الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القهر و الاعتباط في الواقع العراقي-الجزء الثاني

وليد الحيالي

2003 / 9 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


                                                                                                                                                                أ.د.وليد الحيالي/
                                                                                                         


بعدما نشرت مقالتى الموسومة -القهر و الاعتباط في الواقع العراقي  كتب لي العديد من الاصدقاء والزملاء طالبين الاستمرار في تدوين الواقع المر الذى عشنا بة ولا نزال لتتعلم منه الاجيال القا دمه ماذا يعني القهر داخل و خارج امبراطوريه  الخوف .وكأ ن الهدف  منه هو سحق المواطنه وتهيئته لواقع مخطط له من قبل اسيادالنظام الحالي. وهنا دعونى أبين لكم لماذا تركت العراق وذلك في منتصف السبعينا ت من القرن المنصرم حا ملاً كل همومي وأحزاني وأمالي و مبادىْ  أمنتها  وحرصت على عدم التفريط بها أما م أصرار الجلاد الذى يطاردني لاْنتزاع ما أحلم به ولتلويثي بما يوْمن به.نعم تركت خلفي وطن وأحلام وأسرة  يحذوني أمل بعراق حر ديمقراطي لا يذل به المرء ولا يها ن أو يقهرو يسحق كما يحلو للحا كم او أفراد أسرته أو أبناء حاشيته  ......أو رجا لهم و كلابهم في الحزب الواحد الذي تحول الى  ظهيراً لرجا ل الشرطه و المخابرات هدفه تجميد الشعب وتحويله الى قطيع  في مملكه الراعي.كم هم مسا كين هؤلاء الذين أنصاعوا وراء لعبه الراعي طمعاً  في منصب او مركز او نعمهً .......ولم يدركوا أن سلطا ن الموت في أمبراطوريه الشك والتخوين سوف يحرق كل أخضر ويحول أنصا ل سنا بل الحنطه الىحصا د لم يرويه مطر .
 
 لكن  رغم خروجنا  مرغمين ألا ان معاناتنا لم تنتهي فالجلاد يطاردنى أينما حللنا. كيف لا والسفارات العراقيه تحولت الى اوكار مخابراتيه   ليس لرصد تحركا ت أعداء الوطن والامه  فهم اعداء للترويج والاستهلاك الاعلامي ليس إلا.السفارات العراقيه تدفع الاف الدولارات لكل من يقدم معلومة عن شرفاء الوطن من معارضي النظا م.وهناك الاف المرتزقه الذين يتطوعون من أجل الحصول على غله السلطا ن. وهم ذاتهم اليوم يملؤن الدنيا صراخاً ويتهجمون على أبناء العراق بحجه الدفا ع عن العروبه وامتها .كل هذا مختزلاً لديهم بجلاد العراق ممثلاً بدولارات العراق.فتحيا القوميه العربيه ودولارات نفط العراق .والموت لشرفاء العراق وشعب العراق ولتحيا دولارات العراق.نعم هولاء هم انفسهم وجدتهم بعد سنوات منتشرون في الاردن وغير الاردن يمارسون نفس لعبه الارتزاق ايها .لكن بدائرةً أوسع فاليوم اصبح كل عراقي خارج الوطن هدفاً لهم . أه  يا عراقي كم أنت عظيم وطيب دماء اباك وأجدادك شهدائك عبر التاريخ لاْجل نصرهً ابناء عمومتك وهاهم يردون جميلك بطريقه شالوم أو السح الدح أمبو أو وطننا أولاً.
 نعم اذا كانوا قبل قرنين ونيف يتجسسون علينا حينما كنا طلاب علم في الجا معا ت الاوربيه  الغربيه أو الشرقيه  منها، يسرقون رسا ئلنا و يصورون دفا تر محا ضراتنا ويتقصون أخبارنا. ويندسون وسطنا ، ويسا همون في الاعتداء علينا و يخربون أحتفالاتنا ، كنا نبرر أفعالهم بأ نهم ثله ضاله اجبرتهم ظروفهم الاقتصاديه الصعبه وأغوتهم الشعارات الزأئفه .وكان يقين الكثير منا بانه سو ف يأ تي اليوم  ويعون حقيقه الزيف و خطل مراهناتهم . لكن ما با لهم وقد أنجلت الامور وأتضحت ألصوره.

فهم كا لرأسماليه  يتجددون ويجددون أنفسهم للخروج من ازماتهم فيصلهم حساب الارباح والخسائر من قوائمهم المالية دائماً جانب الايرادات لديهم يفوق جانب المصروفات، وصافي ارباحهم خلاصة معاناة وقهر وظلم وسحق وامراض والم ( 22) مليون انسان. وهكذا فإن عالم هؤلاء هو عالم المكاسب، أناس يسيرون بأقدار البؤس من نفوسهم ومن الحياة ، بعضهم يحترف التهريب وتجارة المخدرات وفئة اخرى الاخبار والتجسس لتنال لقمتها مغموسة بالدم ومنغصة بالندم والألم والتبكيت. فليس ثمة من تباين بين المومس وحفار القبور والمخبر، الا في المهنة، وهم جميعاً، رمز للانسان الذي وجد عالماً بلا رحمة ولا الفه، فيجد ذاتهه، فجأة، كالوحش القديم لا قبل له بالاغتذاء ألا من لحوم الاخرين والارتواء الا من دمائهم، متنكراً للقيم، متجراً بها تجارة توهمه بالربح وتنزل به افدح خسارة. وشعب يموت كل يوم، كما قال أمير شعراء التحريض مظفر النواب :
                                 
                                    أدين بموتك مقبرة حولي بتفسخ فيها الاحياء
                                     أدين بموتك
                                     أزياء التاريخ وقاعات المؤتمرات
                                     وعرض النظريات الاشياء
                                     أدين بموتك
                                     عهر الشارع
                                     يقرأ فيه فاتحة وتثاؤبتين على الشهداء
                                     أدين بموتك
                                     لكن الصمت يغض على قلبي       








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران