الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم في جريمة الانفال دروس وعبر

بدرخان السندي

2007 / 6 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تعد الانفال اهم واخطر جريمة منظمة ومقصودة في تاريخ الابادات البشرية وبرغم التعتيم الاعلامي الذي كان يطوق ويحجز بين عمليات الانفال والعالم فان ما من جريمة الا وان تكتشف اجلا ام عاجلا فكيف بجريمة استهدفت الالاف من البشر كبارا وصغارا ذكورا واناثا.. استهدفت اناسا مدنيين واستهدفتهم في قراهم ومزارعهم ومهما حاولنا ان نصف وحشية الجريمة فان هذا الوصف لايبلغ ما بلغته وقائع المحاكمات والصور والشواهد والشهود والمقابر الجماعية التي اعلنت على الملأ.
اننا هنا نود ان نشير الى اكثر من مسألة هي من تداعيات جريمة الانفال والاحكام العادلة التي صدرت بحق المجرمين امس. واول هذه الامور اننا نعتقد ان جريمة الانفال ما عادت خافية على احد ولذا فاننا نعتقد ان الضمير العربي والاعلام العربي مطالب اكثر من ذي قبل لان يقول مقولة حق في هذا الذي حدث وبحق اقرب شعب الى الشعب العربي جغرافيا وتاريخيا.
ان القضية الكوردية قضية واضحة لانها قضية شعب طالب بحقوقه المشروعة الانسانية وكان ان عومل باقسى وافظع اشكال التعامل العسكري وباسلحة محرمة خرج الكورد منها بمجموعة رهيبة من المقابر الجماعية، ولذا فاننا نعتقد ان اي سياسي او مفكر عربي او مسلم لاتهزه مثل هذه الجريمة لانعتقد انه مخلص لعروبته او لاسلامه، اذا ما تبنينا ايا من المعيارين القومي او الديني.
اما الامر الاخر فاننا نعتقد ان المحاولة في جر او تعميم مصطلح الجيش العراقي او ان الانفال كانت باسم العراق ومن اجل العراق فاننا نقول نحن الكورد كنا ومازلنا نحتفل بيوم تأسيس الجيش العراقي (6 كانون الثاني) واننا نرى ان ما تم من تسخير القوات المسلحة العراقية في العمليات العسكرية لابادة الكورد لايمت بصلة الى مفهوم المؤسسة العسكرية العراقية في منظور شعبنا العراقي بعربه وكورده والا سيصبح الجيش خصماً للشعب سواء في عمليات الانفال او ما حدث في جنوب العراق، فهذه المؤسسة لم تأت ولم تؤسس لابادة ابناء الشعب العراقي بل للذود عن الوطن، وما التعاون والعمل المشترك اليوم بين قوات البيشمركه وقوات الجيش الا صورة من صور المفهوم المشترك بين الشعبين العربي والكوردي لمعنى القوات المسلحة العراقية ونحن الكورد طوال نضالنا كنا نعادي نظما جائرة وليس المؤسسة العسكرية لذاتها.
واخر ما يمكن قوله من تداعيات المصير الذي واجهه رؤوس ومهندسو عملية الانفال سيئة الصيت ان هذه العملية وما جنته من استنكار عالمي هز ضمير العالم ستكون بدورها الدرس الامثل لكل من يفكر مستقبلا ان يعالج قضية سياسية او قومية محقة، بطرق لا انسانية وحشية، بل سيبقى الاسلوب السياسي والحوار هو السبيل الامثل لحل كل المشكلات لاسيما تلك المشكلات القائمة على حق سليب لشعب مهضوم الحرية. لقد كانت المحكمة التي اضطلعت بمحاكمة قضية الانفال صورة من صور التآخي العربي الكوردي ولانعني بهذا اي شكل من اشكال الانحياز القضائي فالمحكمة كانت على درجة عالية من الموضوعية والدقة والتدقيق لكننا نقول ان قاضيا عربيا وهيئة ادعاء عربية يقاضون اناسا من بني قومهم اعتدوا بكل وحشية على ابناء الشعب الكوردي العراقي مسألة يسجلها التاريخ بحروف وضاءة لصالح العراق ويخفف الكثير من جراحات شعبنا الكوردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا