الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألأرهاب ثقافة وتمويلآ

عامر موسى ألربيعي

2007 / 6 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


بدأ، ما يميز خطاب الإرهاب هو إقصاء الأخر وتدميره بغض النظر عما يحمل الأخر من ايجابيات ومشروعية أإنسانية وأخلاقية ، وهي المهمة الأساسية للإرهاب ، فالفكرة يجب تحقيقها مهما كان الثمن والعنف هو الصفة الملازمة له ، بل والأساسية فهو عبارة عن تنظيم استبدادي يؤسس على مفاهيم الهيمنة والإكراه ، لايؤمن بما يمسى بالتعاون والمساواة والاعتراف بالاختلاف والتعددية .
ومن الشعارات المهمة والملاصقة لهذا الخطاب ( السيف ، الدم ، القتل ، الوعيد ) ، والصفة المميزة لحامل هذه الأفكار ، انه يثقف على أن ما يحمله هو شعلة للحق والفضيلة المنيرة لدروب العالم اجمع وغيره على خطأ ، ويجب إلغاءه وتكفيره.
وصورة التمويه والتعكز تعمد دائما على فكرة الماضي ، التراث والدين أو الإصلاح ، والتركيز على نظرية الدون أو الدونية للأخر حتى تكبر الذات بشكل غير طبيعي ومشوه فتصب غضبها على الناس بطريقة جنونية جاعلة إراقة الدماء هو الحل الأمثل لتحقيق الهدف أو الدولة المنشودة .
وهذه الأعمال الإرهابية قد تتجه بسلوكها من الدولة إلى المجتمع أو من جماعات قومية ، دينية ، طائفية ، داخل المجتمع أو البلد باتجاه الدولة.
العنف لا يولد غير العنف ، ومع الأسف دخل العراق في دوامة الإرهاب السياسي الذي اعتمد على مبدأ الطائفية والقومية من جميع الإطراف ، وما يتميز به الإرهاب الديني هو الإقصاء الحاد والدموي في اغلب الأحيان حتى ذهب البعض لتصوره النجاح في بعض المواقع المهمة وهو بواقع الحال يوسع من شدة الاختلاف والفرقة والشتات ، ودق إسفين داخل المجتمع العراقي ومكوناته.فقنوات الحوار باهتة وغير صادقة و الفرد العراقي يعلم ذلك ، لكن لا حول ولا قوة له.
المال هو احد الركائز الأساسية الذي تعتمد عليه الجماعات الإرهابية ، بل هو المحرك الفعلي لها ، يقول " بن لادن " : ( المجاهدون مع من يملك المال ) ، وهنا تسقط مقولة أو شعار الجهاد في سبيل الله عنده ولغيره ، وألا كيف يدفع العاملون والمتعاونين من هذه الجماعات من أموال طائلة ؟!!.كيف تعيش القيادات وما تملك ؟!. كيف وكم يدفع من نفقات للتدريب لشراء المعدات والآليات والأشخاص المستخدمين في العمليات الإرهابية.كيف يتم استقدام الأشخاص من الخارج وبكم ؟!.
أصبح التمويل لهذه الجماعات ليس بالعملية الصعبة ، وأخذت تمول من عدة مصادر ، فهناك ألتمويل المادي والدعم البشري و الإعلامي لذلك ، ومن أشكال الموارد الأساسية لهذه الأموال :
1- جمع التبرعات من أصحاب الميول العصابية بهذا الاتجاه أو ذاك ، حيث يتصور المتبرع أن هذه الأموال يمكن بها تحقيق مشروع الجماعة والسعي لجعل الحكم أو الدولة المنشودة حقيقة .
2- الاعتماد على أموال الفروض والواجبات الدينية التي تجمع لهذه الديانة أو تلك الطائفة ، مستعملة من قبل رجال دين لتمويل العمليات الإرهابية لا لمساعدة الفقراء والضعفاء كما سنت عليه الديانات.
3- الجمعيات الخيرية وتحت مسميات البر والإحسان ومساعدة الفقراء مثلما يحدث في أوربا و أمريكا والدول العربية وخاصة الخليجية منها.
4- أموال السلب والنهب والاختطاف وخاصة كفدية على السياسيين والشخصيات المهمة والتي تكون مبالغ كبيرة جدا ( بالدولار ) وعن طريق عدة وسطاء معروفين.
5- الإتاوة على التجار والسياسيين بل حتى على بعض الدول ، ولتصريح وزير خارجية قطر بعد سؤاله ( أن قطر تدفع للقاعدة أموالا طائلة ) ؟! ، أجاب بكل صراحة ووضوح : ( ليس قطر الدولة الوحيدة التي تدفع للقاعدة بل جميع دول الخليج العربي تدفع وذلك لدفع العمليات الإرهابية لهذه الجماعات بعيدا عن هذه الدول ).
6- عمليات التهريب للموارد الطبيعية والآثار والمشتقات النفطية خاصة كما يحدث ألان في العراق.
7- الدعم المادي والسياسي و الأمني لهذه المنتظمات أو الجماعات من قبل بعض الدول التي هي بخلاف مع دولة الأخرى أو المجاورة سياسيا قوميا دينيا أو طائفيا ، حتى تحولت بعض ألدول إلى قاعدة لا احتواء هذه الجماعات وتمويلها مادياً ودعمها عسكريا أيضا. وفي حالة القرب الجغرافي إلى نقطة انطلاق لهذه العمليات.

الدعم البشري والإعلامي :
يعتمد الدعم البشري لهذه الجماعات على أشخاص يتم تدريبهم ذهنيا و عسكريا ليكونوا مؤهلين لتنفيذ هذه الأعمال ، فعمليات غسل الدماغ تتم عبر الوعاظ والاستشهاد و الاستناد إلى بعض المقولات التاريخية أو الدينية التي توصل هذا الفرد إلى الجاهزية للقيام بالمهام المناطة به و هو إرهاب العدو بأي شكل من الأشكال.
ولوسائل الإعلامية السمعية و المرئية مصدرا مهم لهذه الجماعات فهي مصادر دعائية و توجيهية تختص بخطاب خاص غير حيادي ومستقل ، وقناة الجزيرة الفضائية خير مثال على ذلك فهي اختصت بعرض الأفلام والخطابات الخاصة لتنظيم القاعدة وقياداته ، إضافة لطرحها الكثير من الأخبار والأفكار التي تؤجج حالة الانقسام الذي يعيشه العراق. ويكون من العوامل المساعدة على زيادة حجم وأهمية هذه الجماعات وتصويرها بشكل بطولي بل وأحيانا تصورها أنها جزء حقيقي من المقاومة ، ليس هذا فقط بل توجد بعض القنوات العراقية تتجه طائفياً لتكون عاملا مساعدا في أثارة النعرات زيادة في بث الروح المتخلفة المتسمة بالطائفية . وقد اعتمدت قصديا هذه القنوات على تغييب الخطاب العراقي الحقيقي ، وتغليب الهويات الفرعية على الهوية العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!