الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة
بثينة رفيع
2007 / 6 / 30الحركة العمالية والنقابية
هل كان إليو بيتري عندما صور حجم معاناة الطبقة العاملة في ايطاليا إبان الفاشية في رائعته الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة يعلم أن شقاءً ظالماً سيكتنف تلك الطبقة العاملة الشامخة هنا وهي تقف أمام تهميش وغياب لحلول اقتصادية جذرية تضع حداً لمعاناة طويلة خارج البرامج المهترئة التي أسعفتها الشهامة لإشراكهم في صياغة قوانين العمل لتعجز أمام لقمة أطفالهم واكتفى صناع القرار بالفتات القليل الذي يُقدم لهم من خلال مساعدات إجتماعية متقطعة لا تسد رمق العوز ، عذراً إليو بيتري فالأول من آيار لن يزورنا لكنه أتى على كل حال ليُلقي بظلاله الثقيلة خلف ذاكرة معبأة بهموم وطنها مستحضراً نضال عمال العالم في كل مكان على أرض جُبلت بعرقهم ودمائهم ، بعناد مناجلهم الملتصقة بأياد يورق من شقوقها ربيعا آخر لن يصبح حكراً على أصحاب الياقات البيضاء ، أتيت على كل حال فاعبر لتجدد صرخة مدوية ضد العولمة الأمريكية والاستغلال الطبقي واحتكارات الرأسمالية بدءاً من بوليفيا حيث أرّخت ثورتك الأولى انتهاءاً بفلسطين لتصوب بوصلة الألم في بقعة منسية من هذا الكون لتراهم ومجددا يقفون على متراس الوطن الأول في وجه الاحتلال والحصار والإغلاق وجوع ترك معه أولادهم مدارسهم وجامعاتهم ملتحقين بسوق العمل لإعالة أسرهم ، يأتي الأول من آيار هنا خجلاً مخبئاً أعياده صارخاً في إليو بيتري ليرى نساء فلسطين ورجالها وأطفالها يفترشون عراءهم وقهرهم في زمن السلم والحرب أمام فجر موحش بارد في انتظار من يحملهم هناك ليقطفوا ثمارهم بأجر ثم يعودون لمخيمات ضيقة ينتظرون العودة ، إليو بيتري هنا فقط على هذه الأرض يُقسّم العامل الثائر الجريح الأسير الشامخ حتى بفقره حياته بين مقاومة جنازير دبابة وظلم حصار وتعسف إغلاق ليقف في صمت عارٍ يعرض كليته للبيع كي يطعم أطفاله في وطن عربي مخجل بذله حتى الثمالة ، تحول لمرتع للاستثمار الإسرائيلي والكذب الأمريكي موصدا أبوابه بالحدود والنار بوجه أبنائه ، دعهم فلهم صبح جميل لا يتسع لجنتك وللآخرين مكاناً يستريحون فيه بعيداً عن دمعهم ، فكدسوا الخوف والمال والرصاص ولا تنسوا أن تملأوا مقاعدكم حتى التخمة ، تأكدوا جيدا من النصاب ليكتمل نصاب الجوع هنا وخذوا غفلة طويلة لينتهي أبناؤنا من تمزيق كتبهم وكسر أقلامهم لبجمعوا قطع الحديد والزجاج الفارغ من نفايات شوارع غزه ليفترشوا بعد انتهائهم الطرقات للتسول ، غفلة واحدة ربما تكفي لنغادر أحلامنا ونبيع أخر قطرة من دمائنا لنطعم أطفالنا ، عذراً إليو بيتري فعمال فلسطين لن يلتحقوا بجنتك سيبقون راسخين في جذور أرضهم وصخور قدسهم ، يساويهم القتل والحصار وجوع لن يساوموا به على أوطانهم وحق عودتهم لقراهم وليبقى أولئك في جهنم لا تعرف إلا طريقاً واحداً في مزبلة التاريخ ، عذراً أيار إمضي وخذ أعيادك وإليو بيتري وعد أدراجك بعيداً عن هنا فآلام عمال فلسطين استفحلت حتى تساوت بآلام القديسين لا تسعها إلا جنة واحدة ، وحدهم يعلمون أين هي وكيف يصلون إليها
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. موظفو البنك المركزي السوري يعودون لعملهم
.. موظفو مصرف سوريا المركزي يعودون للعمل.. والمصرف: الودائع آمن
.. موفد العربية محمود شكر: عودة الموظفين في الدوائر الحكومية بد
.. أطباء وعاملون بقطاع الرعاية الصحية في مسيرة تضامنية مع غزة ب
.. وزير الاقتصاد السوري للحرة: تجريم التعامل بالدولار كان أحد ا