الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه هي الحل

بولس رمزي

2007 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



علي مدي اكثر اربعة عقود مرت المنطقه بتغيرات مرحليه وصلت ذروتها في في بداية القرن الواحد والعشرون وعلينا هنا مراجعه شامله لما وصلت اليه المنطقه وقراءه لمستقبل قد يكون مظلم اذا ما تغيرت المفاهيم والثقافات السائده في منطقتنا العربيه

بداية علينا القاء الضوء علي الاحداث الجاريه بمنطقة الشرق الاوسط وماهي العوامل العربيه الاقليميه والدوليه المؤثره علي هذه الاحداث ومن هم اللاعبون الرئيسيون في المنطقه :

اولا-العوامل العربيه

سعت المملكه العربيه السعوديه سعيا حثيثا من اجل زعامة المنطقه العربيه وهي تملك الكثير من الاوراق التي ساعدتها علي النجاح في تنفيذ مخططاتها وهناك علي سبيل الحصر تمتلك المملكه العربيه السعوديه ورقتين في منتهي القوه لفرض سيطرتها الفعليه علي الشارع العربي وباستخدام الشارع العربي يمكنها الضغط علي الحكومات العربيه لفرض سيطرتها عليها وتتمثل تلك الورقتين فيما يلي:

أ-المقدسات الاسلاميه
تتميز المملكه العربيه عن سائر الدول العربيه والاسلاميه بدور متفرد حيث انها تحتوي علي الاماكن المقدسه السعوديه وما لها من بالغ القدسيه لجميع مسلمين العالم الذين يتسابقون لاداء فرائضهم وسننهم المقدسه بالاراضي السعوديه من فريضة الحج وسنة العمره ومن خلال التجمعات الهائله من المسلمين يمكن نشر الفكر الوهابي بين الوافدين اليها من خلال الكتب وشرائط الكاسيت التي توزع مجانا عليهم وغير ذلك من خطب وندوات دينيه وخلافه والغرض من هذا هو نشر فكر تكفيري لكل النظم العربيه التي تتعارض مع التوجه السعودي وبالرغم من ذلك لم ينجح هذا الاسلوب حيث ان الحجاج والمعتمرون يقضون وقتا قصيرا وعندما يعودون الي بلدانهم يندمجون في حياتهم الطبيعيه ويتناسون كل ما تلقوه من محاضرات واشرطة تسجيل وكتب وراء ظهورهم

ب-البترودولار
في اعقاب حرب اكتوبر ثلاثه وسبعون وماحدث من طفره هائله في اسعار البترول مما ساعد السعوديه الي ان تستقدم المؤثرين علي الثقافه في البلدان العربيه وكان في مقدمتهم المصريين يليهم السوريين وياتي بعد ذلك الاردنيين وذلك بالخطوات التاليه:
أ-استقدام المدرسين المصريين بالالاف سنويا للعمل بالمملكه العربيه السعوديه للعمل بمدارسها والغالبيه العظمي منهم من مدرسي المرحله الابتدائيه وبمكوث هؤلاء المعلمين فترات تتجاوز الخمس سنوات بالسعوديه وباغداق الاموال عليهم يمكن للملكه العربيه السعوديه اعادة مدرسين قادرين علي نشر الفكر التكفيري بين الطلاب المصريين والعرب وقد نجحت في هذا بامتياز

ب-استقدام مشايخ الازهر الشريف للعمل بالمملكه العربيه السعوديه وباغداق الاموال عليهم امكن للسعوديه اعادتهم الي مصر أئمه ودعاة تكفيريين يشككون في كل شئ الي ان اصبح الوضع داخل المجتمع المصري في منتهي الغرابه هناك من يصوم رمضان مع السعوديه وهناك من يصوم رمضان مع مصر وكذلك الحال بالنسبه للعيد منهم من يحتفل بالعيد مع السعوديه ومنهم من يحتفل به مع مصر

ج-استقدام الصحفيين والكتاب المصريين للعمل بالمملكه العربيه السعوديه الذين استخدمت السعوديه اقلامهم في نشر الافكار التي تكفر كل من يخالف الاتجاه السعودي

د-اغراء رواد الفن المصري من مشاهير الفنانات والفنانين باغداق الاموال عليهم لاعتزال الفن حيث ان المملكه السعوديه تعلم تماما مدي تأثير الفن المصري في نشر الثقافه المصريه وما يتبعها من رياده ثقافيه في المنطقه وللقضاء علي هذه الرياده كان لابد لها من تدمير الفن المصري ونشر ثقافة تكفير الفن والفنانين ومن يقبل اموالهم من الفنانين والفنانات يعتبر تائبا من الكفر

و-قام ملك السعوديه بتعديل لقبه من ملك السعوديه الي اسم خادم الحرمين الشريفين وبربط لقبه بالاماكن المقدسه يعطي نفسه قدسيه وزعامه دينيه لجميع اللمسلمين

ثانيا- الدور الاقليمي:

لم يقبل الاخطبوط الايراني بهيمنة السعوديه علي المنطقه العربيه وبقيام الثوره الخمينيه وتحول ايران الي الجمهوريه الاسلاميه ودخولها علي خط المواجهه مع المملكه السعوديه وقد ورثت الثوره الاسلاميه في ايران من نظام الشاه الذي كان يعتبر العسكري الامريكي في المنطقه في مواجهة الاتحاد السوفيتي ترسانه من الاسلحه الامريكيه المتقدمه واتفقت الارادات حول تدمير هذه الترسانه فقد تزعمت السعوديه مايسمي بمجلس تعاون دول الخليج بدعم امريكي وتمكنت دول مجلس التعاون الخليجي هذه من استخدام صدام حسين وتمويله في شن حرب استنزافيه علي ايران دامت ثماني سنوات بدعم مالي خليجي وفير وسلاح امريكي وعندما استطاع صدام حسين من تقليص القوه العسكريه الايرانيه رغب في استغلال ذلك في الهيمنه عليزعامة المنطقه العربيه وهذا بالطبع لايرضي حكام السعوديه مما جعلها في اختلاق ازمه بين نظام صدام حسين المغرور والكويت الضعيفه مما تسبب في ابتلاع صدام حسين للكويت في ليله واحده وهنا كانت نهاية صدام حسين وكان السبب الرئيسي في هذا هو اضعاف القدره العراقيه بعدما اضعفت القدره الايرانيه حتي تنفرد السعوديه بالزعامه العربيه والاسلاميه

ثالثا-الدور الدولي
بعد القضاء علي الاتحاد السويفيتي وتفتيته الي مجموعه دويلات فقيره ضعيفه كان التحدي الاكبر للدول الفاعله في العالم هو الايدلوجيه الاسلاميه وقد عجلت احداث الحادي عشر من سبتمبر من الخطط الدوليه في المواجهه فان مايحدث في المنطقه الان من غزو غربي لافغانستان والعراق لم يكن نتيجه لاحداث الحادي عشر من سبتمبر ولكنه مخططا معد له سلفا وما احدثته احداث الحادي عشر من سبتمبر هو التعجيل بتنفيذ هذا المخطط فقط لاغير وخلال انشغال العالم باثره والمنطقه باحداث افغانستان والعراق كان الاخطبوط الايراني يستعيد حيويته ويعيد تسليح نفسه بقدره تسليحيه روسيه كوريه صينيه

رابعا – اللاعب الايراني يعود للمنطقه بقوه مستغلا انكماش السعوديه والدول العربيه حيث ان اصابع اتهام المجتمع الدولي تشير اليهم متهمة الايدلوجيه الاسلاميه بانها ايدلوجيه ارهابيه وقامت بتدعيم الشيعه العراقيين في تأجيج الموقف في العراق واغراقه في بحور من الدماء العربيه الاسلاميه ودفاعا عن المشروع السعودي السني تحت مصطلح المقاومه قامت السعوديه بدعم العراقيين السنه في مواجهة العراقيين الشيعه ونري تحت اسم الجهاد الاسلامي المقدس قد اريقت دماء اكثر مائتي الف عراقي بايادي العراقيين انفسهم في مقابل ثلاثة الاف قتيل امريكي

خامسا- التوغل الايراني في المنطقه

استطاع الايرانيين باستقطاب سوريا واخراجها من الحظيره العربيه لترتمي في حضن الاخطبوط الايراني الذي لايبخل عنها بالمال والسلاح ومن المعروف ان شعار ازالة اسرائيل من الوجود هو الشعار الذي يجيد المتاجرون استخدامه في تقديم انفسهم الي الشعوب العربيه المحبطه كأبطال وحيث ان سوريا لاترغب في اشعال جبهتها مع اسرائيل فكان لابد من صنع البطوله علي الاراضي اللبنانيه باستخدام حزب الله الشيعي الذي يسيطر فعلا علي الجنوب اللبناني المتاخم للحدود الاسرائيليه وفي حرب يوليو (تموز) العام الماضي استطاع حزب الله في الصمود امام اسرائيل علي حطام وركام لبنان بدعم ايراني عن طريق بوابة سوريا وقد نجح المجتمع الدولي في اقفال هذه الجبهه علي ايران بتمركز القوات الدوليه وسيطرتها علي الجنوب اللبناني وتهميش دور حزب الله في الجنوب ولم تياس ايران واذا بها تفتح جبهه اخري امام اسرائيل وهذه المره باستخدام منظمة حماس الفلسطينيه التي استطاعت بان تنفرد بغزه واراقة الدماء الفلسطينيه بالمئات في مجزره وحشيه وهنا لايهم ايران الدم الفلسطيني بقدر باستخدام المواجهه بين حماس واسرائيل كورقه لصنع بطوله والسيطره علي المنطقه باكملها لكن سوف تفشل ايران ايضا هذه المره لانها لن تستطيع الاستمرار في مد حماس بالمال والعتاد حيث ان حماس لايمكنها الحصول علي المال والسلاح غير عبر البوابه المصريه ومصر لن تقبل لنفسها بلعب الدور الذي لعبته سوريا مع حزب الله

اخيرا
مما تقدم هنا نشاهد كم من الدماء العربيه والاسلاميه اريقت باسم رفعة ونصرة الاسلام؟ كم من الدماء اسيلت تحت شعار "الاسلام هو الحل" هل حان الاوان بان نرفع شعار جديد يخرجنا من الايدلوجيه الدينيه التي اريقت باسمها الدماء العربيه والاسلاميه ؟ هل ان الاوان بان نرفع شعار "العلمانيه هي الحل" بالعلمانيه ينتمي المواطن الي وطنه وقوميته مهما تعددت الديانات والطوائف العلمانيه ليست كفرا وليست ضد الدين والتدين لكنها تفصل هذا الاشتباك الدموي بين الدين والسياسه بالعلمانيه يكون دور رجال الدين هو العباده ونشر الحب والسلام والتسامح بين الشعوب بدلا من دورهم الحالي في قرع طبول الحرب والتحريض علي التقاتل والتناحر واهدار دماء كل من يختلف معهم في الرأي "العلمانيه" توحد الشعوب تحت شعار قومي اما "الدين" يفرق بين افراد الوطن الواحد حسب الانتماءات الدينيه والطائفيه ياحكام العرب انقذوا شعوبكم من الدمار ووحدوهم تحت شعار "العلمانيه هي الحل"

بولس رمزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه


.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد




.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا


.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل




.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير