الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستقبل للاشتراكية 3-4

ايمن الحداد

2007 / 6 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الجزئيين الثالث والرابع من تقرير رئيس جمهورية كوبا الرفيق فيدل كاسترو أمام المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الكوبي.
مسائل التجارة الداخلية والخارجية للبلاد وشؤونها المصرفية والسياحية:
بعد انتصار الثورة أجريت على التجارة تغيرات جذرية, فكان النشاط التجاري الخارجي يتحقق في الماضي عن طريق الشركات الرأسمالية الأجنبية والوطنية, وكان نصيب الولايات المتحدة الاميركية من التبادل التجاري الخارجي يصل إلى 70 % .
لقد اضطرنا الحصار القاسي والإجرامي الذي فرضته على شعبناء الرأسمالية الاميركية, إلى التعجيل بالبحث عن طرق جديدة للحصول على الخامات والمواد الغذائية والأدوية والتجهيزات وكذالك التعجيل في البحث عن أسواق جديدة لتصريف سلعنا.
لقد وضع انتصار الثورة حد للنظام المتعفن للسياحة الذي كان قائما أنذالك على إشباعه بألعاب القمار وغير ذلك من الظواهر المريضة. كان لتأميم الفنادق واهم أماكن الراحة أن فتح أمام الشعب الطريق أليها. وفي بناء المراكز السياحية وظف 50 مليون بيسو , منها 15 مليون بيسو في السنوات الأولى وجهت لإنشاء بلاجات عامة . ومراكز الاستجمام الجديدة والموتيلات والعديد من ألاماكن التي تتمتع بأجمل المناظر قد فتحت أمام الكادحين وكل الشعب.
أن السياحة الدولية قد نمت إلى حد ما خلال السنوات الأخيرة بعد أن كانت قد اختفت تماما تقريبا .لقد أصبحت تختلف نوعيا عما كانت عليه في الماضي. أننا نريد أن يصبح السائحون الذين سوف يزورون بلادنا في المستقبل,جماعات من الضيوف السليمة خلقيا الذين يفدون ألينا ليشاهدوا الأماكن البديعة أو ليتعرفوا على التغيرات الاجتماعية الجارية في بلادنا . ويفترض أن يزور بلادنا في السنوات الخمس القادمة نصف مليون من السائحون وخصوصا في فصل الشتاء.
هنا ينتهي الجزاء الثالث ليبدأ الجزاء الرابع .

الخطة الخمسية للتنمية
وبعد المؤتمر سيبدأ في بلادنا لأول مرة تنفيذ الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية . أننا ندرك متطلباتنا العديدة , وندرك انه بمقدورنا القيام بأعمال عديدة هائلة , إذا ما توقف تنفيذها على أرادتنا وحدنا , وطاقتنا وعملنا المبدع وحدهما . أننا نسعى بإخلاص إلى أن يحصل شعبنا على المزيد من المساكن أكثر مما نبنيه ألان , وعلى المزيد من المدارس والمستشفيات ورياض الأطفال ووسائل النقل والمراكز الثقافية ودور الراحة وسلع الاستهلاك الطويلة الاستخدام و ألابسة والمواد الغذائية .... الخ, ونود بطبيعة الحال أن يصبح لدينا المزيد من المشروعات الصناعية والمؤسسات الإنتاجية سواء في المدينة أم الريف, فكل ذلك يشكل الأساس المادي لرفع مستوى معيشة السكان. ويتيح لنا تدعيم وتطوير اقتصادنا الفرصة كي نقدم أسهما اكبر في قضية التضامن العالمي , والحركة الثورية العالمية . إننا نطمح إلى إن يتحقق بأسرع انتصار الاشتراكية التام في وطننا .
غير انه ليس بمقدور أي شعب أن يحرز نجاحات اكبر من تلك التي العوامل الموضعية . وقد يكون كلامنا مجرد خداع للشعب إذا ما حاولنا إقناعه, باعتباره, مالك مصيره في مجال الاقتصاد والحياة الاجتماعية , واعتباره متحررا من الوصاية الإمبريالية , يملك أمكانية وفرصا غير محدودة للحصول على الثروات والتوصل إلى مجتمع الرخاء .
وتفرض علينا في هذه الشأن أول قيد , الثروات الطبيعية الموجودة في بلادنا نفسها , ثم الزراعة با اعتبارها قاعدة الانطلاق , والمستوى المحرز في تطوير الثقافة والتكنيك , ثم العقبات والمصاعب الموضعية و الذاتية الناجمة في العالم الذي نعيش فيه .
كما توجد قيود أخرى ذات صيغة معنوية: فحتى إذا ما كان في مقدور الشعب أن يتوصل إلى توفيقه المادي , فلا يجوز أن يكتفي بالتفكير في ذلك , متناسيا مشاكل ومصاعب الشعوب العالم الأخرى .

يترسخ في تكوين وعينا الشيوعي كون النهوض بالمستوى المادي للمعيشة هو هدف عادل ونبيل يجب أن يحرزه شعبنا بجهده المتفاني في ظروف بيئتنا , وفي الوقت ذاته علينا أن ندرك أن هذه البيئة محدودة , فكل غرام من الثروات يستلزم استخراجه عملا جهيدا , وتتوفر الثروات المادية لتلبية متطلبات الإنسان الضرورية والمعقولة .ويجب هنا استبعاد كل بذخ . ولا يمكن لمجتمعنا أن يسترشد بأفكار وعادات يدأب الإنتاج الرأسمالي الأخذ في التدهور على نشرها في العالم .

ويصبح هذا مفهوما بصورة أوضح إذا ما أخدنا في الاعتبار واقع أن بلادنا قد بدأت تشق طريقها في ظروف الفقر المدقع , حيث كانت الجماهير الواسعة لا تملك ما هو ضروري جدا .
لذالك لا يجوز لنا أن نطرح أهدافنا ليس بمقدورنا أن نتوصل أليها , ولا تتطابق مع إمكانياتنا الفعلية , ومبادئ ثورتنا الأخلاقية .

لا تعني الاشتراكية مجرد زيادة الرخاء المادي . فهي تخلق أيضا فرص ازدهار القيم الثقافية والروحية الجليلة والعظيمة لدى الشعب . كما أن الاشتراكية تتيح أمكانية صقل الإنسان بمشاعر التضامن العميقة , هذا الإنسان الخالي من الأنانية والصغائر التي تحط من قيمة الناس في المجتمع الرأسمالي .
علينا ألا نشجع روح التبديد والرغبات الأنانية في الاستحواز على ما لا يلزمنا في واقع الحال , والطموح إلى البذخ حبا في ألذات وغير ذلك من الشهوات المريضة . ولا يليق بنا أن ننحدر إلى العقائد الفوضوية الخسيسة والتطلعات المجنونة التي يتميز بها مجتمع الاستهلاك الرأسمالي . والتي تهدده بالفناء . أن واجبنا هو تركيز جهودنا ومواردنا المحدودة من اجل خلق توافق صحيح بين الثروات المادية وأنواع الخدمات, وذلك لضمان تحسين دائم للقاعدة المادية والثقافية لشعبنا. وسوف يساعدنا هذا على التفكير في واجبنا كمواطنين في العالم الجديد وعلى العمل من اجل تنفيذه .
وبعد أن حللنا بكل جدية إمكانياتنا نقترح على المؤتمر خطة التنمية الاقتصادية للسنوات الخمس القادمة , وهي خطة تقترب وتأثرها المتوسط من 6 بالمائة سنويا . وهذا يعني أن مجمل الإنتاج الاجتماعي سيزيد بنسبة 34% في العام 1980 بالمقارنة بما كان عليه العام 1975 .
يتضمن مشروع توجيهات الخطة الخمسية الأولى لتنمية الاقتصاد الوطني لسنوات 1976_ 1980 , والمطروح على المؤتمر لمناقشته , يتضمن الأسس التي ستوضح عليها الخطة الخمسية .
وفي الخطة الخمسية المقبلة سوف يعجل كثيرا بعملية تصنيع البلاد .
انه من دواعي السرور والرضى أدراك أن ثورتنا قد خلقت الظروف المؤتية لتحقيق هذه الخطط المرموقة التي فكرنا بها بمنتهى الحرص الواجب والتمحيص والتعقل مما يضمن لتنفيذها مستوى رفيعا لتوفير ما يلزمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: ما الغاية من زيارة مساعدة وزير الدفاع الأمريكي تزامن


.. روسيا تنفي ما تردّد عن وجود طائرات مقاتلة روسية بمطار جربة ا




.. موريتانيا: 7 مرشحين يتنافسون في الرئاسيات والمجلس الدستوري ي


.. قلق أمريكي إيطالي من هبوط طائرات عسكرية روسية في جربة التونس




.. وفاة إبراهيم رئيسي تطلق العنان لنظريات المؤامرة • فرانس 24 /