الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أي زمن آت سنتعلم من هؤلاء!

وئام ملا سلمان

2007 / 6 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


خبر كما باقي الأخبار التي نسمع ونرى، والتي ما لنا سوى متابعتها عبر شاشة التلفزيون ، كالعادة نترقب ونرقب مشاهد الدمار والخراب ،إذ لا يخلو منها العراق ليوم واحد ، ومن ضمن هذه الأخبار كان خبرا يحمل نكهة أخرى وطعما لابد من التلذذ به في زمن المرارة الشاملة ، كانت تغطية إخبارية عن جامع في الريف الإنكليزي ، لم يتم تشييده فوق ارض فارغة ، بل هي كنيسة ، نعم كنيسة تم تحويلها إلى جامع وبموافقة بلدية المدينة التي هي جزء من بريطانيا التي يعتنق سكانها الديانة المسيحية ،بعد تقديم طلبات لها من عدد من المسلمين بالحصول على مكان عبادة لهم وقد تم عرض لقاء مع أفراد من أهل المنطقة التي ستتحول به الكنيسة إلى جامع وكانوا يتكلمون بكل عقلانية وهدوء ، تعالوا نتصور الأمر معكوسا في العراق أو في أي دولة من دول العالم الإسلامي فما الذي سيؤول له الأمر وما هي النتائج وكم من التنديدات التي ستختلف بأساليبها ! ربما هو خبر لا يـأخذ حيزا من الانشغال بحيثياته لدى البعض وهناك من يعتبره نتيجة لقصور في الرؤيا لديه ، يعتبره فوزا وانتصاراً لأمة الإسلام التي وصلت واجتاحت الريف الإنكليزي الذي كان أهله ينتظرون ساعي البريد في العربة الناعسة على بعد ميلين ينتظرونه مستبقين لقاءه ، حاملا لهم جديد شارل ديكنز في القرن التاسع عشر ، ويفرح من يفرح بالجامع الجديد ناسيا العقل والتفكير الذي وصل له الريفي الإنكليزي والذي لم تعد الكنيسة له شيئا مقدسا كهيكل وبناء ، بينما هناك ممن يعيش في قلب لندن من المسلمين المثقفين وأهل الفكر تراه يناضل بل يستقتل من اجل الدفاع عن مذهبه ، وفي العراق قائمة ٌ حرب القباب والمساجد ،يحاصرها دخان الله من نار المذاهب حين تشتعل .

تصورت الأمر مقلوبا وان هناك مسيحيين عراقيين وفي الريف العراقي المسلم ويرغب هؤلاء المسيحيون في ممارسة طقوس عبادتهم تحت سقف كنيسة هم من يقوم ببنائها ، كيف سيكون الموقف وما ستكون ردود الأفعال ، هي تساؤلات ليس إلا واعرف مسبقا إنها محض خيال ولكن موضوع الكنيسة التي ستغدو جامعا بالريف البريطاني وفي زمن يـُهدَد به مسيحيو العراق بالموت إن لم يشهروا إسلامهم أو يدفعوا الجزية وكذلك يتعرض كل من يعتنق ديانة أخرى لذات الوجع ، وتمارس عليهم مختلف الضغوطات مما اضطر الكثير منهم اللجوء إلى مغادرة العراق وهم أهل العراق قبل دخول الإسلام له ،لا بسبب القتل المشترك والذي يتعرض له الإنسان العراقي بالتفخيخ والأحزمة الناسفة ، ولكن جراء اعتداءات تحمل خصوصيتها عليهم مستهدفة وإياهم تحديدا .

في بلادنا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تم مساس أي صرح ديني رغم احترامي لكل الصروح الدينية ، ولكن أن تـُنتهك الطفولة و يـُقتل الإنسان وان تتعرض قدسيته التي لا تضاهيها قدسية فوق الأرض متمثلة بمصادرة حرية الرأي والفكر والعقيدة ، حتى لاحقت هذه الانتهاكات حرية العمل فصار الحلاق معرضا للموت لان اللحى لابد لها أن تـُطلق وان تكون الوجوه واجمة مكفهرة ، وكل من يعترض على ما يدور يكون تكفيره سهلا ، إنهم لا يريدون لنا أن نفكر لأنهم لا يفكرون ولا يريدون لنا أن نعيش لأنهم موتى يمشون على الأرض ، لا يحبون الجمال لأنهم يحملون قبحا في سرائرهم .

كنت أتمنى أن يرى الكنيسة التي أضحت جامعا كل واحد من هؤلاء ، عسى أن يكون بينهم من يرعوي ويخجل مما يرى .ويترك أهل كنائس العراق آمنين ويكفيهم شره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت