الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تريد عزل سوريا رغم ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما

خالد ديمال

2007 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت الأعوام الأربعة الأخيرة توترات بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية،وكثير من المحللين الاستراتيجيين يعتبرون دعم واشنطن لإسرائيل ،واستمرار احتلال الجولان ،واحتلال العراق،زيادة على مقتل الحريري،من بين أسباب التوتر،بما أعقب دلك من عقوبات ضد سوريا ،تتعلق أساسا بالحصار الاقتصادي-العقوبات المصرفية بخاصة-، وما تبعها من عقوبات أخرى موازية ،كحظر توقف الطائرات السورية بأمريكا ،وهو ما دفع الحكومة السورية إلى اعتماد اليورو بدل الدولار ،واستيراد التكنولوجيا الروسية –الطائرات بخاصة-، والاستغناء في مقابل دلك عن التكنولوجيا الغربية. خاصة وان الخزينة الأمريكية باتت تمنع أي تعامل مع المصرف السوري،بحجة تمويل سوريا للإرهاب،رغم أن رقم هده المعاملات يصل إلى 270مليون دولار أمريكي،بالنسبة للصادرات،و70مليون دولار كواردات،وبدلك ،وبحسب رأي المتتبعين،انتقلت سوريا من الضغوطات الخارجية إلى ما أصبحت تطلق عليه بالممانعة الداخلية.
هدا ويعود قانون محاسبة سوريا إلى سنة 2003 ،وهو تاريخ صدوره ،وهو جزء من مخطط،لايستهدف سوريا وحسب ،ولكن يهم المنطقة برمتها،بهدف تشكيلها من جديد،خاصة وأن أمريكا تربط إعادة التشكيل هاته إلى نقطة مركزية –الجغرافيا- أطلقت عليها محور الشر،وربطت فيه سوريا بإيران وحزب الله اللبناني.
لكن ما حقيقة هدا الكلام؟، وهل بدلك تسعى أمريكا إلى تكرار النموذج الليبي، من خلال فرض العزلة على سوريا؟..
إن أغلب المحللين الاستراتيجيين رأوا في دلك تعبيرا عن غاية،بل أهدافا سياسية أمريكية في المنطقةـ،خاصة وأن سوريا تعتبر حضنا دافئا للمقاومة،بل ممولا رئيسيا لهافي المنطقة ،من حيث توظيفها في الصراع ضدا في المخططات التي تشارك فيها الإدارة الأمريكية،وحليفتها إسرائيل،وهي مستهدفة لهدا السبب،في اللحظة التي تشهد المرحلة في عمومها تقدما في العدوان على الشعوب العربية، بل موقف تصعيدي في السياسة الأمريكية تروم صد كل من يقف ضد الهيمنة والتفرد في العالم.
هدا في الوقت الذي تؤكد فيه جهات سورية رسمية أن العقوبات الأمريكية عليها لم تصل بعد إلى مستوى تهديد استقرار سوريا،ولو أنها تؤثر ،لكن هده التأثير ضعيف،بل أكثر من دلك تؤكد سوريا،أنه من الممكن تجاوز هدا التأثير من خلال الإرادة المشتركة لاستمرار العلاقات الإقتصادية بين البلدين،من خلال رفع حجم التبادل،والدي يفوق حاليا المليار ليرة سورية. معتبرة أن سوريا لها دور في حل العقدة،وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تسميه ب- الهذيان الأمريكي- .
فهل هي تطبيق لنصيحة ديميس روس،أي:" انتهاج سياسة العصا والجزرة مع سوريا؟"..
كثيرة هي المواقف السورية التي تعتبر نفسها من خلالها أنها واضحة في سياستها مع أمريكا ،معتبرة أن هدا الوضوح هو جزء من قوتها،فيما تسميه ب"المبادئ الثابتة" المرتكز في أساسه على العمق العربي المندمج بالزخم القومي الإسلامي،وهدا ما يجعلها، بحسب سوريا، مستهدفة من طرف أمريكا،وبشكل واضح أيضا، ورغم دلك يؤكد الموقف السوري، أنه رغم كل هده الضغوط،فإن أمريكا لا تستطيع تجاهل سوريا، بل حاجتها إليها تسير نحو المطلوب، أو ما تسميه هي ب "بالسلام العادل"، وهو ما تفسره الزيارات المكثفة – رسمية / وغير رسمية- لدمشق، كان آخرها زيارة رئيسة مجلس الشيوخ الأمريكية ، الديموقرا طية "نانسي بلوسي"، رغم أنه ليس هناك موافقة لسياسة وإدارة بوش بشأن إعادة رسم المنطقة.خاصة وأن سوريا ،يؤكد السوريون، أنها باتت حريصة على توجه اقتصادي جديد ،أكثر انفتاحا،و باعتراف الأمريكيين، من خلال تنويع سلة العمولات الإحتياطية ،ما يؤكد دلك ،بحسب السوريين، استمرار العمل بنفس العقود المبرمة بين الشركات الأمريكية وسوريا –فيما يتعلق بحجم الإستثمار في النفط والغاز-، بالرغم من تأثيرها السلبي على سوريا ،يؤكد نفس الموقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو