الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة الرابعة من فوق الانقاض

صباح سعيد الزبيدي

2007 / 6 / 28
حقوق الانسان


صديقي الوفي ..

يبدو ان تعزيز وبذر الفتن الطائفية والعرقية بين أبناء العراق وخلق اوضاع غير مستقرة فيه عن طريق سياسة "فرق تسد" وطمس الهوية الحضارية والثقافية والوطنية لشعب العراق وإضعاف انتمائه الوطني والقومي والديني هو الخيار الافضل لقوى الاحتلال لتعزيز وجودها وضمان مصالحها مادامت اللعبة بيدها وتوفير المبرراتلإطالة أمد احتلال البلاد من قبل الأمريكيين.

ومن هنا تبرز صورة المشهد الحزين الخارق لكل القيم والاعراف الانسانية ولكل مقولات الحرية والديمقراطية المقنعة والمزعومة كوصفات مسمومة للشعوب المغلوبة على أمرها في سلسلة الكوارث الوطنية المتتالية في العراق منذ وقوعه في قبضة الاحتلال لان الغزاة جلبوا القتل والدمار والاستعمار والعار، لعراق الحضارة والتاريخ والأصالة.

اما بخصوص مايتعرض له اخوتنا من المسيحيين في العراق من حملة بشعة وظالمة و جرائم يرتكبها بحقهم قتلة لاذمة ولادين ولاضمير لهم لأن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم : ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)).

اود ان اقول لك ياصديقي ان الجميع مستهدف من قبل قوى التطرف الديني وفرق الموت الطائفية التي عززت وجودها قوات الاحتلال المدعومة من قبل القوى الصهيونية الحاقدة لأن هذا كله تم بإشراف وعلم وموافقة هذه القوات سواء الأمريكية أو البريطانية، لذلك يجب ان نحمل الاحتلال المسؤولية الكبرى عن كل ما يجري في عراقنا الجريح وبالاخص المسؤولية الأخلاقية والقانونية باعتبارها قوات محتلة عما يجري للعراقيين وبكافة اطيافهم من حوادث القتل الجماعية على الهوية والهجمات المتبادلة على مساجد سنية وشيعية وكنائس ومعابد وسفك الدم العراقي أو ترويع الآمنين أو انتهاك بيوت الله .

أن نظرية المؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة وبالتعاون مع القوى الصهيونية تهدف لتقسيم البلاد وإشعال حرب أهلية و تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي بهدف ترسيخ احتلالها للعراق و لشغل العراقيين في أعمال قتالية طائفية بين الطوائف والمذاهب المختلفة بعيدا عن مخططاتها و قواعدها العسكرية في العراق و آبار نفطه التي وضعت يدها عليها .

وهنا يبرز سؤال ماذا كسب العراقيون من الاحتلال والتقسيم الطائفي؟

وهل يمكن إقناعهم اليوم بأن الوجود الأمريكي يمثل ضرورة قصوى لإعادة الاستقرار في البلاد وبناء الديمقراطية المزعومة.

الكل يعرف ياصديقي ان الغزو تم لمصالح أمريكية وصهيونية وليس لخير الشعب العراقي لان الاحتلال خطط منذ البداية لإغراق الشعب العراقي في مستنقع حرب أهلية طائفية تمزّق وحدته الوطنية وخلق حالة من التوتر الطائفي داخل العراق تزداد احتقانا مع مرور الأيام. ولا ينكر احد ان المخابرات الامريكية والبريطانية والصهيونية متورطة بنسبة كبيرة جدا فى اثارة هذه الحرب.

وان المحاصصة والنسب الطائفية في تشكيل الحكومة وقوات الأمن العراقية قد أثر سلبا على شعور العراقيين بالوحدة.

لقد كانت قرارات بريمر بعد احتلال العراق قرارات جاءت لتؤجج نار الطائفية على أرض الواقع عندما اعتمد المحاصصة الطائفية أصلاً في بناء الدولة العراقية؛ فأنشأ مجلس الحكم الأول بناء على هذه المحاصصة الطائفية، بعدها جاء الدستور ليجذّر التوجّه الطائفي في مرحلة تالية، ثم قامت إيران باستغلال الوضع الطائفي في العراق عندما أمدّت بعض الهيئات والأحزاب و الأشخاص بالسلاح والأموال، وأغرقت الجنوب برجال مخابراتها، وساعدت على التطهير الطائفي في بعض الأماكن كذلك القوى الارهابية التي وفدت الى العراق من بلدان عربية وإسلامية عديدة ، والتي تتبنى نهجاً تكفيرياً وعنفيا يتعارض مع المبادئ والقيم الدينية والأعراف الإنسانية .

وان المحاصصة والنسب الطائفية في تشكيل الحكومة وقوات الأمن العراقية قد أثر سلبا على شعور العراقيين بالوحدة.

لذا يتطلب من الجميع ادانة كل الأعمال التي تمارس باسم الدين والتي تستهدف المدنيين الابرياء من العراقيين. وادانة كل عمليات التخريب أو التدمير التي تتعرض لها المساجد ودور العبادة في العراق .

ان الخروج من عمق المأساة العراقية ومستنقع الدم والفتن الطائفية يأتي عن طريق نبذ العنف والعنف المضاد، والتعويل على سير العملية السياسية والأستماع لصوت العقل من قبل جميع الاطراف المتناحرة واتباع الجميع لغة الحوار الوطني.

واذكر الجميع بهذه الاقوال المقدسة لسيدنا المسيح علية السلام:

5: 9 طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون

10: 28 و لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم

اخيرا ياصديقي فاني ادعوك وادعو كل الشرفاء من ابناء العراق الجريح ان نوقد شموع المحبة والتآخي والامل والسلام ولندعو ليل نهار من الرب وبقلوب يملئها الايمان والرحمة أن يحفظ عراقنا العظيم وشعبنا المظلوم من كل فتنة ومن كل عملية غدر يراد بها تفريق كلمته وتشتيت وحدته الوطنية وان يحل الأمن والاستقرار في ربوعه الزاهية.


* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?mode=blog&category=226565








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية