الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية النضال الى حزب العمل الشيوعي في سوريا في انطلاقته الثانية

ميشيل الشركسي

2003 / 9 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


" الموت في التماثل ، والاختلاف حياة الزمان " ( الشهيد مهدي عامل )

كطائر الفينيق يخرج من تحت الرماد أعلن حزب العمل الشيوعي في سوريا مؤخراْ في بيان رسمي انطلاقته الجديدة .

لقد شكّل حزب العمل الشيوعي في سوريا محطة بارزة في تاريخ اليسار السوري والحركة الديمقراطية في سوريا عامة منذ بداياته في سبعينات القرن المنصرم وحتى بداية التسعينات حيث دمرت حملة القمع الوحشي الرهيبة من قبل السلطة الديكتاتورية هيكله التنظيمي واضطرته الى الانكفاء والتقهقر .

من الحلقات الماركسية الى رابطة العمل الشيوعي ، الى حزب العمل الشيوعي كان العمل حثيثاْ للتطور وملئ الفراغ النضالي في موقع اليسار السوري بعد مرض تصلب الشرايين الذي أصاب الحزب الشيوعي السوري بقيادة خالد بكداش ( التاريخية ) الذي سوّغ القمع بموافقته ودخوله ضمن ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية واصطفافه في خندق السلطة الديكتاتورية . وكان مشروع الحزب الشيوعي السوري ( المكتب السياسي ) بقيادة شيخ المناضلين السوريين رياض الترك محاولة أيضاْ لملئ ذاك الفراغ مما عرضه كذلك لقمع السلطة الوحشي بالاضافة الى تنظيمات يسارية سورية مهمة أخرى .

ان معظم الماركسيين العرب والحزبيين منهم خاصة كانوا في تعاملهم مع الماركسية قد أضفوا عليها طابعاْ من القداسة ( والماركسية من ذلك براء ) متخلصين من مهمة صعبة في تحليل الواقع الحي وخاصة في مجال تطبيق الديمقراطية في أحزابهم أولاْ قبل المناداة بها لمجتمعاتهم ، وكذلك بشأن العلاقة مع الاتحاد السوفيتي كمرجعية مقدّسة غير قابلة للنقد ( وهو ما تجاوزه حزب العمل الشيوعي).

على هذا الصعيد كان مشروع حزب العمل الشيوعي في سوريا في استنهاض تجربة تنظيمية وفكرية واستراتيجية وسياسة برنامجية جدّية في توجهها الديمقراطي مع السماح لأعضاء الحزب بطرح أي تساؤل أو تداول أية قضية وارساء تقاليد جديدة فيما يتعلق بالسمات التقليدية السيئة للوسط السياسي السوري ، مشروعاْ جدّياْ لانشاء حزب يساري ديمقراطي راديكالي من نوع جديد .

من التاريخ المميز أيضاْ لحزب العمل الشيوعي في سوريا أنه استطاع ولأول مرة في تاريخ سوريا السياسي أن يستقطب ويفعّل سياسياْ أعداداْ كبيرة نسبياْ من نصف المجتمع الآخر ( المرأة ) ، كانت تجربة جديدة وغنية فعشرات من عضوات الحزب اعتقلن وأمضين سنوات عديدة في المعتقلات حيث مورست عليهن كل أنواع القهر النفسي والجسدي في ماكينة التعذيب الهمجية في سجون النظام الديكتاتوري ، حيث كان القمع بالنسبة للرفيقات والرفاق أعضاء الحزب وحتى أصدقائه والرهائن يصل الى حدود استثنائية سقط بتأثيرها العديد من الشهداء .

اننا في العصر الحديث تتلمذنا على الفكر السوفيتي الستاليني كمصدر تعليم أحادي ، والاستثناء الذي شكلته تجربة حزب العمل الشيوعي في سوريا جديرة بالاهتمام على هذا الصعيد ( وجريدتاه البروليتاري والراية الحمراء شكلتا منبراْ ومثلاْ غير معروف من قبل ) . واليوم والحزب يعلن انطلاقته الثانية وهو يختار أسلوب العمل التنظيمي العلني السلمي والديمقراطي الشفّاف مستنداْ على التقاليد الديمقراطية في العمل الحزبي التي مارسها سابقاْ ، يسعى الى المساهمة في الحراك الديمقراطي السلمي في سوريا من أجل تفكيك النظام الشمولي المتحكم برقاب الناس منذ حوالي أربعة عقود .

وبهذه المناسبة نطالب بالحرية لآخر معتقل سياسي من حزب العمل الشيوعي الباقي في معتقلات النظام السوري المناضل الدكتور عبد العزيز الخيّر ولكل المعتقلين السياسيين الآخرين من كافة الاتجاهات السياسية وخاصة معتقلي المنظمة الشيوعية العربية اللذين صار لهما أكثر من 28 عاماْ في سجون السلطة .

تحية الى حزب العمل الشيوعي في سوريا بظهوره الثاني ، تحية الى أهل الحق أينما كانوا ، وسلام على المناضلين أوتاد الأرض . وبالروح ، بالدم نفديك يا ديمقراطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث