الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أن تطل عيون المطر.

مهدي بندق

2007 / 7 / 1
الادب والفن



من أين يأتي طائر السعير؟
يستسلم الموتى القدامى للمصائر ِ ، ظامئين ونهرهم فحم ٌ
وفي الأرحام ِ حفارُ القبور ِ دَليلـُهـا، والغيم ُ يصلـبُها مرارا ً
يا بلادا ً أنجبت أطفالها في الضنك ِ ، فأسلمتهم للرياح ِ بلا سراويلَ
يزحفون على الحوائط ِ كالصراصير النحيلة ِ ، أو كنمل ٍ يلتقي في
الصيف أحيانا ً ، ويهلك في طوابير الشتاء .

** ** **

من أين يأتي طائر السعير ، السيل ُ يكتشف اختبائي في دخان لفافة ٍ
غمغمتُ : يا هذا
العقاب عرفته ُ ، فالذنب ُ ماذا ؟
قال : لا ذنبا ً هناك وإنما عصف ٌ أسامِـرُه ُ ، وقصف ٌ في الحشا
متكرر ٌ ، ولعله ُ العشواء ُ في لغةِ الورى

** ** **

من أين يأتي طائر السعير
والبحر ُ يرمي في دمائي شصَّهُ اليَوْميَّ والأعشاب ُ تتبَعُني
وترفع بالتقارير الدقيقة ِ كل واردة ٍ، وشاردة ٍ إليه ِ
ورمل القاع ٍ يهرب ُ من زنازنهِ إلى زنزانة ٍ تـُفضي إليه ِ
قلت ُ: كيف َ،
فقال : هل من وجهة ٍ أخرى؟

** ** **

هبطتْ من الأصقاع ِ بالشُهُبِ
فتخاءُ عنقا مغربٍ لـَجـِب ِ
فـَرمَتْ على صدري الفراشات ِ الأراملَ واليمامات ِ التي باتت بلا أفراخها
هل ذاك ريش ٌ أم ركامُ العوسج ِ المغروز ِ في اللحم ِ ؟ أفريقيا تنوح ُ
وراءَ قافلةِ النخاسةٍ ، بينما شيخي بمسلك علـّةِ الإجماع ِ ينتظر الذين
سيغسلون يديه والقدمين
وأنا أصب المِـسْك َ في نعل "المُقيس "ِ وفي جواربهِ
حتى انقسمت اثنين
فواحدٌ هو للغياب ِ من الولادة ٍ للوفاة ٍ فلا يُحِسُّ الكارثة
وواحدٌ يلقى بيقظته المسوخ َ بكل منعطف ٍ تقهقه ُ ، والأحبة ٌ يحملون
متاعهم باكين من هول الفراق

** ** **

تلك الرائحة ُ القادمة ُ من الصحراء
أتنشـّـقها طوعاً أو كرها ً
فتحط ُ على رئتيّ وطاويط ُ التضعيف الصوتيِّ، وغوريلاتُ المنع ِ
بأيديها الأسياف ُ ، وصحف ٌ برقشها بالمقت ِ الأسلاف ُ
وبقـَّعها بالزيت ِ الأخلاف ُ
تماشيها في المحتفلاتٍ قرود ٌ تتبادل غائِطـَها ، وتماسيح ُ مُجَـنـَّحة ٌ
تتلاسنُ، وسنانيرُ تعضُّ على درجات ِ هياكلها العظمية ٍ ،
لاعقة ً أورجازمَ اللحظات ِ الزائلة ِ الخرقاء

** ** **



كل صباح
تنسحب الشمس ُ إلى غرفتنا الورقية
تتمددُ منهكة ً فوق أريكةِ أحزاني
فأقوم إليها بقوارير المِلح ِ وخبرات ِ هزائمنا محتشدا
أسكب في أذنيها قطرات ٍ من علم ٍ لا ينفع
حتى يبلعنا في بَرنـَامَجِه ِ الشَرَكُ المعتاد
مبتكراً -كالمعتادِ- فرائسه الجُـددا

** ** **

يُحلـِّـق ُ
لا تسألي كيف جاء
ولا تسألي عن بلاد ٍ تفتـِّح ُ أبوابها للسعير
وتـُـلقِي على الشِـعر ِ بالمنجنيق ِ الحجر
ولكنْ.. سلي عن بهائك ِ
أنت ِ التي وُلدَت في الأعاصير ِ ، فوق جبال البراءة ٍ ، موّارَة ً
برحيق الخطر
... ... ...
... ... ...
فمالك لا تـُطلقين القصائد َ سهماً فسهما ً
إلى أن تُطل من الصخر ِ يوما ً
عيون ُ المطر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رقعة| إقليم كتالونيا في إسبانيا.. تاريخ عريق وثقافة غنية


.. فنانة مصري تروي تفاصيل تعرضها للتحرش من سائق -أوبر-| #منصات




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | مقابلة مليئة بالمفاجآت مع أخرس و 25 س


.. مهرجان كان السينمائي: الفيلم المصري -شرق 12- لهالة القوصي ف




.. تفاعلكم | 25 سؤالا مع المخرجة رشا شربتجي