الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرباعية العراقية وأمل الخروج من المأزق

تقي الوزان

2007 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لاشئ يمنع من القول ان الثقة التي استودعتها الجماهير العراقية في قوائمها الانتخابية بعد ان تحدت الارهاب وشاركت في الانتخابات , قد ذبحت بسكين المحاصصة الطائفية والقومية , قبل ان تدفن على يد الارهاب البعثي والقاعدي اولا ومليشيات الاحزاب الشيعية تاليا . ويمكن القول ان المسؤولية الاكبر في اعادة الحياة للعملية السياسية , تقع على عاتق الاحزاب التي صرحت بأنها ستعلن اتفاقها على برنامج سياسي جديد في دعم الحكومة التي تقودها . وهي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي , وحزب الدعوة الاسلامية , والحزب الديمقراطي الكردستاني , والاتحاد الوطني الكردستاني .
لا أحد من العراقيين ينكر التاريخ المشرف والتضحيات الجسيمة لهذه الاحزاب وباقي اطراف الحركة الوطنية في صراع العراقيين الدامي مع النظام المقبور . ولااحد من العراقيين لايعرف ان موجات المد الطائفي والقومي التي اعقبت سقوط النظام الصدامي , رفعت المنسوب الانتخابي الى درجته القصوى لهذه الاحزاب .
واذا كان المد القومي الكردي لايزال يتمتع بنسبة كبيرة من حيويته نتيجة تفاهم الحزبين الرئيسيين , وتوحيد اغلب الوزارات والادارات الاقليمية في كردستان , فأن الطريق لايزال في بدايته , والقيادة القومية الكردية مطالبة بالاستغلال الامثل لتطوير التجربة الكردستانية العراقية وفق متطلبات المرحلة الحالية , وليس بالأستعجال للحصول على مكتسبات اقرب للاستقلال الكامل , يضع التجربة بكاملها في خطر محاربة دول الجوار الكردستاني وباقي دول المنطقة .
واذا كان "الاستعجال" في القضية القومية "المشروعة" سبب في هذا التعثر , فأن الرابط الطائفي الشيعي والمتمثل بقائمة"الائتلاف" ولد اشكالات اعمق , واخذ بالتصدع . والبداية كانت مع خروج حزب"الفضيلة" الذي اكد ان سبب خروجه هو رفضه للحلول الطائفية , وفشلها في حل مشاكل العراق , ثم جاء انسحاب التيار الصدري , واكد انه ضد التوجهات الطائفية ايضا . فوجد "المجلس الاعلى" وحزب "الدعوة" ان من الانسب التوجه لهذا التحالف الجديد , وهو ليس بالجديد , ونذكر قدوم السيد مسعود البارزاني الى بغداد قبل عدة اشهر , واعلن وقتها عن رغبته في تشكيل هذا التحالف لدعم المسيرة السياسية المتعثرة .
من ناحية اخرى ارتفعت حدة التصريحات ضد الدكتور اياد علاوي , والتهويل من مؤامرته , حال عودة السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية من واشنطن . وكأن تحركات علاوي لم تكن معروفة , فعلاوي منذ رجوعه الى العراق بعد سقوط صدام عمل على لملمة البعثيين غير المتورطين بجرائم كما صرح في وقتها . وزاد من توسيع اندفاعه بهذا الاتجاه , التجريح , والتشويه لتاريخه المعادي لصدام , الذي رافق الحملة الانتخابية من قبل بعض اطراف قائمة "الائتلاف" . وجعل التبشير بفشل الحكومة على لسان معاونيه قبل ان تبدأ الحكومة بالعمل , وطموحه الشخصي في رئاسة الحكومة ليس خافيا على احد . ويبدو ان الامريكان في ضغطهم على الحكومة العراقية لدفعها للعمل الجاد اكثر , وضحوا للطالباني ان تحركات علاوي , وما لاقاه من تأييد في الدول العربية يمكن ان يكون احد السيناريوهات البديلة والمقبولة في حالة فشل الحكومة الحالية .
المشكلة ليست في علاوي ومؤامراته واتفاقاته مع الدول العربية , المشكلة هي بما تنجزه الحكومة العراقية على طريق سلامة المسيرة السياسية , والسيطرة على الامن , وما تحققه من الايفاء بوعودها لواشنطن , وللمشاركين في مؤتمر "شرم الشيخ" . وكما هو معروف فأن علاوي والحكومات العربية لاتستطيع ان تفعل اي شئ بدون الموافقة الامريكية . ويخشى ان يحوّل الفشل بالايفاء بهذه الالتزامات الى شماعة مؤامرة علاوي, ويكون تشكيل هذا التحالف رد فعل على "مؤامرة علاوي" .
لا احد من العراقيين الذين تهمهم المصلحة الوطنية لايرغب ان تجري التحالفات على اسس حزبية , وبرامج سياسية تهتم بمصلحة الجماهير , وليس على اسس طائفية او قومية , كالذي جرى واوصل العراق الى ما وصل اليه من انحدار , واعاد الحياة للبعثيين في ثوب الطائفة السنيّة . والعراقيون لازالوا يأملون من اتفاق الرباعية قطع الطريق على القتلة والمجرمين , والنهوض بالعملية السياسية لافقها العراقي الرحب . وليس للمحافظة على الاعتقاد الخاطئ , بأن ما تحقق من انجازات طائفية وقومية هو المكسب الذي تهون دونه كل التجربة العراقية التي لايضاهيها في مأساتها شبيه بكل العصر الحديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف