظمة العربية لاظهار صوتهم وتمكينهم من لعب دور المتنفذ في المنطقة بعد ان تم تهميشهم الى حد بعيد من قبل القاعدة كما يطمح بعض السياسيين الامريكيية من جعل هؤلاء الصنيعة ان يلعبوا دورا سياسيا في العراق على شاكلة محور الاعتدال العربي ليكون دافع قويا تتمكن من خلاله الولايات المتحدة من تمرير سياساتها واعادة رسم الخارطة السياسية لمنطقة الشرق الاوسط الجديد ووفق هذه الرؤية الامريكية يبدو انها قادرة على الخروج منتصرة من العراق او محافظة على ماء وجهها على اقل تقدير لتتمكن من اكمال الصفحة الثانية من الصراع الامريكي الايراني الا ان هذه الرؤية هي رؤية ناقصة فالصفحة الثانية من الصراع الامريكي في الشرق الاوسط ليس بالسهولة التي تراها بعض الاستراتيجايت في المنطقة.
فضرب الاهداف الايرانية يعني نقل الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق الذي اصبح ساحة لتصفية الصراعات الدولية والاقليمية وذلك بان الاهداف الامريكية هي اهداف سهلة في العراق ناهيك عن وجود التحالف الايراني مع بعض الاجندات الموجودة على الساحة العراقية التي لم ولن تسمح بضرب اي دولة اسلامية وان كانت الولايات المتحدة الامريكية قد مضى على قتالها للقاعدة في العراق اكثر من اربع سنوات دون جدوى فاننا نرى بان صراعها مع الجهات التي لها رؤية مغايرة هي البداية الفعلية للتهافت الامريكي في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب


.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج




.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون


.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل




.. حماس توافق على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار..هل تتوقف عم