الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشهاد مسرح بهو بلدية الناصرية

رياض سبتي

2007 / 6 / 27
الادب والفن



في زيارتي الاولى لبلدي العراق في العام الماضي بعد ان مزقته حرب التحرير وبالاخص الى مدينتي الناصرية , فجعت بحجم الكارثة الهائلة التي حلت ببناية بهو بلدية الناصرية , رغم انني شاهدت بعض اللقطات عبر القنوات الاجنبية في الايام الاولى من الحرب وكيف كانت ألسنة النيران تلتهم هذا الصرح الثقافي ومعه كانت ذكرياتي تحترق ايضأ, فهو الوحيد الذي كنت احتفظ له بذكريات نقية وصافية لارتباطها الوثيق بقدسية المكان ذاته الا وهو مسرح البهو الذي حملنا مذ كنا صغارا وتربينا على خشبته وكبرنا وتعلمنا منه اصول المسرح لا بل اصول الحياة ذاتها ومعنى الفن .

هذا المسرح لم يبق منه اليوم الا الركام ولم يسلم من الدمار حتى الحائط الخلفي الذي كان شاهد ا على ذكرياتنا انا والصديق الفنان الرائع علي بصيص الذي كان برفقتي السنة الماضية لزيارة مسرح البهو قبل ان يفقد هذا الفنان قدمه بسبب مرض السكري ,
اقول ان هذا المسرح الكبير قد تحول الى ركام مأساوي من الذكريات التي لم يستطع قصف التحالف او الاحتلال ان يمحيها رغم التصريحات الطريّة والمعّلبة بأرق القنابل الذكية .
ان هذا الصرح سيبقى شاهد حقيقي على الديمقراطية الهمجية التي طالت مسرحا بريئا كان اهل المدينة يعترونه رمزأ من رموزهم المقدسة اسوة بالرموز الدينية الاخرى ومتنفسهم الوحيد ضد الطاغية من خلال اعمالهم التي حملت طابع الترميز .

مشاهدة اولى لهذا المكان تبين حجم الدمار الهائل الذي حل باقدس بقعة في المدينة , تلك البقعة التي لا يوجد مثقف او شخص عادي الا وكان قد زارها او اصبح جزءا منها اما باشتراكه في عرض مسرحي او لمشاهدة عرض سينمائي او لحضور احتفال ما .

اصبحت هذه البقعة تعيش في ذاكرتنا الى الابد مع شخوصها من الفنانين والادباء الذين وقفوا على خشبتها المقدسة ابتداء من الشهيد سمير هامش ومنير العبيدي واحمد موسى واياد حامد وجعفر الحداد وبهجت الجبوري وعبد الكاظم ابراهيم ويقظان الدرويش وعدنان عبد الصاحب ومحمود الغزاوي وكاظم العبودي وزكي عطا وكاظم الركابي وزيدان حمود والمرحوم جمال كامل و حسين الشنون وسعدية الزيدي وامل خضير ونعيم عبد مهلهل وحسين القيسي وحسون الشنون وانوار عبد الوهاب والشهيد وليد حسن والمرحوم داخل حسن وحسين نعمة وجبار ونيسة وناصر حكيم وستار جبار وثائر خضير وعلي بصيص ورائد سيف والمرحوم مهدي السماوي وفليح خضير الزيدي وجبار وناس وحسن العامل وجواد ساهي وسلام جيجان ومحمد مخلص وثامر فرهود وحافظ ابراهيم وسمير عامر وعبد الحميد الصائح وسعد شهاب و حازم ناجي ومحمد مبدر وسهيراحمد الصراف والفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة وحسن الخياط وفتاح حمدان وموفق كاظم وسامي كاظم وكريم عبيد واحمد الحفناوي وابراهيم سبتي , وعازف الكمان الشهير عبود عبد العال ونظير جواد والفرقة السمفونية الوطنية العراقية ورعد جليل وشاكر وناس وياسر البراك وثابت عطوان وكريم محمد عاشور وماجد الهلالي ومطشر عبد الرزاق و علي الهلالي وياس خضر واكرم التميمي وعواد جاسم وخلود ابراهيم واقبال حامد وميمونه هادي وفرقة البصرة للتمثيل و حميد منصور ورياض سبتي و عبد الحسين عبد الرزاق وهيثم الجاسم ويوسف البصري ووجدان رحيم و كريم داوود وعهود مكي وعلي الشطري وطالب مطشر الشطري وعمار سيف وليلى فالح والشهيد محمد جاسم القصير وغالب فالح و الفرقة القومية للتمثيل (بغداد) وسامي قفطان لافتتاح فيلم ( النهر ) وشيخا المسرح الفنان عزيز عبد الصاحب والفنان عبد الرزاق سكر .
ان الحركة المسرحية في الناصرية اذا اريد ان يؤرخ لها فلن يكون هذا التأريخ بمعزل عن تاريخ مسرح البهو الذي شهد تقريبا نصف العمر الزمني والفني لها اذا لم ناخذ بنظر الاعتبار مسرح ثانوية الجمهورية القديم , وان ايا من فناني المدينة وادباؤها لا يمكن ان يكون تاريخه الشخصي او الفني خالي من اسم هذا المسرح سواء كان هذا في عرض مسرحي او امسية موسيقية او امسية شعرية .

اليوم ونحن نودع هذا المسرح الى مثواه الاخير بعد ان استولت عليه الاحزاب الدينية القادمة من ظلام التاريخ ( رغم الدمار الكبير الذي حل به ) استولت عليه بحجة تحويله الى جامعة الصدرين, نقول وداعا لهذا الصرح الشهيد ونطوي صفحة مليئة بالانجازات الفنية العظيمة التي كانت تعرض من على خشبة هذا المسرح الذي فرض حضوره الثقافي على ابناء المدينة وتاريخهم الذي ما زالوا يتباهون به وداعا ايها المسرح , وداعا ايها البهو , وداعا ايها الشهيد .
مسرحي عراقي
الولايات المتحدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا