الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوامة قصور الهواء

جهاد الرنتيسي

2007 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كونت الحياة السياسية العراقية بعض الملامح خلال السنوات التي اعقبت الاطاحة بالنظام السابق ، فهي تتقدم ببطء حركة السلحفاة ، وفي مدارات دائرية اقرب ما تكون الى الحلقات المفرغة .
والجدل الدائر حول التفاصيل الدقيقة ـ التي يفترض ان يكون قد تم تجاوزها منذ سنوات ـ يترك مجالا للتعامل مع ما راكمته السنوات الماضية باعتباره "قصورا في الهواء " لا اساس لها على ارض الواقع .
فالاجواء المحيطة بالحراك السياسي اليومي لاطراف المعادلة السياسية العراقية توحي بالاقتراب من ازمة حكم جديدة تعيد البلاد الى حالة الارتباك التي تشهدها كلما حان استحقاق اختيار رئيس للسلطة التنفيذية .
وهناك اكثر من مؤشر على ولوج الطبقة السياسية الحاكمة في العراق دوامة الصراع على اختيار خلف لنوري المالكي .
فلم يعد ممكنا تجاهل عدم الرضا الاميركي عن النتائج التي حققها المالكي خلال وجوده في الحكم .
ولا يحتاج اكتشاف فشل رئيس الحكومة العراقية في تحريك عجلة المصالحة الوطنية وبسط الامن الى كثير من الرصد والتحليل .
ومثل هذه النتيجة حولت المالكي الى عبء على الادارة الاميركية والائتلاف الشيعي الذي اوصله الى رئاسة الحكومة مما يتطلب من الطرفين اعادة النظر في بقائه على سدة السلطة التنفيذية .
فقد تجاوزت المؤشرات الاميركية التذمر من المالكي بوصول الامور الى تحديد الرئيس جورج بوش ايلول المقبل سقفا زمنيا لانجاز قوانين عجز رئيس الوزراء العراقي عن تمريرها .
كما تطمح واشنطن الى التهدئة بين انقرة وبغداد من خلال حكومة عراقية قوية تستطيع ضبط المناطق الحدودية .
ومن غير الممكن تجاهل توقعات القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى همام حمودي برحيل الحكومة الحالية خلال شهرين .
وربما كان عادل عبدالمهدي قيادي الائتلاف الطامح لخلافة المالكي اكثر وضوحا بوصفه للحكومة بانها فاشلة ومنتهية الصلاحية .
والواضح من خلال تعاطي رموز الائتلاف الشيعي ان طموحها الراهن ينحصر في القيام بمتطلبات التغيير ، مع ضمان الخروج ببعض المكاسب الفئوية، و تجنب الانزلاق في خلافات قد تبدد مكتسبات المحاصصة الطائفية .
وفي هذا السياق جاء الاجتماع المفتوح الذي عقده المجلس الاسلامي الاعلى لمدة يومين .
وترافق الاجتماع مع تسريبات تفيد بتشكيل المجلس الاعلى امانة مشتركة مع حزب الدعوة .
ودفع المازق المجلس الاعلى وحزب الدعوة الى البحث عن ما وصف بمبادئ وطنية عريضة مع الحزبين الكرديين الكبيرين تحت شعار دعم الحكومة وتفعيل مجلس النوب .
واللافت للنظر ان تحالفات " الرمال المتحركة " المبنية على القلق من فقدان المكاسب الفئوية تتجاهل عدة نقاط من بينها عدم امكانية الاستمرار بحكومة عاجزة عن احداث تقدم في ملفي الامن والمصالحة الوطنية .
وتجاهل هذه الحقيقة لا يعني غيابها عن كتلتي التحالف والائتلاف بقدر ما يعكس تمسكها بالوضع الراهن الذي يتيح للاحزاب القومية الكردية والمذهبية الشيعية فرصا لا تتوفر في ظل وجود حكومة قادرة على دفع عجلة ترتيب البيت العراقي بالشكل الذي يضمن وحدة العراق .
الا ان ذلك لا يعني بطبيعة الحال تطابق حسابات الائتلاف والتحالف مع الحسابات الادارة الاميركية التي يهمها خفض كلفة العنف الذي يطال قواتها في العراق .
ويتطلب التماشي مع الرغبة الاميركية ترتيبات قد يكون من بينها التعامل مع المالكي باعتباره " كبش فداء " يمكن تقديمه الى المذبح الاميركي ومواصلة الدوران السلحفائي .
والمعلومات المتداولة في الاوساط العراقية المطلة على خبايا المشهد تدور حول صفقة بين الائتلاف والتحالف قد تنتهي بترسيم عبدالمهدي رئيسا للحكومة مقابل المساعدة على ضم كركوك الى الاقليم الكردي .
ومن غير المستبعد ان تخرج مثل هذه الصفقة الرئيس بوش من مازقه مع الكونغرس ـ ولو لبعض الوقت ـ الا انها لا تغير آلية حافة الهاوية التي تتحكم بالاداء السياسي العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما