الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطاعون الطائفي

عواطف عبداللطيف

2007 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عاشت في عائلة لا تعرف التفرقة الطائفية لم تكن تعرف نفسها شيعية ام سنية الى ان وجهت لها احدى صديقاتها سؤال في المدرسة ذات يوم وعندما عادت الى البيت سالت والدها فقال لها سأجيبك انك سنية ولكن لم تسألين هذا السؤال اخبرته بأنها سؤلت عن ذلك ولم تعرف بم تجيب فقال لها ان سألك احدا مرة ثانية قولي له انا مسلمة
عاشت وتربت على هذه المبادئ وكبرت وتخرجت من الجامعة وتقدمت الى طلبها لأبنهم احدى العوائل الصديقة الشيعية لم تفكر كلتا العائلتين بأي شئ وتزوجت ومرت الايام
وحدث ما حدث للعراق وبدأت الجلسات العائلية وتجمع الاصدقاءتفتح محاور للنقاش عما حدث بالعراق وشيئا فشيئا اخذ النقاش وينحى منحى اخر والعصبية تسيطر عليه وبدأ الخلاف يدب ولولا عقلهم وثقافتهم وحسن تربيتهم لأدى الخلاف الى الانفصال

سكتت قبل عدة ايام مطرقة لتقول في مثل هذه الضروف وفي كل ما يحدث بالعراق ارى من الافضل ان تتزوج السنية من سني والشيعية من شيعي لكي لا تحدث المشاكل

هذا هو فعلا ما ارادوا تحقيقه وزرعه لتفتييتت العراق لقد اصابوا الهدف في الصميم من اجل تقسيمه

لقد جروا العراق الى منحدر كبير عندما زرعوا بذرة التفرقة عن طريق النسب المئوية والمحاصصات الطائفية وهم صامتين مطأطأي الرؤوس فرحين بما يحدث وهم يرون أن المحتل يزرع بذور التفرقة والشقاق منذ أول خطوة خطاها في تأسيس مجلس الحكم العراقي الى نسب الوزارات والبرلمان العراقي والمستويات العليا لصنع القرار والوفود المغادرة والمؤتمرات التي تتم
وأمام العالم والشعب يتكلمون عن الديمقراطية فأي ديمقراطية هذه ديمقراطية الأحزاب والتعصب الطائفي لأنهم باسم الحرية والديمقراطية زرعوا الطائفية والعنصرية وتشبث عديمي الكفاءة بالكراسي وعلى أساسها تم السماح للمليشيات بان تشمر عن ساعديها لتزرع الدمار وتحصد الأرواح وتجعل من نزيف الدم انهارا والكل يتفرج والعراق يذهب ألى منزلق الهاوية

نعم الكل مسؤول عما حصل من تفشي هذا الطاعون بعد أن زرعوا بذور الطائفية والعنصرية في النفوس وسقوها بالمياه الأمريكية ليصبح وباء من الصعب السيطرة عليه يسري ليفسد النفوس ويقضي على ما تبقى من رواسب طيبة فاخذ الجار يخبر عن جاره والصديق يبلغ عن صديقه والأخ يطعن أخوه عن طريق تبليغ أحدى المليشيات لتقتص من المقابل لقاء مبلغ من المال لتنفيذ العملية وهي تدمر أسرا وتهدم بيوتا وتكثر من الارامل وأفواه الجياع

واخرها ما حل في مدينة سامراء العزيزة على السني والشيعي مزار الجميع من تدمير ما هو الا اشعالا لفتيل الفتنة لتعقبه عملية لحرق الجوامع والمزارات ويقتل الواحد الاخر ليتسنى لهم تحقيق الهدف الذي احتلوا العراق من اجله تحت ستار الشعارات الزائفة التي يرددونها وخوفهم على العراق بعد ان احرقوه واججوا السنة الهب واشتد اوار نار التفرقة ليحرق في طريقه كل شئ جميل ويهاجر من يهاجر ويقتل من يقتل على الهوية ويختطف من يختطف ليدفع الفدية المفروضة بعد ان يبيع كل شئ أنه الرعب الذي يعتري النفوس وألم يقطع الأوصال وهم كبير لا يمكن تجاوزه الا برجاحة العقل وحسن التصرف ونكران الذات

