الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهنم نحن وقودها

مجدي السماك

2007 / 6 / 26
القضية الفلسطينية


لا شك بان حقائق التاريخ و السياسة للشعوب لا تتحقق بالاتكال على الغير ، خاصة إذا كان هذا الغير هو أمريكا ، التي تتميز بالعداء المحكم للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة المكفولة من الشرعية الدولية " نظريا " . لكن أمريكا التي مولت الكثيرين ممن رشحوا أنفسهم للانتخابات الفلسطينية الأخيرة هي هي أمريكا التي وقفت على رأس جبهة التصدي لنتائج هذه الانتخابات بالتنكر لها و العمل على إجهاض نتائجها كخطوة ضرورية و لازمة للقضاء على الديمقراطية الفلسطينية كمقدمة لدفن المشروع الوطني الفلسطيني بأيدي أناس قبلوا أن يكونوا ألعوبة بيد أمريكا ورابطوا في الخندق المعادي لشعوبهم ، تحت يافطات و شعارات مختلفة .
يستطيع أيا كان رفض الحسم العسكري من قبل حركة حماس في قطاع غزة .. و هي خطوة عسكرية وليست سياسية ، بمعنى أن حركة حماس لم تدعي إقامة حكومة جديدة ولم ترفض الحوار و لم تفصل الضفة الغربية عن غزة .. إن الذي فصل غزة عن الضفة جغرافيا هي إسرائيل التي نلهث للقائها .. هي إسرائيل التي أفرغت المشروع الوطني الفلسطيني من محتواه السياسي إلى محتوى خدماتي و إنساني ، وما زالت مواكبة على بناء الجدار العازل والمستوطنات بكل وقاحة وعنجهية . إن الفصل السياسي الذي يخشاه الجميع يعتمد على القرارات والخطوات السياسية التي يتم اتخاذها .. من هو الذي يتخذ القرارات الداعمة لهذا الغرض ؟
وهنا لا بد من سؤال آخر : هل تشكيل حكومة طوارئ و رفض الحوار مع حماس يمنع فصل غزة عن الضفة ؟ هل نقل الجوازات من غزة إلى الضفة يمنع هذا الانقسام أم يكرسه ؟
و ما هو العمل لمنع هذا الانفصال ؟ و هل يمكن منع الانفصال دون الجلوس مع حماس وحوارها والتوصل معها إلى تفاهمات جدية وحقيقية ؟
أعتقد أن عدم تطبيق كل الاتفاقات السابقة مع حركة حماس ، وعدم إصلاح منظمة التحرير بما في ذلك إشراك حركة حماس بها ممكن أن يعالج المشكلة وينقذ قضيتنا الفلسطينية .. و لا اعتقد أن الخلاف مع حماس على وزارة أو كرسي أو منصب هنا وهناك .. سواء في الحكومة أو في منظمة التحرير اكبر من خلافنا مع إسرائيل و أمريكا .
لذلك أقول بضرورة إصلاح حركة فتح صاحبة النضال العريق و الطويل .. والتي بدونها سنضيع ويضيع مشروعنا الوطني الفلسطيني .. هذا الإصلاح الذي كان من المفترض أن يبدأ فور الهزيمة السياسية الأولى في الانتخابات التشريعية السابقة .. وعدم الشروع بهذا الإصلاح هو الذي حقق الهزيمة العسكرية الثانية في غزة بسقوط مواقع السلطة المحصنة .. وأود الإشارة إلى حقيقة أن الذي هزم مرتين ليس حركة فتح بمعناها الحقيقي النضالي وحاملة شعلة الحرية و المشروع التحرري بكوادرها الأبية وجماهيرها الصابرة و المعطاءة .. إنما هي هزيمة من هو مهزوم داخلها قبل الانتخابات وقبل إطلاق أي رصاصة .. هزيمة من هو غير فتحاوي داخل حركة فتح .
لذلك أري ضرورة الجلوس مع الإخوة في حركة حماس- و هو مطلب لها - بعيدا عن المناكفة التي لا حاجة لنا بها ، و لا وقت لدينا لخوضها .. و بدء حوار جاد كي نؤسس لمرحلة نضالية جديدة تستطيع إنقاذنا جميعا من الضياع الذي قد نذهب إليه بخطى حثيثة ، سواء كنا ندري أو لا ندري .. والبدء فورا بإجراء الإصلاحات داخل المنظمة و داخل حركة فتح .. و إلا فان جهنم سوف تبتلع الجميع .. جهنم نحن وقودها و بنا تستعر نارها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله