الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابله مع الفنان عبد الستار البصري في احدث اعماله المسرحيه

رحاب الهندي

2007 / 6 / 26
الادب والفن


عبد الستار البصري لرحاب الهندي : مسرحيه تحت الصفر استفزتني لأعود شابا!
لم يكن المسرح الوطني كعادته يوم الاثنين الموافق 2007/5/7، يعج بالفنانين ومراسلي الفضائيات والمصورين. فلم يكن الحضور مكثفا، وذلك بسبب اعمال الصيانة العامة لمبنى المسرح الوحيد المتبقي في بغداد


لكن في صالة في الطابق العلوي، كان فريق عمل تحت الصفر يتدرب برغم الجو الخانق في الداخل، وبرغم الاطلاقات النارية وصفير سيارات الشرطة والحرس في الخارج. في آخر لقطات التدريب جلست معهم، وكانت جلسة غير اعتيادية لحوار جماعي قد يكون مخالفا للحوارات الفنية الاخرى، فحوارنا كان اشبه بورشة عمل قد ضمنّا نحن الاربعة، موافقا لورش العمل المسرحية التي يقوم بها المخرج عماد محمد والفنان عبد الستار البصري والفنان يحيى ابراهيم كان ثلاثيا منسجما تمام الانسجام منذ بداية قراءة النص المسرحي الذي كتبه ثابت الليثي، وعلى امتداد بروفات امتدت لاكثر من اسبوعين وتستمر يوميا برغم معاناة الوصول وقطع الطرق!
كان بودنا لو التقينا كاتب النص حتى يكتمل العقد، لكنه لم يكن متواجدا.
بدأ الحديث انسيابياً عن وضع الفنان الاجتماعي وقيمته الحضارية والفنية ولمعان اسمه ونجوميته لاحد الادوار المميزة. فهل من الممكن ان ننسى ادوار عبد الستار البصري المختلفة في المسرح والتلفزيون والاذاعة؟.
وحين ذكرته بدوره الرائع في مسلسل (عالم الست وهيبة) تحدث بألم وحزن قائلاً: انه كان دوراً مرسوماً باسلوب درامي مميز وتوفقت انا تماما في ادارته، واستطعت ان اكسب النجاح الفني لابعاد هذه الشخصية الا انني خسرت اجتماعياً وبصورة مؤلمة. نحن ياعزيزتي وللاسف الشديد وان كنا شعبا صاحب حضارة الا اننا لسنا اصحاب مدنية في الفن. لغاية هذه اللحظة، اسمع تعليقات تؤلمني عن هذا الدور لدرجة انني كرهته.
وتزعجني نظرة المجتمع بشكل عام لنا كفنانين وممثلين هذه هي الحقيقة التي يجب ان نعترف بها. ان الفنان العراقي لا يقدره الجمهور بشكل عام.
وللخروج من دائرة الالم التي سكنت البصري للحظات ادرت لغة الحوار قاتلة: ها انت تعود للمسرح بعد غيبة طويلة. هل استفزك النص؟.
اجاب: منذ القراءة الاولى للنص اعطيت موافقتي الفورية للمخرج. فعلا استفزني النص، قدم لأفكاري رؤى جديدة من حيث الموضوع والتمثيل. شعرت انه يختصر حياتي الانسانية ليس على الصعيد العام. انه يختصر الحياة العراقية على مدى الايام الماضية والحاضرة ورؤية للمستقبل، النص برغم ما فيه من عبثية ومن مسرح اللا معقول. فيه منطقية حياتنا الهاربة من اصابعنا.
هذا العمل المسرحي الجديد اعاد لي نغمة فرح وانتظار الصبح حتى ينبلج لأحضر للمسرح واتمرن لأشعر بنشوة غريبة، وباستعجال وتركيز على التمارين.
اضافة الى سبب آخر هو الانسجام الروحي بيني وبين عماد محمد ويحيى ابراهيم. وهما الشابان الرائعان وانا الذي اشعر بينهما اني مازلت شابا برغم تجاوزي الستين!
نحن كما قلت لك في ورشة عمل، نقاش وتمارين وإتفاق على تغيير موقف او جملة او حركة. وهذا سر من جماليات التجريب في المسرح.
وهنا تدخل المخرج عماد محمد قائلا: هذا عملي الرابع في التجريب للمسرح العراقي. واستطيع ان اقول انني وصلت الى درجات متقدمة ومتجددة في هذا العمل واكرر ان التجريب في المسرح العراقي تأسس على نتاج فردي وليس على نتاج جماعي. لذا تجدين كل فريق يقدم شيئاً مختلفا ضمن سياقات جديدة ورؤى مختلفة. نحن الان نعمل كفريق واحد في نقاشات متعددة وتغييرات نتفق عليها.
إذن لا توجد ديكتاتورية مخرج.
واجاب الثلاثة اجابة واحدة. لاأؤمن. واضاف عماد: انا كمخرج لا اؤمن بهذه الديكتاتورية. صحيح وضعت التصور العام للخطة الاخراجية لكن معي ممثلاً رائداً وممثلاً شاباً اثبت قدراته ونجاحاته لذا من السهولة ان يقدم كل منهما ما يشعر انه قد يضيف للحركة او النص.
لا تنسى ان الممثل شعلة المسرح وهو الذي يزيد توهجها فلو لم يكن مقتنعا بخطة المخرج لا يمكن ان يقدم شيئا مميزا.
وهنا تحدث يحيى ابراهيم قائلا: برغم جمالية النص بكل ما فيه الا اننا اثناء التدريبات واندماج كل منا بشخصية حيث اقوم بدور الشاب الهارب من مكان انفجار ليلتقي بعجوز يجلس في مكان ما غير ابه لما يحدث ويدور حوار بيننا ( هو المدة الزمنية التي يقضيها الشاب مع العجوز) حيث يكتشف ان العلاقة بينهما علاقة انسانية فيما بين الماضي المتعب الذي وصل الى مرحلة عبثية وبين تطلعات لمستقبل الشاب افضل برغم كل شيء!.
وتنعكس شخصية كل منهما على طريقة الحركة والايماءة والتمثيل. وقد وجدنا اننا في كل تمرين نضيف شيئا على هاتين الشخصيتين والذي ساعدنا على تلك الاضافات هو الانسجام الرائع بيننا!
ثم اكمل عبد الستار البصري الحديث قائلا:
برغم اداء شخصية العجوز الا ان ما اقدمه ليس فيه من الكهولة شيء فانا ارقص واغني واركض بحيوية شاب. نقدم في هذا العمل حداثوية المسرح من حيث التركيز على لغة الجسد وعلى روح النكتة المبكية، او التراجيديا التي تجعلنا نضحك حزنا. كل هذا نظرا لحالة الاستلاب التي يعيشها العجوز وهو يقدم صورة واضحة لتاريح مدينة مستلبة بمدينتها وحضارتها مركزا على الموروث الشعبي.
وعن لغة النص المسرحي اجاب البصري:
مفارقة طريفة في هذا النص انه باللغة العربية الفصحى، لكننا غلفناه بالروحية العراقية وهذا شيء جديد لم يقدم المسرح من قبل ان نتحدث بالفصحى بأداء شعبي وروحية شعبية راقية حتى وهي تستخدم بعض مفردات الشتيمة! وهنا المفارقة الفنية التي ينجح فيها الفنان.
اي كيف يستطيع توظيف الموقف والمفردة من موقع يضيف للشخصية وللعمل ولا يسيء اليهما.
ويتابع البصري قائلا: اريد ان اؤكد على حقيقة وهي ان النص الجيد يجدد خلايا الفنان.
وان هذا العمل اعادني الى اكثر من عشرين عاماً من الطموح والنشاط وتذكرت مسرحيتي ناس وناس الذي اخرجها فخري العقيدي.
ان غياب الفنان على خشبة المسرح تقتل فيه أشياء كثيرة وتشعره وكأنه في غيبوبة. هذا العمل حفّز لديّ كل مواهبي وطاقاتي. استفز في داخلي كل آليات الممثل الشاب الذي يؤدي دور عجوز وليس العكس. لذا اتمنى ان يحضر كل زملائي هذا العمل واتمنى ان يعرض اكثر من يوم ليشاهده الجمهور.
وان كان الحديث ممتعاً جدا مع فريق عمل مسرحية” تحت الصفر “ الا ان الجو المشحون بالحب والثقافة والامل والتطلع وذلك الحماس الجميل لديهم شعرت ان الصفر قد تلاشى تماما لتصل حرارة الانفعال الانساني لهؤلاء الفنانين الى المائة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال