الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أسوار الحد ّ- للشاعرة التحررية فروغ فرخزاد

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2007 / 6 / 27
الادب والفن


عادت الآن، في هذه الليلة الساكنة،
أسوارالفصل،
أسوار الحدّ ،
لتنمو مرة أخرى ،
مثل الحشائش ،
لكي تصبح حارسا على مزرعة عشقي.

و الآن تقوم فوضى المدينة مثل سرب أسماك مرتبكة بمغادرة ظلمات شواطئي ،
الآن تنفتح النوافذ مرة أخرى في لذة تماس العطور المنتشرة.

الآن تقوم الأشجار في البستان الغافي بالانسلاخ عن جلودها،
و لا تتوقف التربة عبر آلاف المنافذ عن جذب ذرات القمر الدائخة للأعماق.

تقدّمْ مني الآن!
استمع ْ إلى خفقات العشق المضطربة ، التي تنتشر مثل ضربات طبول الأفارقة،
في صيحات قبيلة أعضاء جسدي !
إنني أشعر ،
إنني أعرف أية لحظةهي لحظة الصلاة،
فالآن ستتضاجع النجوم كلّها.
أنا بجنب الليل، أهب ّ ُ من نهايات النسمات،
أنا متكئة على الليل،
أتهاوى بضفائري الثقيلة كالمجنون في راحتيك،
وأقدّم الأزهار الاستوائية من المناطق الدافئة الفتية هديّة إليك.

تعال معي!
تعال معي إلى تلك النجمة!
إلى تلك النجمة التي ظلت بعيدة منذ آلاف السنين عن تجمد التراب و نواميس الأرض البالية،
حيث لا يخاف أي واحد من النور.
أنا أتنفس في الجزر العائمة على الماء،
أنا أبحث عن وصلة من السماء الواسعة
خالية من تراكم الأفكار الوضيعة.

ارجع معي ! ارجع معي!
إلى ابتداء الجسد،
إلى مركز معطر لنطفة ما،
إلى لحظة خُلقت ُ فيها منك.

ارجع معي !
فأنني دونك أبقى غير مكتملة،
الآن تطير الحمائم من قمم صدري ،
الآن فراشات القبل الهائمة بين رموش شفاهي غارقة بالتفكير بالهروب،
الآن محراب جسمي يهم بالقيام بفعالياته.

عد ْ معي
فأنا لا أقوى على الكلام ،
لأنني عاشقة،
ولأن كلمة " أحب ّ" تأتي من عالم العبث و التهرؤ و التكرار.

ارجع معي !
أنا عاجزة عن الكلام.
فدعْني أحمل ُمن القمر، متكئةً على الليل!
دعني أمتلئ من قطرات المطر الصغيرة،
من القلوب الفتية،
من فضاء الأطفال الذين لم يولدوا بعد!
دعني أحبلُ،
لعل عشقي يصبح مهد َ ميلادٍ لعيسى آخر !

من مجموعة " تولدي ديگر" .. ميلاد آخر

ترجمة: حميد كشكولي

‏26‏/06‏/2007

*** ولدت الشاعرة الراحلة فروغ فرخزاد في عام 1935 في طهران ، وكانت الابنة الثالثة من سبعة إخوة.
نشرت أولى مجموعاتها الشعرية التي تحمل عنوان " الأسير" في عام 1955 و احتوت 44 قصيدة ، "تعرضت لانهيار عصبي في عام 1955 و أدخلت لمصحة نفسية ، و تركت إيران إلى أوروبا في رحلة استغرقت 9 شهور في عام 1956 و أصدرت مجموعتها الثانية في نفس العام تحت عنوان " الحائط " و أهدتها لزوجها السابق ، كتبت فيلما وثائقيا " المنزل أسود " عن مستعمرات المصابين بالجذام و حازت على العديد من الجوائز في عام 1962، أصدرت منظمة اليونسكو فيلماً عنها مدته 30 دقيقة في عام 1963 ، رحلت في 14 فبراير 1967 اثر حادث سير.

أعمالها:
1- الأسير 1955
2- الحائط 1956
3- الثورة 1958
4- البيت أسود فيلم 1962
5- ميلاد آخر 1964
6- "دعونا نؤمن ببداية فصل البرد" 1965 نشر بعد رحيلها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح


.. عيد ميلاد خيرى بشارة.. بصمات سينمائية مميزة وقدم عمرو دياب و




.. ما هو المسلسل أو الفيلم الذي لا تمل من مشاهدته؟.. الجمهور ير


.. الفنان أيمن عبد السلام ضيف صباح العربية




.. الكوميدي أم التراجيدي؟.. أقرب الأدوار إلى قلب الفنان أيمن عب