متى سيستفيق مسؤولينا من سباتهم ليعرفوا الحقيقة قبل ان يقضي الطاعون على ما تبقى في العراق من أعزة بعد ان اخذ الكثير

متى يضعوا العراق امام عيونهم

متى يعود حيدر ليعيش في نفس المنطقة مع عمر يلعب معه ويسهر معه كما كان قبل ان يقوموا بأفراغ المناطق وأجبار العوائل على الهجرة وتقسيم المناطق هذه للسنة وهذه للشيعة ومن يدخل خلاف ذلك يختطف ويقتل ويضاف الى سجل مجهولي المصير ومن أستيلاء على الدور او اقتحامها وسرقة محتوياتها والسكن فيها عنوة وأقامة الأسوار والحواجز والمطبات والطرقات تقطع والمفارز الوهمية تقاضي المارة بكل اشكال العنف والكل يتفرج والنااس تموت

ماذا يريدون هل يريدون من تزوج سنية او بالعكس ان يطلقها
او انهم يريدون ان يغيروا هوية الاب او الام
ام يغيروا اسم ام بكر الى ام حيدر وهي عندما سمتهم لم تحسب حساب لهذا اليوم
ام يريدوا للمسيحين ان يتركوا العراق
حرام ان تنتهك حرمة دور العبادة بجب على الجميع ان يفكر من يقف وراء كل ذلك ومن يريد ان يسحق العراقي ومن يريد ان يستولي على خيرات العراق ومن يريد ان يكون العراق مكانا لضرب الدول الاخرى لنعرف من يقوم بكل هذه الاعمال ليدمر العراق ونصحوا ونوقف كل واحد عند حده

ايها السادة الافاضل
يامن انتخبكم الشعب وتمسكون بزمام الامور والعراق يسير نحو الهواية

لا تدعوا الكرسي يسيطير عليكم وعلى افكاركم فكروا بالعراقي كعراقي ليس كسني او شيعي او مسلم او مسيحي او صابئي او يزيدي

العراقي الذي عاش وترعرع وتنفس عبير العراق وشرب من مياه دجلة والفرات
حققتم هدفكم فزتم بالكراسي سواء أكنتم أهلا لها ام لا ولكنها ضربة الحظ واستغلال الفرص وسوء التقدير وحصلتم على الأمتيازات ضعوا الله امام عيونكم
وانظروا الى ابناء الشعب العراقي وخذوا مثالا لأبناء العراق من مختلف الاعمار شبابا وشابات ممن كانوا متراصين على ملعب مدينة الحسين الرياضية في لقاء العراق مع ايران فهل تستطيعون ان تفرقوا من بينهم من هو السني ومن هو الشيعي ومن هو المسيحي او المسلم او الصابئي ومن هو العربي او الكردي او التركماني الكل صوت واحد يد واحدة يحملون العلم العراقي ويرددون عراق عراق هتاف تقشعر له الابدان وتسيل له الدموع مع كل ضربة لاعب من لاعبي العراق وهم لا يعرفون لمن ينتمي هذا اللاعب ليبرهنوا على اصالة معدنهم
فهل حرام علينا ان يكون هذا على ملعب الشعب الدولي في وطننا في بلدنا العزيز العراق لتعود الايام الجميلة ايام الحب والصفاء والنقاء

حرام والله ما حل بالعراقي
حرام ان تهجر العوائل وتترك بيت العمر بيد الغير يعبثون به او يستولون ويسرقون محتوياته
حرام ان يسأل العراقي على الحدود هل انت سني ام شيعي ويعزل على هذا الاساس ليعاد الى العراق
حرام ان يترك الشاب المثقف بدون عمل ليشغل مكانه الفاشل المحسوب على الطائفة التي تدير ذلك المكان

أصحوا ايها السادة

اعيدوا للعراق اسمه وكرامته ومكانته وحقه
انقذوا العراق والعراقيين
ازرعوا الحب وصفاء النية بينكم ومدوا اياديكم لبعض لكي تستطيعوا ان تزرعوها بقلوب ابناء الشعب لان البذور النقية عندما تروى بمياه دجلة والفرات ستكبر وتزهر وتعطي اجود الاثمار

فهل سيسمع احد ندائي قبل ان يستفحل الطاعون على كل شئ













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا