الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا حنان في التعامل مع أيتام دار الحنان

طارق الحارس

2007 / 6 / 27
حقوق الاطفال والشبيبة


هل يمكن مقارنة جريمة أيتام دار حضانة الحنان بأية جريمة راح ضحيتها العشرات من الأبرياء في تفجير إرهابي ؟
من الناحية الإنسانية، الجريمة واحدة، فهنا ضحايا أبرياء وهناك أيضا، إذ أن مَن يفجر نفسه ليقتل أبرياء لا يختلف عن الذي أوصل أيتام دار حنان للأيتام إلى الحال الذي أظهرته الصور التي عرضتها وسائل الإعلام العراقية والعالمية.
لا نختلف على ذلك مطلقا، لكن بودنا التطرق هنا إلى الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام مع هذه المأساة.
قبل ذلك لابد لنا من تسليط الضوء على قضية مهمة يعاني منها الشعب العراقي ألا وهي قضية معاناته من ضعاف النفوس من أبنائه هؤلاء الذين ساهم النظام السابق في صناعة شخصيتهم التدميرية ، المجرمة ، المرتشية التي لا هم غير اشباغ رغباتها العدوانية ، الشريرة وهم ، للأسف الشديد كثر .
من المؤكد أن هناك العديد من وسائل الإعلام كان هدفها تسليط الضوء " إنسانيا " على هذه المأساة كي تنتبه الحكومة العراقية والوزارة المختصة ( وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ) بالذات لوضع الحل الأمثل لمعالجة هذه المشكلة الكبيرة .
في الوقت نفسه فان هناك العديد من وسائل الإعلام تعاملت مع هذه القضية تعاملا " سياسيا " هدفه التحريض ضد الحكومة العراقية، إذ أنها حملت رئيس وزراء الحكومة بالذات مسؤولية هذه الفاجعة، بل طالبت إحدى القنوات الفضائية من خلال برنامج خصصته لتسليط الضوء على مأساة دار الحنان للأيتام حكومة المالكي بالاستقالة فورا.
قناة فضائية أخرى استضافت عراقيا مقيما في بريطانيا قال: إن هذه المأساة لو حصلت في بريطانيا لقدمت الحكومة استقالتها فورا.
من المؤكد أن ما قاله هذا العراقي صحيحا، نعني لو حصل ذلك في بريطانيا لقدمت الحكومة استقالتها فورا، لكن السؤال هو:
هل من الممكن أن يحصل مثل هذا الأمر في بريطانيا ؟
نجزم أن ذلك لا يحصل ، مطلقا ، في بلد مثل بريطانيا لأن ظروف المواطن البريطاني ، نعني الموظف في دائرة حكومية ، أو غير حكومية ، تختلف اختلافا كبيرا عن ظروف المواطن العراقي ، إذ أن هذا البريطاني لم يعش مثل العراقي تحت نير الدكتاتورية والظلم والاضطهاد أكثر من ثلاثة عقود التي ساهمت في صناعة شخصية إجرامية ، مرتشية ، لا هم لها إلا إشباع رغباتها العدوانية دون النظر إلى أي حالة إنسانية .
لقد تمكن النظام السابق من قتل الروح الإنسانية لدى الموظف الحكومي نتيجة الحصار المدمر الذي كان يعامله به ، إذ كان هذا الموظف يتقاضى راتبا لا يتوازن مطلقا مع متطلبات الحياة اليومية مما دفع بعضهم للتلاعب بأوراق وظيفته من أجل الحصول على مصدر آخر مع راتبه أو دفعه لقبول الرشاوى وغيرها .
نحن هنا لا نبرر فعلة هذا الموظف، بل المجرم الذي اقترف هذه الفعلة النكراء، لكننا نقول أنه لا يمكن المقارنة ، مطلقا ، بين بريطانيا المستقرة سياسيا ، واقتصاديا ، واجتماعيا ، وثقافيا منذ عشرات السنين والعراق الذي عاش تحت سلطة الديكتاتورية لأكثر من ثلاثة عقود .
على أية حال ، نحن نعتقد أن مأساة دار الحنان للأيتام قد استغلت من قبل أطراف عديدة استغلالا بشعا ليست له علاقة بالحالة الإنسانية المريرة التي كان يعاني منها أيتام هذه الدار الذين هم بحاجة إلى رعاية واهتمام وحنان ولا دخل لهم بالصراع السياسي الدائر رحاه بين الحكومة والأطراف المعارضة لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا




.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس