الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا ً... المجموعة العاشرة

رشيد كرمه

2007 / 6 / 29
الادب والفن



--- 1 ---
مُمَيـَز
إفترى وحَرفَ و إختلقَ ووشي وأحسن َ تأويلا , واوقعَ وناكدَ, وورطَ َ ورشي , وأجاد تلفيقا وتزلف َ , وتسلق َ, وتجسس َ, وأغتاب َ, ونـم َونافقَ, وأدعى , ونطق زورا ً وبهتاناَ, وتحايل َوتلصص وإسترق السمع وتظاهر بالنوم وأستدرج كيدا ً وتضليلا ,ووو. وكان من أغزر كتاب التقارير, وأغربهم طورا ً , كتب عن الجميع لم يستثني أحدأ , شاع أنه كتب عن نائب رئيس الجمهورية وعن وزير الدفاع والتعليم العالي والأوقاف رغم أنه لا يعرفهم ولم يلتقيهم إلا من خلال شاشة التلفاز ولم يعذر مدير المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون من كذا برنامج لذا لَـَسعه ُ, ولقد كتب عن نفسه مرة , حتى كاد مسؤوله الحزبي حائرا ً, لائذا عن حل ٍ , ولايقوي على إتخاذ قرار بنقل الجندي المكلف الرفيق ( المؤيد ) ـ عمر علي ـ الى الساتر الأول كونه كاتب تقارير مُمَيـَز...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 2 ---
رب
كان يرى في الإيرانيين عيبا ًخِلقيا ًوفي الأردنيين بداوة تأريخية وفي المصريين عمالة أزلية ًوآخرون برابرة أوباشا ً وفي السوريين معاوية ً والسعوديين سراقا ً والكويتيين عبيدا ً ًوالأتراك أجلافا ً, وفي الأكراد ِ شَينا ً, والتركمانية تبعية ًوالأنجليز ومن لف لفهم من الغربيين دعارة ً وفي المسيحيية نجاسةً ً وفي اليهودِية إحتيالا ً والأيزيدية قذارة ًوفي الإسلام تشويها ًوالسنة إعوجاجا ً والشيعة جنونا ً وفي الملكية استعبادا ً و القومية تنطعا ًوالديمقراطية هلوسة ً والشيوعيية إلحادا ً والقاسمية جنونا ًوالعارفية سوء ً وكان يرى في المتحضرين تخلفا ً وفي أهل الريف جِـِمِسا ًوفي المرأة عورة ًوفي ملابس الأفندية تقليدا ً وفي العقال العربي عيبا ًوالزي العسكري إختيالاً ووجهة النظر كفراً تستحق اللعنة ..وكان يرى دائما أن رؤوسا ً يانعة قد حان وقت قطافها لذا كان الموت من نصيب الجميع وكانت تلك مشيئة رب...............
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 3 ---
الخوف
أشتكى للطبيب ضُعفـه على فراش الزوجية رغم انه لم يره منذ إجازته الماضية قبل 45 يوماً, كما انه عجز عن مساعدة أهله في الحصاد , والأدهى من ذلك ان لهاثه جلب إنتباه الآخرين عندما داعب إبنه الصغير , وكـــان الطبيب قــد إستقبله مبتسما ومهنئا له نوط الشجاعة الذي إستحقه عن جدارة قبل يوميين إذ رآه في التلفاز يشرح كيف أنه تمكن من الزحف بين جثث القتلى في الأرض الحرام والتي ماأنفكت مدافع الهاون تستكمنه طيلة ثلاثة كيلومترات دون ان تنال منه , كما ان الطبيب أبدى اعجابه به وبقدرته على تفريغ حمولة العتاد من سيارة ( إيفا ) غرزت عجلاتها في الرمال بمفرده وبسرعة قياسية بعد ان أصيب سائق السيارة بقذيفة هاون شظت رأسه , ولم ينس الطبيب إطراءه لشجاعته الفائقة أثناء إلتحامه بالسلاح الأبيض وتمكنه منهم وألمح الطبيب في إنتباهة مهنية حادة في أن فراش الزوجية يكون عادة ارض معركة ولكن بوسائل أخرى مما يتوجب على الجميع الكفاح وتجاوز الأرض الحرام عبر التغلب على الخوف .. إنتابه شعور غريب وود لو ان الطبيب ينهي حديثه ليعود الى فراش المعركة او أرض الزوجية .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 4 ---
خطاب
شَغُفَ بتقليده ولكنه خشي الآخرين مخافة إتهامه بالهزء رغم كل ماقدمه عبدُ ُ لسيده من خدمات طيلة 35 عامـا ً ألا أنه لم يحظى ببركاته وعطاياه وظل يكابد في هذه الخيمة تارة وفي بيت طيني تارة ً أخرى وفي أحسن الأحوال بيت خَرِب يفتقر الى المرافق العامــــة.. بعد رحيل واليه قرر( عليوي ) الهجرة مصطحبا ًمـعه والديه المسنين وأشقائه الثلاثة الصغار وشقيقته وزوجته و أطفالـه الخمسة , خلال بضعة أشهر حـصل على حق اللجوء في إحدى الدول الأسكندنافية حيث منح بيتا ًتتوفر فيه كل مستلزمات الحياة ووضع يده على كمية كبيرة من معونة نقدية , مع نظرة رضا من معيته الذين تحلقوا حوله مبهورين بما لديهم من نعمة وآمان , وقف امام كاميرا فيديو في صالة البيت مرتدياً ملابس أنيقة مع ربطة عنق حمراء وسيجارأ كوبيا ً إشتراه لهذا الغرض , ضحك ضحكة سيده الراحل ,, فتح باب البراد ( الثلاجة ) وقال : سأوفر لكم عيشا ً هنيا ً, وسأعالج لكم أسنانكم من التسوس, وسأشفيكم من الديدان المعوية التي تعشعش في أمعاكم وسأرسلكم جميعا ً الى المدارس , بعد ان أعددت لكم حافلات كبيرة تنقلكم إليها وستلبسون حتما ً أحذية تليق بكم , وبإمكانكم التمتع بالتجوال في هذه الحدائق الغناء ولا تنسوا ماوفرته لكم من ماء ٍ للإستحمام , بعد التمتع بالأرجوحات تلك , وكلوا هنيئاً من بطاطا مسلوقة ً حينا ً ومقلاة حينا آخر ومشوية في بعض الأحايين مع البصل بالملعقة ِ والشوكة ِ والسكين والسلام عليكم و ( سلمونه على اللي ما شفونه ) !!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--- 5 ---
إستغاثة
بين أنقاض شارع المتنبي والصلبان المتناثرة والمآذن المنهارة والقباب وقبور الأئمة والأولياء وجدت الله يستغيث بالعراقيين من هول الكارثة .......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26 حزيران 2007 السويد رشيد كَرمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل


.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب




.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح


.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال




.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان