الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة التخلف

فاضل فضة

2007 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قد نغترب لأزمان طويلة عن واقع مضطرب، وقد يغترب فصيل كبير من المثقفين في اوطان رمزية يحلمون بها. المسألة ان النهر الكبير تيار مسيطر عليه بقوانين الإستمرار. فلا إعلام حرّ حقيقي في شرقنا الأوسطي، ولا يمكن ان يكون موجوداً، طالما ان الحرية الحقيقية وليست المزيفة الو المقننة تتناقض مع مصالح المؤسسات في استمرارها او بقائها في رسالة قلقة مترددة مازالت خارج زمنها.
والمزيفون يعبثون بعقول الأجيال الجديدة جملة وتفصيلاً، غير مقتنعين أم مؤمنين بما يكتبون، وإن اقتنعوا بما يومنون، فإنهم غير قادرين على الفصل بين التقليد وما هو مطلوب من الأفضل لحياة الفرد في بلادهم. إنهم جزء من هذه المجتمعات الغير قادرة على مسائلة تاريخها وماضيها بأمانة الباحثين، إنها معضلة اسميتها ثقافة الزيف المستمر إلى يومنا هذا.
قد يكون الأمر ان نبحث في الأساسيات "سياسياً" على الأقل، بعيداَ عن اسقاط صورة ما، على واقع آني، او حدث ما، ضرورة للبعض الذي فضل ومازال يفضل الصمت على الكلام، تيمنا بالقول إذا كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب. لكن الحقيقة ان اي مجتمع يحتاج إلى اصوات فاعلة تتحدث بالحقائق من اجل الأفضل، وليس من اجل البقاء على منبر أو استمرار على صفحات وسيلة اعلامية.
المسألة الكبرى هي ان الندرة تحاول، لكنها غير مسموعة، ومستهجنة ومهاجمة من كمٍّ كبير لا يعرف من معنى البحث العلمي، والمصداقية إلا غريزة محمومة من الدوافع، تصب في نزعة مجتمعية نحو المصالح الشخصية، عبر تجمع سياسي معين، او اجتماعي، أو غيره. وكأن الكاتب حالة خاصة خارجة عن نسق التقليدي العام ، الذي مازال يصارع في كهوف مظلمة، مكبل بقيود متراكمة تاريخياً واجتماعياً ودينياً، وعليه ان يخرج من ظلمته إلى عالم آخر، معاصر، بحثاً عن حرية حقيقية يمارسها، لا خطاباً يلقيه او خطوطاً يكتبها.
إنه العالم العربي المريض، في سياسييه، واحزابه، في انظمته المتخلفة المكررة بدائية في قرون لم تتغير محتوياتها من فصل ديني ومذهبي وعرقي. إنه عالم كان يتيماً لقرون متعددة بإسم خلافات اسلامية، حكمهم بها الغرباء. واليوم وبعد فك عرى تلك الخلافة الأخيرة "العثمانية"، استورد البعض ماكان موجوداً في بلاد النهضة آنذاك، ليكرروا نفس المآساة، منذ مالا يقل عن قرن من الزمن، بغلاف تاريخي، كان ومازال القاسم المشترك الأول في أي عمل سياسي. فالكل كان ومازال بحاجة إلى واجهة سياسية ما، لا يهم محتواها أو اسمها او معادلاتها. لإنها بالنسبة إليهم، تؤدي في النهاية إلى نظام مشابه لما كان عليه الحكم الإسلامي في القرون الماضية. لذا وكما هو موجود اليوم وفي أي نظام عربي، فإن المفاهيم الحقيقية والمعايير السليمة للعمل السياسي ستبقى غائبة. ليس عن الحكومات الحالية في معظم البلاد العربية، بل حتى في هيلكية الأحزاب المعارضة، الغريبة عن عصرها ايضاً بطروحاتها الضبابية، وإن كانت شعاراتها ايضاً خلابة.
تحدثت مع احد المثقفين الذين لهم اسم وباع كبير على المستوى السوري والعربي سائلاً اياه المشاركة في تجمع ثقافي جديد، يتجاوز قضية السلطة والمعارضة، بهدف تعريف ماهية العمل السياسي المعاصر، والعمل على دعوة كافة الأحزاب السياسية إلى تبني اطراً ومفاهيم جديدة، تتناسب والعصر ومفاهيم الديموقراطية الكاملة، وليس صناديق الإقتراع فقط. فأجاب بما يحبط، ان الكثير أو معظم العاملين في الحقل السياسي، لهم مصالحهم ورؤاهم. وكأنني فهمت ان الزيف يجب ان يستمر في الأداء السياسي لحكومات تعمل باشكال تقليدية تاريخية عفنة، أو ان البديل يجب ان يكون مثل تلك الموجودة مع بعض التجميل، وإن كانت الشعارات ايضاً جذابة، اي واجهات أو كليشيهات لا تختلف عن سابقاتها.
سيبقى العالم العربي مضطرباً تلعب به معطيات مصالح الدول الكبرى، يتعرض بين حين وآخر إلى اعصارات جغرافية وسياسية، ادواتها محلياً النزعات البدائية في خلافاتها الحادة، أو المتطرفة في القتل الأعمى في اقسى صوره، والتهجير الجماعي اللا إنساني، كما هو حاصل اليوم في العراق، وكما يبدو ان المستقبل قد يحمل صوراً سوداء اخرى في جغرافيات عربية اخرى ليس بالبعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عالم مغربي: لو بقيت في المغرب، لما نجحت في اختراع بطارية الل


.. مظاهرة أمام محكمة باريس للمطالبة بالإفراج عن طالب اعتقل خلال




.. أكسيوس: مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على توسيع عمليا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين ب




.. مئات المحتجين يحاولون اقتحام مصنع لتسلا في ألمانيا.. وماسك ي