الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجرة العقول العراقية المفكرة

صبا النداوي

2007 / 6 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العالم يتقدم ويتصارع مع الأيام في عصر نهضة وتطور والعراق مثقلا بجراح تتفطر لها القلوب وتغص لها الحناجر اقتتال وعنف وتفجيرات وهرب الكوادر المتخصصة خارج العراق حرصا وخوفا على حياتهم يهدمون حياتنا ويزرعون الفتن بيننا ويسرقون كفاءاتنا و ينتقدوننا تلفزيونيا وعالميا هل سيأتي يوم يصير فيه حسرة على العراقي التمتع بالعلم والدراسة وهل سيعود إلى العصر الحجري إنها تأملات تصدع الرأس حيث يأسف كل من قرأ تاريخ العراق الحافل بالعلوم والمعرفة واطلع عليه من قريب أو بعيد وهو يرى هذا الموت البطيء للعلم والتكنولوجيا فالعالم يحظى بفرص كبيرة في التقدم والتنمية ونحن نحظى بفرص كبيرة في النحيب والحزن والهجرة ومغادرة بلادنا ..

صار علمائنا الان متقاعدين في حقول الإنتاج العلمي والمعرفي بسبب التهديدات والأوضاع المتردية لقد كان العراق ربيعا مزهرا جميلا اخضرا في التاريخ الوسيط على مدى ثمانية قرون متتالية، فيما هو الآن خريفا أصفر قاحل منذ خمسة قرون وحتى اليوم وهي عمر التاريخ المظلم والرأسمالي و صارت بغداد مدينة للأشباح بعد إن كان عاصمة للعلم والمعرفة أين حمو رابي ومسلته التي علمت الدنيا القوانين أين حضارة بابل وآشور وسومر أضاعت مع ضياع العراق أم سيعمل المحتل على دفن كل هذه المعالم الكبيرة ودفن المتعلمين تحت وطئه الظلم والضياع صارت مدننا أرياف نائية تعيش على أطراف التاريخ العالمي بعيداً عن مواقعه المركزية،غيب المثقفين والعلماء والكوادر الشابة وزادت الصراعات والأزمات ضد المتعلمين والعلماء وصار للغربيين التحكم بمصائرنا وتحديد إمكانياتنا وحرمان المثقف من نشر ثقافته لنشر ثقافتهم فقط وطمس معالم الثقافة العربية والتاريخ العربي تلك هي البلدان الغربية عواصم صنع القرار السياسي الدولي تحدد الأوضاع في البلاد لعربية تماشيا وقياسا مع مصالحها الرأسمالية الأنانية التي تتعارض ومصالح التقدم التاريخي لعموم المجتمع البشري . الأمر الذي ينعكس في واقع التخلف السياسي للوطن العربي معبراً عن نفسه بظاهرات عديدة، لعل أخطرها التبعية السياسية والتجزئة القومية والاستعمار الأجنبي لبلدان وأراضٍ عربية واسعة.

فهل سيخرج العراق من التاريخ وتكتب هذه الايام على صفحات تاريخ مظلم تقراها الاجيال اللاحقة ام سنخرج من هذا الظلم والتبعية وننهض بحضارتنا لكتابة تاريخ مشرق نخط فيه اسماء المفكريين والعظماء من ابناء العراق العظيم ؟

فلنجتمع ضد هذا الاستعمار الفكري المضاد للعلم والعلماء ونوقف هجرة عقولنا المفكرة الى خارج البلاد ولنكن حزمة متراصة وهاجة تنبع من عهد الحضارات وتستمر الى نهاية البشرية والخلق لنصنع مستقبلنا بيدنا ونبقى نوقد شعلة العلم والثقافة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية